تعتبر كارولين هايلبرون، المؤلفة المتميزة والناقدة الرائعة، واحدة من الأصوات الرائدة في مناقشة مرحلة المسنين وتأملاتهم. في كتابها “الهدية الأخيرة من الزمن: الحياة بعد ستين”، تأخذنا هايلبرون في رحلة ملهمة ومفكرة حول مرحلة الشيخوخة، والهدية الثمينة التي تمثلها الحياة في سبعينياتها وما بعدها.
في شبابها، قامت كارولين هايلبرون بالقسم الجدي لإنهاء حياتها عندما تبلغ السبعين من عمرها. ولكن عندما حل عيد ميلادها الفارق ذلك، أدركت أن سنواتها الذهبية كانت مليئة بلذائذ غير متوقعة. وهكذا، تأمل هايلبرون، الحكيمة النقدية دائماً، في الإدراكات العاطفية والفكرية التي جلبتها “لتختار كل يوم الآن، للعيش”.
يتناول الكتاب تأملات في بيتها الجديد وزواجها المستقر والمريح؛ الوحدة السعيدة ولذائذ الجنس في سن متقدمة؛ فضولها تجاه البريد الإلكتروني وفرح اكتشاف أصدقاء غير متوقعين. حتى اقتحامات الفقدان والألم والحزن التي تأتي مع التقدم في العمر لا يمكن أن تفسد على هايلبرون هذا الوليمة الجياشة. فهي مجرد ثمن للعيش الوفير.
بكلماتها الرشيقة والمؤثرة، تشاركنا هايلبرون تجربتها وحكمتها في هذه المرحلة المهمة من الحياة. فهي تصوّر لنا صورة لا تنسى عن كيفية قبول الحياة بكل تحدياتها وأفراحها، وكيف أن الشيخوخة يمكن أن تكون فترة مليئة بالنضج والمتعة والإثراء العاطفي.
“الهدية الأخيرة من الزمن” ليس مجرد كتاب عن الشيخوخة، بل هو مرآة للحياة والتأملات العميقة التي قد نجدها في أي مرحلة من مراحلها. ومن خلال قراءته، نجد أنفسنا نستمتع برحلة فكرية وعاطفية ملهمة، وربما نجد بعض الإلهام لنعيش حياتنا بكل اكتمال وحماس.