الميثامفيتامين (Methamphetamine) هو مركب منبّه يتم استخدامه في بعض الأحيان لعلاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)، ولكن لا يُنصح باستخدامه بشكل شائع نظراً لآثاره الجانبية المحتملة والإدمان الذي قد يترتب عليه. رغم أن الميثامفيتامين قد يكون فعّالاً في تحفيز الجهاز العصبي، فإن استخدامه في علاج ADHD يبقى محدودًا مقارنة بالأدوية الأخرى مثل الديكستروأمفيتامين (Dexedrine) والريتالين (Ritalin) والأديرال (Adderall). من خلال هذه المقالة، سنناقش تأثير الميثامفيتامين كعلاج لاضطراب ADHD، مستعرضين تجارب المرضى، تقييمات فعاليته، وتاريخ الموافقة عليه.
الاستخدام الطبي للميثامفيتامين
الميثامفيتامين هو مركب منبّه ينتمي إلى فئة الأمفيتامينات، ويُستخدم في بعض الأحيان لعلاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) واضطراب النوم المفرط (narcolepsy). بالرغم من فعاليته في تحسين التركيز والانتباه لدى الأشخاص المصابين باضطراب ADHD، إلا أن استخدامه لا يتم إلا في حالات معينة وتحت إشراف طبي صارم، بسبب المخاطر المرتبطة به. في العديد من البلدان، لا يُوصى به كخيار أول لعلاج ADHD، حيث تتوفر أدوية أخرى أكثر أمانًا وأقل إدمانًا.
الموافقة على الدواء
تمت الموافقة على الميثامفيتامين من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 27 أكتوبر 2009 كعلاج مخصص للأطفال الذين يعانون من ADHD والذين لم تنجح معهم العلاجات الأخرى. تُعتبر هذه الموافقة نقطة محورية في مسار الأبحاث الطبية المتعلقة بالعلاجات الدوائية للاضطرابات العصبية والسلوكية. على الرغم من موافقة إدارة الغذاء والدواء، فإن الميثامفيتامين لا يُستخدم بشكل روتيني لعلاج ADHD في معظم الحالات، ويقتصر استخدامه على الحالات التي تظل صعبة العلاج.
فعالية الميثامفيتامين في علاج ADHD
تتفاوت فعالية الميثامفيتامين بشكل ملحوظ من مريض لآخر. يعتبر بعض المرضى أن الأدوية الأخرى مثل الديكستروأمفيتامين والريتالين هي أكثر فعالية في إدارة أعراض اضطراب نقص الانتباه، حيث قد لا يجد البعض فرقًا كبيرًا عند استخدام الميثامفيتامين. كما ورد في تجربة أحد المرضى الذي قال: “لقد تناولت الحبوب بعد أن جربت جميع أنواع ديكستروأمفيتامين، والريتالين، والأديرال، وغيرها. لم يكن له أي آثار جانبية، لكنه لم يكن بنفس الأهمية التي يُصوّر بها. الديكستروأمفيتامين (العلامة التجارية SKF) أكثر فعالية وطويلة الأمد في علاج ADHD، وهو ما عايشته بشكل شخصي”.
تُظهر هذه التجربة أن الميثامفيتامين قد لا يكون الخيار الأمثل لجميع المرضى، على الرغم من أنه قد يساعد البعض على تحسين الانتباه والتركيز. يعتبر البعض أن أدوية أخرى مثل الأدوية التي تحتوي على ديكستروأمفيتامين أكثر فعالية وأطول أمدًا في السيطرة على أعراض ADHD.
