بل ويت الإنجليزي هو رواية فائزة بجائزة الكتاب الذهبي من قبل مايكل أونداتجي، وهي تحمل بجمالها وذكائها آثارًا غير مستقرة لأربع حياة متضررة تتلاقى في فيلا إيطالية مهجورة في نهاية الحرب العالمية الثانية. الممرضة هانا، المنهكة من الموت، تعتني بشكل هوسي بآخر مريض لديها. كارافاجيو، اللص، يحاول إعادة تصوير من هو الآن، بعد أن تم بشكل لا رجعة فيه تشويه يديه. الهندي كيب، الذي يبحث عن القنابل المخبأة في منطقة حيث لا يوجد شيء آمن سوى نفسه. وفي مركز هذا اللغز يكمن المريض الإنجليزي، بلا اسم ومحروقًا بشكل فظيع، رجل هو في الوقت نفسه لغز وتحدي لرفاقه، وذكرياته المتعلقة بالمعاناة والإنقاذ والخيانة تنير هذا الكتاب كومضات البرق.
تنسجم قصة الرواية بشكل فريد في خيوطها الأربعة المتشابكة، حيث يتمحور كل شخصية حول محورها الخاص، مُلقيًا الضوء على تأثيرات الحرب والخسائر على النفس البشرية. هانا تُجسد الحزن والإرهاق النفسي الذي يتبع الموت بكثبانه. كارافاجيو يمثل التحول الهوياتي والبحث عن الذات في وجه التشوهات. كيب، الذي يتنقل بين الموت المحقق والحياة المتأرجحة على حافة الخطر، يمثل رمزًا للثقة الباقية في الذات. والمريض الإنجليزي، برغم ألمه وتشوهه، يُجسد لغزًا يطغى على الفهم، ويُفجر ذاكرة مليئة بالألم والإنقاذ والخيانة.
ما يميز هذا العمل هو لغة أونداتجي الفنية، حيث يمزج ببراعة بين الجمال اللغوي والتأملات العميقة في الحياة والحرب. الرواية لا تكتفي بسرد الأحداث بل تنقل القارئ إلى عوالم الشخصيات، حيث يصبح الماضي والحاضر متداخلين بشكل لا يمكن تجازوته.
صدرت الرواية عن دار النشر فينتاج بوكس في نوفمبر عام 1993، ولاقت استحسانًا وإعجابًا واسعين، مما جعلها تفوز بجائزة الكتاب الذهبي. يظل “المريض الإنجليزي” تحفة أدبية استثنائية تترك أثراً عميقًا في نفوس القراء، حيث تندمج الفنون ببراعة لخلق تجربة أدبية تتعدى حدود الزمان والمكان.