كتاب “The Evaders: The Story of the Most Amazing Mass Escape of World War II” للمؤلف ليو هيبس، الذي نُشر في يناير عام 1976 عن دار نشر مورو، يُعد واحداً من الأعمال المتميزة التي توثق أحداثاً بالغة الأهمية خلال الحرب العالمية الثانية. يتناول هذا الكتاب قصص الهروب الجماعي المذهلة التي قام بها جنود الحلفاء من معسكرات الأسر النازية، ويسلط الضوء على الشجاعة والمثابرة والدهاء التي أظهرها هؤلاء الجنود في وجه الظروف القاسية والمروعة.
ليو هيبس، المؤلف، يجمع في هذا العمل بين الرواية التاريخية المفصلة وتحليل الأحداث بأسلوب يجذب القارئ لمتابعة التفاصيل الدقيقة لكيفية تنفيذ هذه الهروبات الخطيرة والمعقدة. يبدأ السرد بوصف الظروف التي كانت سائدة في أوروبا خلال تلك الفترة، مشيراً إلى التحديات اللوجستية والأمنية التي واجهها الجنود والمدنيون العاملون في شبكات المقاومة التي ساعدت في تنظيم وتنفيذ عمليات الهروب هذه.
تفاصيل الكتاب تغوص في الاستراتيجيات المتبعة لإخفاء الجنود الفارين وتزويدهم بالمعلومات والموارد الضرورية، مثل الملابس المدنية، وجوازات السفر المزورة، والخرائط، والمال. كما يُبرز هيبس دور المواطنين العاديين الذين رغم خطر العقوبات الشديدة، بما في ذلك الإعدام، قدموا الدعم لهذه الجهود. الكتاب يتحدث أيضاً عن الطرق المتبعة لتحرك الجنود عبر المناطق المحتلة إلى مناطق آمنة، ويصف المخاطر التي واجهوها، من الغابات الكثيفة والجبال الوعرة إلى القطارات والطرق التي كانت تحت مراقبة مشددة.
أحد الجوانب الرئيسية في الكتاب هو التأكيد على التعاون الدولي بين المقاومات من مختلف البلدان، وكيف أن هذا التعاون كان حيوياً لنجاح العديد من عمليات الهروب. يُشير هيبس إلى أن بعض الشبكات المعروفة، مثل شبكة إيسكيب لاينز، قد لعبت دوراً بارزاً في إنقاذ الآلاف من الجنود الحلفاء وإعادتهم إلى ديارهم.
من خلال الشهادات الشخصية والوثائق التاريخية، يُقدم الكتاب نظرة عميقة على الحياة اليومية للجنود خلال فترات الهروب والتخفي، متناولاً الصعوبات النفسية والجسدية التي عانوا منها. يحكي الكتاب قصصاً للقاءات مع النازيين وأشخاص من المحتلين كان لهم دور في تلك الهروبات، بعضهم كانوا خائنين والبعض الآخر كانوا أبطالاً غير متوقعين.
علاوة على ذلك، يستعرض الكتاب النتائج الطويلة المدى لهذه الهروبات على الحرب بشكل عام، وكيف ساهمت في تعزيز معنويات الحلفاء وفي الوقت ذاته كيف أثرت على استراتيجيات الحرب النازية وإدارتهم لمعسكرات الأسر.
في الختام، “The Evaders” يُعد مرجعاً قيماً ليس فقط للمهتمين بالتاريخ العسكري لكن أيضاً لأولئك المعنيين بدراسة الإنسانية في أحلك ظروفها. يُظهر هذا العمل كيف يمكن للإرادة الإنسانية أن تتحدى الظروف المستحيلة وكي