في عام 1992، رأت الكاتبة جينا كوريا النور على ظاهرة مدهشة ومأساوية في كتابها الملفت للنظر “الوباء الخفي: قصة النساء ومرض نقص المناعة المكتسب”، الذي نشرته دار النشر HarperCollins في شهر نوفمبر. يحكي الكتاب بأسلوب يجمع بين الإثارة والحزن والإلهام قصة النساء وتأثير وباء الإيدز عليهن، مكشفاً الحقائق المذهلة وراء الإحصائيات وتجارب العديد من النساء اللواتي كانن في صدارة النشاط الذي يتعلق بمكافحة الإيدز والوقاية منه، فضلاً عن رعايته.
يقوم الكتاب بتتبع التسلسل الزمني لما حدث عندما أدرك عدد من النساء في جميع أنحاء البلاد مدى خطورة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز على النساء وحاولن فعل شيء بشأنه. جينا كوريا تكشف، في النهاية، الطابع “الخفي” لمكانة النساء في أزمة الإيدز وتواجه الانحيازات وراء الافتراضات الطويلة الأمد للمجتمع الطبي الذي يتكون أساساً من الرجال، وكذلك وسائل الإعلام، والجمهور الذي غالباً ما يكون غير مستنير.
ابتداءً من الحالات الأولى للنساء الشابات اللاتي توفين بـ”التهاب الرئة” في أوائل الثمانينات، مرورًا بالإنكار الواسع لتهديد الإيدز للنساء في السنوات التالية، وصولاً إلى الاكتشافات المثيرة في الماضي الحديث، يوضح الكتاب بوضوح أن السياق التاريخي للأبحاث الغير كافية حول قضايا صحة النساء قد حال دون أي تقييم ذكي لمخاطر النساء أو نماذج الرعاية والعلاج لهن.
في الختام، يسلط “الوباء الخفي” الضوء بشكل حاد على مدى تحول مرض الإيدز ليصبح ليس فقط قضية صحية، وإنما قضية اجتماعية أكبر تهددنا جميعًا. ويركز الكتاب بشكل خاص على فئة العلوم السياسية العامة، مما يضيف بعدًا سياسيًا هامًا للمناقشات حول مرض الإيدز وتأثيره على المجتمع.