التقييم العام للدواء
بناءً على تقييمات المرضى، يمكن تصنيف فعالية الميثامفيتامين في علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) على أنه “جيد”، مع تصنيف فعالية يبلغ 7 من 10. هذه النتيجة تشير إلى أن الدواء يعمل بشكل جيد لبعض المرضى، ولكنه قد لا يكون الخيار المثالي للجميع. يشير المرضى إلى أن الدواء قد يكون له بعض الفوائد، ولكنه لا يحقق نفس التأثيرات الممتدة والمتواصلة التي يمكن أن تحققها الأدوية الأخرى مثل الديكستروأمفيتامين. علاوة على ذلك، قد لا يكون له آثار جانبية ملحوظة بالنسبة للبعض، لكنه قد لا ينجح في تحسين الأعراض بشكل كافٍ لدى الآخرين.
الآثار الجانبية والاعتبارات الطبية
الميثامفيتامين، مثل غيره من الأدوية المنبهة، يمكن أن يتسبب في بعض الآثار الجانبية. تشمل الآثار الجانبية الشائعة زيادة في ضغط الدم، تسارع في معدل ضربات القلب، اضطرابات في النوم، وفقدان الشهية. وبالنسبة لبعض المرضى، قد تظهر آثار جانبية أكثر خطورة تشمل القلق، الهلوسة، وفقدان التوازن النفسي. وبسبب هذه المخاطر، يُشدد على ضرورة تناول الميثامفيتامين تحت إشراف طبي دقيق وضمن الجرعات المحددة.
من المهم أيضًا الإشارة إلى أن الميثامفيتامين قد يسبب الإدمان عند استخدامه لفترات طويلة أو بجرعات عالية. لهذا السبب، لا يُوصى باستخدامه كعلاج طويل الأمد إلا في حالات خاصة وضمن حدود معينة، مما يحد من استخدامه كخيار أول في علاج ADHD.
تكرار الوصف الطبي للدواء
وفقًا للتقارير الطبية، تم وصف الميثامفيتامين 48 مرة كعلاج لاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) في السنوات التي تلت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء. هذا العدد يعكس نسبة استخدامه في فئة محدودة من المرضى الذين قد لا تكون لديهم استجابة مرضية للأدوية الأخرى. ويظل الميثامفيتامين خيارًا ثانويًا أو ثالثًا في حالات معينة، حيث يفضل الأطباء عادةً الأدوية الأخرى مثل ميثيلفينيديت (الريتالين) أو الأمفيتامينات الأخرى التي تم تجربتها وفحص فعاليتها بشكل أكبر.
مقارنة بين الميثامفيتامين وأدوية ADHD الأخرى
الريتالين (Methylphenidate) هو أحد أكثر الأدوية شيوعًا لعلاج ADHD، ويُعتبر الخيار الأول في العديد من الحالات. يعمل الريتالين على زيادة مستويات الدوبامين في الدماغ، مما يساعد على تحسين التركيز والانتباه. بالمقابل، يُعتبر الميثامفيتامين أكثر قوة في تأثيراته المنشطة، ولكنه يرتبط بمخاطر أكبر للإدمان.
أدوية أخرى مثل الديكستروأمفيتامين (Dexedrine) والأديرال (Adderall) أيضًا تُستخدم بشكل شائع لعلاج ADHD، وتُظهر العديد من الدراسات أن هذه الأدوية أكثر فعالية على المدى الطويل مقارنةً بالميثامفيتامين. إلا أن بعض المرضى قد يفضلون استخدام الميثامفيتامين نظرًا لعدم ظهور بعض الآثار الجانبية التي قد تكون مرتبطة بالأدوية الأخرى.
الخلاصة
الميثامفيتامين هو دواء فعال في علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)، لكنه لا يُستخدم بشكل روتيني نظرًا لآثاره الجانبية المحتملة والإدمان الذي قد يترتب عليه. في حال كانت الأدوية الأخرى مثل الديكستروأمفيتامين أو الريتالين غير فعّالة، يمكن أن يُنظر في الميثامفيتامين كخيار ثانوي أو ثالث. ومع ذلك، يجب أن يتم استخدامه بحذر شديد وتحت إشراف طبي دقيق.