في كتابه “اليهود الأمريكيون المختفون: بحث عن الهوية اليهودية للقرن القادم”، يقدم ألان إم. ديرشويتز تحليلاً ملحًّا لسبب تهديد اليهود الأمريكيين بالاختفاء، ويسلط الضوء على الخطوات التي يجب اتخاذها الآن لخلق شعور متجدد بالهوية اليهودية للقرن القادم. في الأزمنة السابقة، كانت التهديدات لبقاء اليهود خارجية – نتيجة العداء المستمر ضدهم. لكن الآن، في أمريكا في نهاية القرن العشرين، تغيرت الخطورة. اليهود اليوم أكثر أمانًا، وأكثر قبولًا، وأكثر امتزاجًا، وأكثر نجاحًا من أي وقت مضى. لقد اندمجوا في وعاء الانصهار – وحققوا حلم أمريكا. وهذا، وفقًا لدرشويتز، هو المشكلة بالضبط. أكثر من 50 في المئة من اليهود سيتزوجون من غير اليهود، وسيتربون أطفالهم في معظم الأحيان كغير يهود. مما يعني، في رأي ديرشويتز، أن اليهود الأمريكيين سيختفون كمجموعة ثقافية متميزة في أحد الأيام خلال القرن القادم – ما لم يتم التصرف الآن. يدعو ديرشويتز جميع اليهود المهتمين إلى إعادة تعريف الهوية اليهودية التي تركز على الإيجابيات – إرث الثقافة اليهودية، والقيم، والتقاليد التي تمتد لأكثر من 3500 عام. يوضح ديرشويتز كيف يمكن لهذه الهوية اليهودية الجديدة المنافسة في بيئة أمريكا المفتوحة للفرص والاختيار – ويقدم مقترحات ملموسة حول كيفية غرسها في الجيل الشاب.
يتميز الكتاب بتفصيلاته العميقة وتحليلاته الشاملة للوضع الحالي لليهود في أمريكا، مشيراً إلى التحولات الكبيرة التي طرأت على المجتمع اليهودي في ضوء التغيرات الاجتماعية والثقافية الحديثة. ويستعرض الكتاب أيضاً الآفاق المستقبلية للهوية اليهودية في ظل تغيرات الزمان والمكان، محثاً القراء على التفكير في كيفية المحافظة على هذه الهوية وتجديدها في ظل التحديات المعاصرة.
باختصار، يعد “اليهود الأمريكيون المختفون” لألان إم. ديرشويتز عملاً مهماً يسلط الضوء على مستقبل الهوية اليهودية في أمريكا، ويقدم رؤية مفصلة ومقترحات عملية لتعزيز هذه الهوية وإعادة بنائها للأجيال القادمة.