في عام 1993، أصدر رونالد أسموس كتابًا بعنوان “النقاش الاستراتيجي الجديد في الولايات المتحدة”، والذي يمثل مساهمة هامة في فهم السياسة الخارجية والاستراتيجية للولايات المتحدة في ذلك الوقت. يعكس الكتاب المرحلة التي مرت بها البلاد بعد انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفياتي، مما أدى إلى تغييرات جذرية في الأولويات والتحديات الاستراتيجية التي تواجهها.
تناول أسموس في كتابه عدة مواضيع مركزية، منها تقييم القوة الناعمة للولايات المتحدة، وهي القدرة على ممارسة التأثير بواسطة الثقافة والقيم والاقتصاد بدلاً من القوة العسكرية فقط. كما ناقش أهمية الحلفاء والشراكات الدولية في تحقيق الأهداف الاستراتيجية، وكيفية تكييف السياسة الخارجية الأمريكية مع التحديات الجديدة في عصر ما بعد الحرب الباردة.
بالإضافة إلى ذلك، استعرض أسموس التحولات في الدفاع والأمن القومي الأمريكي، مشددًا على الحاجة إلى استعراض وتعديل الاستراتيجيات العسكرية لتتناسب مع التهديدات الجديدة مثل الإرهاب الدولي والنزاعات الإقليمية. كما ناقش تأثير التكنولوجيا والابتكارات العسكرية على التفوق الاستراتيجي للولايات المتحدة وقدرتها على الدفاع عن مصالحها في جميع أنحاء العالم.
علاوة على ذلك، تناول الكتاب تحليلًا للتحديات الأخلاقية والقانونية التي تطرحها استراتيجيات الأمن القومي، مثل استخدام القوة العسكرية وحماية حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني. كما طرح أسموس أفكارًا حول كيفية إدارة التوترات مع الدول الناشئة والقوى الإقليمية الكبرى، وضرورة تحقيق التوازن بين القيم والمصالح الاستراتيجية في صياغة السياسات الخارجية.
بشكل عام، يمثل كتاب رونالد أسموس “النقاش الاستراتيجي الجديد في الولايات المتحدة” مرجعًا هامًا لفهم التحولات الاستراتيجية التي شهدتها الولايات المتحدة في بداية التسعينيات، ويوفر رؤية عميقة للتحديات والفرص التي تواجه السياسة الخارجية الأمريكية في عالم ما بعد الحرب الباردة.