في كتابه المميز بعنوان “الهوية الثقافية لمسرح ما بعد الكولونيالية”، يقدم الكاتب عامر الربيعي رؤية عميقة ومفصلة حول التأثيرات الثقافية التي تعتري مجال المسرح في مرحلة ما بعد الكولونيالية. يرسم الربيعي لوحة فنية تعكس مسارات التطور الثقافي والتحولات التاريخية التي شهدها المسرح، مركزًا في ذلك على جوانب الهوية الإنسانية.
تبدأ الرؤية الفنية للكاتب في تصوير الثقافة الإنسانية كمفهوم واحد، متجسدة في وجود الإنسان عبر مراحل الزمن والتطور. يبرز الكتاب كيف أن الثقافة ليست مجرد تراكم للعادات والتقاليد، بل هي جوهر وجود الإنسان الذي يستمد من تاريخه وتجاربه.
وفي سعيه لتوضيح فكرته، يسلط الربيعي الضوء على أهمية الذات الانسانية في بناء الثقافة. يشير إلى أن أي ثقافة تحمل بين طياتها العمق الحقيقي للإنسانية يجب أن تعتمد على إدراكها الذاتي المتين، والذي ينبع من مكوناتها الأساسية.
علاوة على ذلك، يستعرض الكتاب بشكل مفصل التحولات التي مر بها المسرح في فترة ما بعد الكولونيالية. يقدم الكاتب تحليلاً عميقًا لكيفية تأثير هذه التحولات على هوية المسرح وكيف أنه يعكس تجارب الشعوب في مواجهة التحديات الثقافية والسياسية.
تتنوع المعلومات في الكتاب بشكل كبير، حيث يقدم الربيعي رؤيته للمسرح كفن معقد يتأثر بالسياقات الثقافية والتاريخية. يسلط الضوء على مفهوم الهوية الثقافية وكيف يمكن للمسرح أن يكون وسيلة لتعزيزها والتعبير عنها.
صدر الكتاب في عام 1971 عن دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع، وقد امتاز بغلاف ورقي يعكس جودة المحتوى الفني الذي يقدمه الكاتب. يتناول الكتاب في 196 صفحة موضوعات هامة وشيقة في مجال الفنون، حيث يندرج تحت فئة الفنون بشكل عام وفي فرع المسرح بشكل خاص.
باختصار، يعد كتاب “الهوية الثقافية لمسرح ما بعد الكولونيالية” لعامر الربيعي مرجعاً مهماً في دراسة تأثيرات ما بعد الكولونيالية على المسرح وفهم عمق الهوية الإنسانية في سياقها الثقافي.