“النازف للأنف،” هكذا يعبّر العنوان بكل قوة عن الكارثة التي تجتاح السهول، حيث يظهر أمامنا العاصفة الهوائية العاتية كما لو كانت عقوبة سماوية. يقدم لنا الكتاب “النازف للأنف”، الذي كتبه الكاتب أليس بلانشارد، رواية تجمع بين الحركة المثيرة والتشويق الدرامي بطريقة استثنائية.
القصة تأخذنا إلى بلدة وعد الهادئة في ولاية أوكلاهوما، حيث يصل إعصار هائل يحطم المنازل ويمزق المحاصيل، ويرمي السيارات في الهواء. وفي هذا السياق المروع، لا يدرك سوى ثلاثة من سكان البلدة الذعراء أن قوة أشد شرًّا قد حلّت لتعذّبهم، ولن يكون لديهم الفرصة ليخبروا أحدًا بما رؤوا.
عندما يجد رئيس الشرطة تشارلي جروفر ثلاث جثث مشوهة في مزرعة تمزقها الإعصار، يعتقد أول فكرة لديه هي أن الضحايا قتلوا بواسطة قطع الحطام الطائر. ومع ذلك، تقوده غريزته إلى اعتقاد مختلف. من خلال عمل شرطي دقيق، يثبت تشارلي أنهم قد قتلوا بطريقة وحشية، ويكتشف أن القاتل قد ترك بطاقة هوية بشعة بشكل خاص. ولكن كيف يمكن للقاتل أن يتنبأ بدقة متى وأين سيضرب إعصار ويستخدمه لتغطية آثار جريمته؟ هل يمكن أن يكون هذا السفاح أحد مطاردي العواصف الذين يسيرون عبر السهول في سعيهم للمتعة النهائية؟
بالتعاون مع العالمة في علم الأعاصير الدكتورة ويلا بيلمان، سيخوض تشارلي في عالم فوضوي من المغامرات التكنولوجية الخطيرة بحثًا عن جاني ذكي… جاني يشك في أنه يتربص به وبابنته المراهقة الوحيدة والمعزولة. إن هذا القاتل ليس كأي قاتل قابله من قبل: إنه من يتآمر مع رهبانة قوة الطبيعة للقيام بجرائم لا تُصدّق وللتستر عليها.
وهكذا، يأخذنا “النازف للأنف” في رحلة ملحمية تمتزج فيها الأكشن الدرامي ببراعة، وتظهر لنا أحداثًا متشابكة وشخصيات معقدة. يستكشف الكتاب عالمًا من التشويق والتكنولوجيا الفائقة، حيث يتصارع البشر مع القوى الطبيعية والشر البشري. ومع كل صفحة، يتزايد التساؤل حول هوية القاتل ودوافعه، وتتصاعد الحماسة مع تقدم الرواية نحو نهاية مذهلة.
التاريخ الذي نشرت فيه هذه الرواية، نوفمبر عام 2003، يظهر لنا أنها كانت قطعة أدبية مبهرة منذ فترة طويلة، وما زالت تحتل مكانة خاصة في عالم الأدب الروائي. “النازف للأنف” ليس مجرد رواية إثارة، بل هو فصل من المغامرات الأدبية التي تبقى حية في ذاكرة القراء، مشكلاً تحفة فنية تستحق الاكتشاف والاستمتاع.