في كتابه الرائع بعنوان “الواقع الافتراضي: التكنولوجيا الثورية للعوالم الاصطناعية التي تولدها الحاسوب – وكيف تعد وعدًا لتحول المجتمع”، يقدم الكاتب هوارد راينجولد رحلة استكشافية مذهلة إلى عوالم التكنولوجيا الحديثة والمستقبلية. يرسم راينجولد صورة جامعة وشاملة للواقع الافتراضي، وينغمس في تفاصيله الفنية والتأثيرات البارزة على مختلف جوانب الحياة.
تأخذنا صفحات هذا العمل إلى عالم آخر، حيث يمكن للفرد أن يتخيل نفسه “يمشي” داخل جهاز الحاسوب ويتفاعل مع أي برنامج يقوم بإنشائه. ورغم أن هذا السيناريو قد يبدو وكأنه خيال علمي، إلا أنه يعتبر حقيقة علمية. يتحدث راينجولد عن كيف أصبح الجراحون اليوم يمارسون عملياتهم على “مرضى افتراضيين” تم إنشاؤهم عبر الحاسوب، وكيف يمشي المهندسون عبر “مبانٍ افتراضية” في حين لا تزال الهياكل الفعلية في مرحلة التصميم الأولية.
يسلط راينجولد الضوء على تطورات هذه التكنولوجيا الثورية التي تسمح بخلق عوالم افتراضية تامة، حيث يمكن الشخص أن يشعر بلمسات وحركات وكأنه في عالم حقيقي. يستعرض الكاتب تأثير هذه التقنية على مجالات متنوعة من الترفيه إلى فيزياء الجسيمات، مما يبرز التحولات الهائلة التي قد تشهدها المجتمعات.
يتناول الكتاب موضوعات علمية وتكنولوجية معقدة بأسلوب يسهل فهمه للقارئ، مما يجعله مصدرًا قيمًا لفهم عميق للتكنولوجيا وتأثيراتها المحتملة. ويبرز الكاتب القدرة الفريدة لهذه التقنية على تحويل الخيال إلى واقع، وكيف يمكن أن تكون لها دور حيوي في تشكيل مستقبلنا.
“الواقع الافتراضي” من تأليف هوارد راينجولد يُنشر بواسطة دار النشر سايمون آند شوستر، وقد أبصر النور في شهر أغسطس من العام 1992. يعد هذا الكتاب مصدرًا ثريًا للمهتمين بعلم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، ويقدم نظرة مثيرة للعقل البشري وإمكانياته في مواجهة تحديات المستقبل.