المرطب العيني لجفاف العين

مقال عن “المرطب العيني” واستخدامه في علاج مرض جفاف العين

تُعد مشكلة جفاف العين واحدة من الحالات الصحية الشائعة التي يعاني منها العديد من الأشخاص حول العالم. يحدث هذا المرض عندما لا تتمكن الغدد الدمعية من إنتاج ما يكفي من الدموع لتغطية سطح العين، أو عندما تتبخر الدموع بسرعة كبيرة. وهذا يؤدي إلى شعور بالتهيج، الجفاف، الحكة، وأحيانًا آلام في العين. تُستخدم العديد من الأدوية والعلاجات لتخفيف الأعراض المصاحبة لهذه الحالة، وأحد هذه العلاجات هو “المرطب العيني”، الذي يعتبر من الخيارات العلاجية التي يلجأ إليها الأطباء لتخفيف الأعراض وتحسين راحة العين.

ولكن، على الرغم من أن هذا العلاج يُستخدم بشكل واسع في العديد من الحالات، إلا أن هناك بعض التحفظات والآراء السلبية التي ظهرت حول استخدامه، خصوصًا عند الحديث عن بعض مكوناته والمخاطر المحتملة التي قد تنشأ نتيجة استخدامه.

المرطب العيني: التركيبة والمكونات

المرطبات العينية هي مركبات يتم وضعها مباشرة على سطح العين لترطيبها وتخفيف تهيجها. غالبًا ما تحتوي هذه التركيبات على مواد مشابهة للمكونات الطبيعية للدموع البشرية، مثل الجلسرين، الهيالورونيك أسيد، والمواد اللزجة التي تساعد في الحفاظ على الرطوبة على سطح العين. ومع ذلك، بعض أنواع المرطبات العينية قد تحتوي على مكونات إضافية قد تكون مثيرة للقلق، مثل حمض البوريك.

حمض البوريك، الذي يُستخدم في بعض تركيبات المرطبات العينية، يُعرف بكونه مادة سامة إذا تم استخدامها بتركيزات غير مناسبة. هذه المادة تُستخدم في العديد من الصناعات الأخرى، مثل صناعة المبيدات الحشرية، والطاقة النووية، والبلاستيك، وهو ما يثير القلق عند استخدامها في المستحضرات الطبية التي تُعطى للعين. وعلى الرغم من أن حمض البوريك يُستخدم في بعض الأحيان بكميات صغيرة في العلاجات العينية، إلا أن هناك تحذيرات من أنه قد يتسبب في أضرار صحية إذا تم استخدامه بشكل مفرط أو بتركيزات غير مراقبة.

تقييم فعالية العلاج

فيما يتعلق بتقييم فعالية هذا الدواء، يُلاحظ أنه حصل على تقييم منخفض جدًا من المرضى الذين استخدموه. حيث أفاد أحد المرضى في تقييمه أنه “يحتوي على حمض البوريك الذي يعتبر سامًا، ويستخدم في صناعة المبيدات الحشرية، والطاقة النووية، والبلاستيك، وبالتالي يجب تجنب استخدامه”. بناءً على هذه الملاحظات السلبية، تم تقييم فعالية الدواء بدرجة 1 من 10، مما يعكس عدم رضا المرضى عن هذا العلاج.

الآراء السلبية وتأثيرها على الاستخدام

تعد الآراء السلبية للمستخدمين حول هذا الدواء أمرًا بالغ الأهمية، حيث أظهرت مراجعات المرضى أن هذا العلاج قد لا يكون الخيار الأمثل للعديد من الأشخاص. يشير البعض إلى أن وجود حمض البوريك في التركيبة يثير قلقهم بشأن سلامة المنتج، خاصة في حال تم استخدامه لفترات طويلة أو بتركيزات غير مناسبة. على الرغم من أن العديد من أطباء العيون قد يوصون باستخدام هذا العلاج لتخفيف أعراض جفاف العين، إلا أن تجنب المواد السامة مثل حمض البوريك قد يكون أمرًا بالغ الأهمية للعديد من المرضى الذين يعانون من حساسيات أو الذين يتبعون أساليب علاجية طبيعية أكثر.

الموافقة التنظيمية ومدة الاستخدام

تم الموافقة على استخدام المرطب العيني من قبل الهيئات التنظيمية في 26 فبراير 2017. وعلى الرغم من أن هذه الموافقة تشير إلى أنه تم تصنيفه كمنتج آمن للاستخدام من قبل الهيئات الصحية، إلا أن وجود مكونات مثيرة للجدل مثل حمض البوريك قد يطرح تساؤلات حول مدى أمانه على المدى الطويل.

فيما يتعلق بعدد مرات وصف العلاج من قبل الأطباء، فقد تم وصف هذا المرطب العيني فقط 16 مرة. هذا الرقم قد يكون منخفضًا نسبيًا مقارنةً بالأدوية الأخرى التي تُستخدم لعلاج مرض جفاف العين، مما يعكس احتمالية أن الأطباء لا يفضلون هذا العلاج بسبب المخاوف المتعلقة بمكوناته أو فعاليته المحدودة. قد تكون هناك خيارات أخرى تحتوي على مكونات أكثر أمانًا أو فعالية في تحسين الحالة.

النقد والقلق البيئي والصحي

واحدة من القضايا الرئيسية التي أُثيرت حول هذا الدواء تتعلق بمكوناته الكيميائية، مثل حمض البوريك. يعتبر البعض أن هذه المادة قد تكون أكثر سمية من اللازم للاستخدام على العين، خصوصًا مع الاستخدام المستمر أو الطويل الأمد. على الرغم من أن الجرعات الصغيرة قد تكون آمنة، فإن تعرض العين لمواد قد تكون سامة على المدى البعيد قد يتسبب في تفاعلات سلبية غير مرئية على الفور. قد تشمل هذه التفاعلات تهيج العين، تفاقم الأعراض، أو تأثيرات أخرى قد تضر بصحة العين بشكل عام.

من جانب آخر، يعتبر حمض البوريك مادة موجودة في العديد من المنتجات الكيميائية التي تُستخدم في الصناعات الثقيلة، مثل صناعة المبيدات الحشرية، وبذلك تزداد المخاوف من أن تراكم هذه المادة في الجسم قد يؤدي إلى مشاكل صحية على المدى الطويل.

خاتمة

في النهاية، يُظهر تقييم فعالية مرطب العين الذي يحتوي على حمض البوريك أن هناك بعض المخاوف البيئية والصحية التي قد تجعل المرضى يترددون في استخدامه. على الرغم من الموافقة عليه من قبل الهيئات التنظيمية، فإن التحذيرات المتعلقة بمكوناته تجعل من الضروري النظر في البدائل الأكثر أمانًا والتي لا تحتوي على مواد قد تشكل خطرًا صحيًا على المدى البعيد. من المهم أن يتم متابعة هذه القضايا بشكل دقيق، وأن يتم توعية المرضى بأهمية معرفة محتويات الأدوية والعلاجات التي يستخدمونها، خصوصًا عندما تتعلق بصحة العين الحساسة.

ينبغي أن يكون للمريض دائمًا الخيار في اختيار العلاجات التي يشعر بالراحة عند استخدامها والتي تتناسب مع احتياجاته الصحية، ومن المهم أن يكون الطبيب على دراية بجميع الخيارات المتاحة لتقديم المشورة الأمثل بناءً على حالة كل مريض على حدة.