صدر كتاب “المملكة العربية السعودية” في شهر يناير من عام 1977، وقد أُصدر عن دار نشر “ستيسي إنترناشيونال”، وهو يأتي كمحاولة لتوثيق وسرد الأحداث التاريخية والثقافية والاجتماعية للمملكة العربية السعودية، رغم أن اسم المؤلف لم يُذكر، مما يشير إلى أن الكتاب قد يكون نتاج جهد جماعي أو مؤسسي، أو ربما يُفضل المؤلف البقاء مجهولاً لأسباب تتعلق بطبيعة المحتوى أو سياسة النشر.
من الجدير بالذكر أن هذا العمل يأتي في فترة كانت المملكة تشهد فيها تغييرات كبيرة على مستويات عدة، فمنذ تأسيسها في عام 1932 على يد الملك عبد العزيز آل سعود، مروراً بتطورات القرن العشرين، وصولاً إلى السبعينيات، كانت المملكة تخطو خطوات واسعة نحو التحديث والانفتاح على العالم، مع الحفاظ على خصوصيتها الثقافية والدينية.
يغطي الكتاب بشكل شامل جوانب متعددة من الحياة في المملكة، بدءًا من تاريخ تأسيسها ونشأتها، مرورًا بالأسس الدينية التي تُعد الركيزة الأساسية للمجتمع السعودي، ولا سيما أهمية مكة والمدينة المنورة في الإسلام. كما يتطرق الكتاب إلى النظام السياسي والاقتصادي، وكيف ساهم اكتشاف النفط في تغيير معالم الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المملكة، وكيف استثمرت الحكومة هذا المورد الطبيعي في بناء بنية تحتية متقدمة وفي دعم الخدمات الاجتماعية لمواطنيها.
بالإضافة إلى ذلك، يستعرض الكتاب الثقافة السعودية بتفاصيلها، من الفنون والموسيقى التقليدية إلى العادات والتقاليد التي تشكل النسيج الاجتماعي للمملكة. كذلك، يُسلط الضوء على التراث العمراني والتاريخي، والذي يتجلى في القصور والحصون والمساجد العتيقة التي تزخر بها المملكة، وكيف تمتزج هذه العناصر لتشكيل هوية سعودية متفردة تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
من الناحية الجغرافية والبيئية، يعطي الكتاب لمحة عن تنوع المناظر الطبيعية في المملكة، من الصحاري الشاسعة إلى الجبال الشاهقة والسواحل الخلابة على البحر الأحمر والخليج العربي، موضحاً كيف تؤثر هذه العوامل الطبيعية على نمط الحياة والاقتصاد.
كما يُناقش الكتاب الدور الدبلوماسي والسياسي للمملكة العربية السعودية على الساحة الدولية، مؤكداً على مكانتها كواحدة من أهم الدول الإسلامية ودورها في العلاقات العربية والإسلامية، بالإضافة إلى مساهماتها في السلم والأمن الدوليين.
في ختامه، يُعد هذا الكتاب شاهداً على مرحلة مهمة من تاريخ المملكة العربية السعودية، مقدماً للقارئ فرصة لاستكشاف عمق وثراء هذه الدولة، بكل ما فيها من تاريخ وتراث وثقافة، في محاولة لبناء جسر من الفهم والتقدير بين السعودية وبقية العالم.