الليفونورجيستريل: حبوب منع الحمل الطارئة وتأثيراتها
الليفونورجيستريل هو أحد الأدوية التي تُستخدم كوسيلة فعالة وطارئة لمنع الحمل بعد ممارسة العلاقة الجنسية غير المحمية أو في حال فشل وسائل منع الحمل الأخرى. هذا الدواء يُعرف غالبًا باسم “خطة ب” (Plan B)، ويعمل على تقليل فرصة الحمل بعد ممارسة الجنس غير المحمي عندما تُؤخذ في الوقت المناسب بعد الجماع. في هذا المقال، سنتناول استخدامه، فعاليته، تجارب المرضى، وتاريخ موافقته من قِبل الهيئات الصحية، بالإضافة إلى عدد مرات وصفه في العيادات.
كيفية عمل الليفونورجيستريل
الليفونورجيستريل هو هرمون صناعي ينتمي إلى فئة البروجيستين (البروجستيرون الصناعي)، ويعمل من خلال عدة آليات لضمان منع الحمل:
- تأخير الإباضة: يعمل على منع أو تأخير إطلاق البويضة من المبيض، مما يمنع حدوث الحمل إذا تم الجماع في فترة قريبة من الإباضة.
- تغيير بطانة الرحم: يساعد على تغيير بطانة الرحم بحيث لا تُتاح الفرصة للبويضة المخصبة للتعلق بها، وبالتالي لا يمكنها النمو.
- زيادة سماكة المخاط في عنق الرحم: يزيد من سماكة المخاط في عنق الرحم، مما يعيق حركة الحيوانات المنوية ويمنعها من الوصول إلى البويضة.
تُعتبر هذه الآلية فعالة للغاية إذا تم تناول الدواء في غضون 72 ساعة بعد الجماع غير المحمي، ولكن الفعالية تتناقص بمرور الوقت. لذلك، يُوصى بتناوله بأسرع وقت ممكن لضمان أقصى فعالية.
تجربة أحد المرضى مع الليفونورجيستريل
تروي إحدى المرضى تجربتها مع حبوب “خطة ب” (Plan B) قائلة:
“في 29 أبريل، كان لديَّ علاقة جنسية غير محمية مع شريكي. كنا في حالة سكر ولم أكن متأكدة من أن شريكي قد انسحب في الوقت المناسب. بعد ذلك، قررت أن آخذ حبوب “خطة ب” في 1 مايو. بعد مرور عشرة أيام، ظهرت عليَّ بقع دم في 11 مايو، ولكنني فاتني الدورة الشهرية لمدة 7 أسابيع. كنت في حالة قلق شديد، فاعتقدت أنني قد أكون حاملًا. أجريت حوالي 6 اختبارات حمل، وكلها كانت سلبية، ولكنني ما زلت متوترة. في 23 يونيو، أخيرًا جاءني الحيض، وشعرت بسعادة كبيرة. أعرف أنه قد يكون الأمر صعبًا، ولكن فقط استرخي، فهذه الحبوب تعمل حقًا.”
من خلال هذه التجربة، يمكن ملاحظة مدى تأثير الدواء في منع الحمل عندما يتم تناوله في الوقت المحدد. على الرغم من أن الدورة الشهرية تأخرت، إلا أن الدواء أثبت فعاليته في النهاية، حيث عادت الدورة الشهرية بشكل طبيعي.
معدل فعالية الليفونورجيستريل
تُظهر الدراسات أن فعالية الليفونورجيستريل تكون أعلى إذا تم تناوله في غضون 24 ساعة من الجماع غير المحمي. وفي هذه الحالة، تصل فعاليته إلى حوالي 95%. إذا تم تناوله بين 24 و48 ساعة بعد الجماع، فإن فعاليته تظل مرتفعة ولكن قد تنخفض قليلًا إلى حوالي 85%. أما إذا تم تناوله بين 48 و72 ساعة، فيظل فعالًا ولكن بمعدل فعالية أقل يصل إلى 58%.
تجربة المريضة المذكورة تُظهر مدى قوة تأثير هذا الدواء في منع الحمل عند اتباع التعليمات بدقة، وهذا ما يثبت فعاليته في حالات الطوارئ، رغم تأخر الدورة الشهرية.
موافقة الدواء وتاريخه
تمت الموافقة على استخدام الليفونورجيستريل كوسيلة لمنع الحمل الطارئ من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 23 يونيو 2017. يعتبر الدواء آمنًا وفعالًا للاستخدام في حالات الطوارئ، وقد تم توجيه العديد من الدراسات والبحوث حول سلامته وفوائده. كما تم التصريح به للاستخدام دون الحاجة لوصفة طبية في بعض الدول، مما سهل وصول النساء إليه في حالات الحاجة العاجلة.
عدد مرات وصف الدواء
وفقًا للتقارير الطبية والإحصائيات، يتم وصف الليفونورجيستريل بشكل متكرر في حالات الطوارئ. يتراوح عدد مرات وصفه بين 5 إلى 10 مرات في العيادات الطبية، ويعتمد ذلك على الظروف المحلية والوعي بالوسائل المتاحة لمنع الحمل. في العيادات، يُعتبر هذا الدواء من الخيارات الأكثر شيوعًا لمنع الحمل بعد الجماع غير المحمي.
أعراض وآثار جانبية محتملة
مثل جميع الأدوية، قد يؤدي استخدام الليفونورجيستريل إلى بعض الآثار الجانبية. ولكنها في الغالب تكون خفيفة وتختفي بسرعة. من بين الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا:
- الغثيان والقيء: يمكن أن تشعر بعض النساء بالغثيان بعد تناول الحبوب، وقد يرافقه في بعض الحالات قيء.
- تغيرات في الدورة الشهرية: قد يحدث تأخر في الدورة الشهرية أو نزيف غير منتظم.
- صداع ودوار: من الممكن أن تصاب بعض النساء بصداع أو دوار بعد تناول الدواء.
- آلام في الثدي: قد تشعر بعض النساء بألم أو حساسية في الثديين.
إذا كانت الأعراض شديدة أو استمرت لفترة طويلة، يجب على المريضة استشارة الطبيب للحصول على المشورة والعلاج المناسب.
توصيات هامة
- سرعة الاستجابة: من المهم تناول الليفونورجيستريل في أسرع وقت ممكن بعد الجماع غير المحمي لضمان فعاليته.
- عدم استخدامه كوسيلة لمنع الحمل الدائمة: يجب ألا يُعتمد على هذا الدواء كوسيلة دائمة لمنع الحمل. يُنصح باستخدام وسائل منع حمل أخرى، مثل الحبوب اليومية أو الواقيات الذكرية.
- استشارة الطبيب عند الحاجة: إذا كانت هناك شكوك حول الحمل أو كانت الدورة الشهرية متأخرة بشكل غير طبيعي، يجب استشارة الطبيب لإجراء فحوصات إضافية.
الخلاصة
الليفونورجيستريل يعد أحد الحلول الفعالة في حالات الطوارئ لمنع الحمل، إذ يعمل بسرعة إذا تم تناوله في الوقت المناسب. على الرغم من وجود بعض الآثار الجانبية المحتملة، فإن فعاليته تُعتبر عالية، وقد أكدت التجارب الحقيقية للمريضات مثل التجربة التي ذكرناها فعاليته في تقليل فرصة الحمل في حالات الجماع غير المحمي. كما أن موافقة الهيئات الصحية على استخدامه يضمن سلامته وفعاليته في حالات الطوارئ.