“المسير في مكانه: رئاسة جورج بوش وضع الحالة الراهنة”
يقدم مايكل دافي ودان غودجيم، مراسلي مجلة تايم في البيت الأبيض، تقييمًا قاسيًا ونقديًا لرئاسة بوش. يخترق “المسير في مكانه” اللعب السياسي لبوش، يفك رموز النشاط – والخمول – في الفترة الرئاسية الأولى لبوش، ويعيد تشكيل الخيارات السياسية التي نواجهها في عام 1992.
بدأ دافي وغودجيم تغطية أخبار بوش في صيف عام 1988، ومنذ ذلك الحين شاهدوا وبحثوا وسجلوا كل حركة له. شاهدوا بوش يجمع التحالف بين جمهوريي النوادي الرياضية، والمحافظين الاجتماعيين، وديمقراطيي ريغان، والمستقلين الضواحي، ملتفًا شبكة معقدة وكثيراً ما متناقضة من وعود الحملة الانتخابية. كان يجمع تحالفًا ليس للحكم، ولكن ببساطة للفوز بالانتخابات.
دخل الرئيس بوش البيت الأبيض بانتصار انتخابي رنان ولكن بدون تفوق. بطريقة الكلام الملتبس، وتصويره مع جميع تلك الجراء والأحفاد، ومشاركته المهووسة في الرياضة، ورحلاته الدائمة، وبالطبع لمسة الإنسان الشهيرة لديه، كان من الصعب عدم الإعجاب به. ومكافأة الجمهور له، لأكثر من عامين، كانت بتقديرات الرأي العام القياسية. ولكن نظرًا إلى الأحداث والتصريحات السياسية الصغيرة وراء عمليات التصوير الفوتوغرافي والإعلانات السياسية، شاهد دافي وغودجيم أن الطراز الهائج لبوش يخفي خوفًا عميقًا من التغيير، وأن رهبته من الجناح الأيمن للجمهوريين واستطلاعات الرأي قد تحولت إلى رفض للقيادة في الداخل.
على مدى السنوات الثلاث والنصف الماضية، كان بوش يسير في مكانه، رئيس وضع الحالة الراهنة في عالم ثوري. بعد مذبحة تيانانمن، كان اهتمام بوش هو الحفاظ على علاقات جيدة مع حكام الصين الذين أمروا بالقتل. عندما سقط جدار برلين، بدا بوش كما لو أنها سقطت على رأسه، وأكد أن “نحن لا نحاول تسبب المشاكل لأي شخص”. وخلال محاولة الانقلاب ضد غورباتشوف، كانت غريزته الأولى هي عدم إحراق أي جسور مع المتمردين الحازمين. حتى في أفضل لحظة له، أزمة الخليج الفارسي، قيد بوش أهدافه الحرب إلى استعادة الوضع الراهن: إخراج العراق من الكويت، لا صدام حسين من العراق.
كمرشح في عام 1992، يجب على بوش أن يعتمد على سجله – كضامن للاستقرار والاستمرار – ويعارض سجله – كـ “وكيل تغيير”. يذكرنا دافي وغودجيم أن بوش هو ماهر في هذا النوع من التوازن. وعد بـ “أمة أكثر رفقًا ولطفًا” ولكنه استخدم ويلي هورتون وشبح حصص التوظيف لاستغلال المخاوف العنصرية الكامنة. تعهد بـ “لا ضرائب جديدة” ثم خرق وعده بدلاً من خفض برامج الإنفاق الشعبية للطبقة الوسط. قال “أنا أعلم أن الناس يعانون” من الركود، ومع ذلك انتظر 17 شهرًا قبل أن يقترح أي تدابير جديدة للمساعدة.
يراهن بوش على أن وعده المتكرر “عدم تسوء الأمور” سيكون جاذبًا لتلك الناخبين الذين يشاركونه خوفهم من أن الحكومة لا تستطيع ولا تجعل الأمور أفضل. ويعتمد على استراتيجيته الناجحة في الهجوم على شخصيات وقيم منافسيه. كما يظهر دافي وغودجيم، لا ينبغي لأحد أن يشكك في جورج بوش عندما يقول “سأفعل ما يتعين عليّ أن أفعله للفوز بالانتخابات.” ولكن “المسير في مكانه” يصف رئيسًا يتردد في القيادة.
الكتاب بعنوان “المسير في مكانه” يقدم نظرة دقيقة وعميقة إلى فترة رئاسية استمرت لثلاثة فاصل نصف السنوات، يكشف فيها بوش عن واقعه كرئيس يتجنب التغيير ويتحسر على القيادة في الداخل، ويترك للقارئ تقييم الإرث السياسي لهذا الزمان.”