المحار: فوائده وأهميته

المحار (Pectinidae): عائلة السكالب، فاكهة البحر ذات الأهمية البيئية والاقتصادية

يُعد المحار أو السكالب (بالإنجليزية: Scallop) من الكائنات البحرية التي تنتمي إلى عائلة Pectinidae، وهي مجموعة واسعة ومتنوعة تضم أنواعًا عديدة من المحار الذي يعد من أهم أنواع المأكولات البحرية التي يتم استهلاكها على نطاق واسع حول العالم. المحار من الكائنات البحرية القاعية التي تتميز بشلّاتها الجميلة ذات الألوان المتنوعة، وهو يعتبر من الأنواع القابلة للزراعة والاستزراع في العديد من البيئات البحرية.

التصنيف العلمي للمحار

ينتمي المحار إلى المملكة الحيوانية، وفي تصنيفه العلمي يتم تصنيفه ضمن رتيبة Pectinida وفئة Bivalvia، ويشكل جزءًا من عائلة Pectinidae. هذه العائلة تحتوي على العديد من الأنواع التي تتميز بتنوع أحجامها وأشكالها، وتعتبر من الأطعمة البحرية المفضلة للكثير من الثقافات حول العالم.

وصف المحار (السكالب)

يتمتع المحار بهيكل بيضاوي الشكل، وتتراوح ألوان قشوره بين الأبيض، الأصفر، البرتقالي، والأحمر، وقد تكون مغلفة بخطوط أو نقوش مميزة. المحار من الكائنات البحرية ذات القشرة الثنائية (bivalve)، وهذا يعني أن الجسم يكون محاطًا بصدفتين متماثلتين تنغلقان معًا بشكل محكم لحماية الكائن الحي داخله.

إحدى السمات الفريدة للمحار هي طريقة تنقله عبر المياه. يستخدم المحار عضلاته القوية لفتح وغلق صدفته، وفي بعض الحالات، يستطيع أن يسبح بشكل مفاجئ باستخدام تقنية تُعرف بالـ “النفاثة”. حيث يقوم المحار بدفع المياه من خلال فتحة في صدفته ليندفع بسرعة إلى الأمام أو يهرب من المفترسات.

البيئة والموطن

يعيش المحار في البيئة البحرية القاعية، ويستوطن المحار عادةً في المناطق الصخرية أو الرملية على عمق يتراوح بين 10 إلى 100 متر. يمكن أن يُزرع المحار في مزارع بحرية، حيث يتم تربيته في ظروف محكومة باستخدام تقنيات استزراع الأسماك والمأكولات البحرية. تتغذى المحاريات على العوالق البحرية الصغيرة التي تمر عبر أصدافها المفتوحة، مما يجعلها فواكه بحرية مغذية.

أهمية المحار الاقتصادية والبيئية

تعتبر المحار من الكائنات ذات الأهمية الاقتصادية العالية في صناعة المأكولات البحرية، فهي تعد مصدرًا غنيًا بالبروتينات، الأحماض الدهنية غير المشبعة، والفيتامينات مثل فيتامين B12 والحديد. تحظى المحار بشعبية في العديد من الدول على مستوى العالم، لا سيما في البلدان الساحلية حيث يتم استهلاكها بطرق متنوعة سواء كانت مشوية، مسلوقة، أو نيئة.

من الناحية البيئية، يلعب المحار دورًا مهمًا في الحفاظ على التوازن البيئي للأنظمة البيئية البحرية. حيث يساعد المحار في تصفية المياه عن طريق امتصاص المواد العائمة، مما يساهم في تحسين جودة المياه. كما أن المحار يساعد في تثبيت الرواسب البحرية وبالتالي الحفاظ على استقرار النظم البيئية البحرية.

المحار في الثقافة والطبخ

يتم تحضير المحار بطرق متعددة في مختلف الثقافات البحرية. ففي المطبخ الفرنسي، يعتبر المحار من المأكولات الفاخرة وغالبًا ما يتم تقديمه على شكل طبق فاخر في المناسبات الخاصة. كما يتم تحضير المحار في المأكولات الشرقية كوجبة شهية ولذيذة، بالإضافة إلى أنه يُستخدم في تحضير الحساء والمقبلات.

استزراع المحار

يتم استزراع المحار في مزارع بحرية تُعرف باسم مزارع السكالب، حيث يتم تجهيز هذه المزارع بزراعة المحار في مياه البحر المتجددة. تتم مراقبة نوعية المياه بعناية شديدة لضمان صحة المحار وجودة الإنتاج. في بعض الحالات، يتم تزويد المحار بمواد غذائية إضافية مثل الطحالب لتسريع عملية نموه وتحسين جودته.

فوائد المحار الصحية

من الناحية الصحية، يعتبر المحار غذاءً عالي القيمة الغذائية. يحتوي على كميات كبيرة من البروتينات عالية الجودة، ويعد من أغنى المصادر بالعناصر المعدنية مثل الزنك والسيلينيوم. يمكن أن يساعد تناول المحار في تحسين صحة القلب، تعزيز المناعة، والحفاظ على صحة البشرة والشعر.

الخاتمة

المحار (Pectinidae) هو كائن بحري ذو أهمية بيئية واقتصادية كبيرة. من خلال تقديمه كمصدر غذائي غني بالعناصر الغذائية الأساسية، فضلاً عن دوره البيئي الحيوي في تنقية المياه والحفاظ على توازن البيئة البحرية، يظل المحار من أهم الفواكه البحرية التي تحظى بشعبية كبيرة في العديد من أنحاء العالم.