“المنطق الضبابي”، الذي يعود للمؤلفين دانيال ماكنيل وبول فرايبرجر، هو كتاب يفتح العينين على عالم مثير للدهشة حيث يقوم العلماء الكمبيوتر المبدعون بابتكار المستقبل، ودرس مُقلق في ممارسات الأعمال القصيرة النظر. تخيل رمي ملابسك في غسالة “ضبابية”، والضغط على زر، وترك الجهاز ليقوم بالباقي، من قياس المنظفات إلى اختيار درجة الحرارة للغسيل. تخيل ميكروويفًا يراقب الوجبات بحساسية أكبر من طباخ بشري. تخيل نظام مترو أنفاق يتوقف ويبدأ بسلاسة لدرجة أن الركاب لا يهتمون بالتمسك بالأشرطة. هل هذا خيال مستقبلي؟ لا، في اليابان، هذا واقع – وبدأ ينفجر في أسواقنا.
لوتفي زادة، أستاذ في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، اخترع المنطق الضبابي في عام 1964. المنطق التقليدي يقسم العالم إلى نعم ولا، أسود وأبيض. المنطق الضبابي يتعامل مع درجات الرمادي. وبالتالي، يمكنه جعل الحواسيب تفكر مثل البشر. ولكن عندما حاول زادة بيع فكرته للمجتمع الأكاديمي الأمريكي ولشركات أمريكية، واجه السخرية والازدراء. فقط اليابانيون رأوا منطق المنطق الضبابي، وقريبًا ستكسب شركات مثل ماتسوشيتا وسوني مليارات الدولارات ببيعها لنا. وسيكون لديهم بداية متقدمة في الإمكانيات المستقبلية المذهلة للمنطق الضبابي: برمجيات تتنبأ بسوق الأسهم بناءً على الأخبار اليومية، وسيارات تقود نفسها، وروبوتات جنسية بتشكيلة سلوكية تشبه البشر، وحواسيب تفهم وتستجيب للغة البشرية العادية، وجنود حجم الجزيء في الجسم، يتجولون في الدورة الدموية، يقتلون خلايا السرطان ويبطؤون عملية الشيخوخة.
“المنطق الضبابي” هو قصة مثيرة عن هذه التكنولوجيا الجديدة الملفتة للانتباه والأشخاص المثيرين الذين جعلوها تحدث. إنه أيضًا قصة عن ما استغرقته الأعمال الأمريكية لفهم المنطق الضبابي – وكيف سيؤثر قريبًا على حياة كل واحد منا.