العملية العسكرية “الهجوم على فيستولا-أودر”، التي جرت في الفترة من 12 يناير 1945 إلى 2 فبراير 1945، تعتبر واحدة من أهم العمليات العسكرية التي شهدتها الحرب العالمية الثانية في المسرح الأوروبي. وقد شهدت هذه العملية مشاركة كبيرة من القوات السوفيتية، وكانت تستهدف بشكل رئيسي إبطال مقاومة القوات الألمانية والسيطرة على المناطق الواقعة بين نهري فيستولا وأودر.
تمثل هذه العملية الهجومية المرحلة النهائية من معركة الوارسو وعمليات فلنسك-بوكسوف، حيث سعى الاتحاد السوفيتي إلى استغلال النجاحات التي حققها في تلك المعارك لتحقيق تقدم أكبر نحو الغرب الألماني وتأمين المزيد من الأراضي.
تم تنفيذ الهجوم على محورين رئيسيين: الأول كان على طول نهر فيستولا باتجاه الغرب، والثاني على طول نهر أودر باتجاه برلين. وقد استخدمت القوات السوفيتية استراتيجية الضغط المتعددة لتفتيت الدفاعات الألمانية واختراق خطوط الدفاع المتينة التي نصبتها القوات النازية.
من خلال تنسيق هجمات الجو والبر والمدفعية، نجحت القوات السوفيتية في تحقيق تقدم سريع وكبير، حيث استطاعت تحطيم صفوف القوات الألمانية المتعبة والمتهاوية. وقد أسفرت العملية عن انهيار الدفاعات الألمانية واستسلام العديد من القوات، مما فتح الطريق أمام القوات السوفيتية للتقدم بسرعة نحو برلين.
ومع تقدم القوات السوفيتية، بدأت القوات الألمانية في الانهيار المتسارع، وهو ما ساهم في تسريع نهاية الحرب في أوروبا. وبالفعل، قلّبت العملية العسكرية “الهجوم على فيستولا-أودر” مجريات الحرب وأشعلت شرارة الهزيمة النهائية لألمانيا النازية.
ومن المهم أن نذكر أن هذه العملية العسكرية لم تقتصر على الجوانب العسكرية فقط، بل شملت أيضًا تحركات سياسية واستراتيجية كبيرة، حيث أثرت بشكل كبير على مسار الأحداث السياسية في أوروبا بعد الحرب، وفتحت الباب أمام تأسيس النظام الشيوعي في أجزاء واسعة من أوروبا الشرقية.