الليفونورجيستريل: حبوب منع الحمل الطارئة وتأثيراتها
الليفونورجيستريل هو مركب هرموني يستخدم في حالات الطوارئ لمنع الحمل بعد حدوث علاقة جنسية غير محمية أو فشل في استخدام وسائل منع الحمل. يندرج هذا الدواء تحت فئة الأدوية الهرمونية التي تعمل على منع الحمل عن طريق تأخير أو تعطيل عملية الإباضة، أو عن طريق تقليل فرص انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم.
في هذا المقال، سنتناول استخدام الليفونورجيستريل كوسيلة طوارئ لمنع الحمل، مدى فعاليته، الآثار الجانبية المحتملة، والعديد من التفاصيل المهمة التي يجب أن يعرفها المستخدمون قبل اتخاذ قرار باستخدامه.
ما هو الليفونورجيستريل؟
الليفونورجيستريل هو نوع من الهرمونات التي تُستخدم بشكل رئيسي في حبوب منع الحمل الطارئة، وتُعتبر واحدة من أكثر الوسائل فعالية لمنع الحمل بعد حدوث علاقة جنسية غير محمية أو فشل في وسائل منع الحمل العادية، مثل تمزق الواقي الذكري أو عدم استخدامه بشكل صحيح.
يتم تناول حبة واحدة من الليفونورجيستريل في أقرب وقت ممكن بعد الحادثة الطارئة، ويُفضل أن يتم تناولها في غضون 72 ساعة. كلما تم تناول الدواء في وقت أقرب بعد الحدث، كانت فعاليته أعلى في منع الحمل.
آلية عمل الليفونورجيستريل
يعمل الليفونورجيستريل من خلال عدة آليات. أبرزها أنه يؤخر أو يمنع الإباضة (إطلاق البويضة من المبيض) وبالتالي يحول دون حدوث الإخصاب. كما قد يحدث تغييرات في مخاط عنق الرحم، مما يعيق مرور الحيوانات المنوية إلى داخل الرحم، بالإضافة إلى أنه قد يؤثر على بطانة الرحم ويمنعها من استقبال البويضة المخصبة إذا كانت قد تم تلقيحها بالفعل.
الفعالية
تعد فعالية الليفونورجيستريل من أعلى ما يمكن في أدوية منع الحمل الطارئة، حيث تصل نسبته إلى 85% في حال تناولها خلال الـ 72 ساعة بعد الحادثة. ولكن، كما هو الحال مع معظم الأدوية، تتأثر الفعالية بعوامل عدة مثل توقيت تناول الحبة ووزن الجسم. كلما تم تناول الحبة بسرعة بعد العلاقة الجنسية غير المحمية، زادت احتمالية منع الحمل بشكل كبير.
التجارب والمراجعات من المرضى
تختلف تجارب المرضى عند استخدام حبوب الليفونورجيستريل، ولكن الغالبية العظمى يشهدون على فعاليته في منع الحمل. على سبيل المثال، إحدى المراجعات من إحدى المستخدمين تقول:
“لست حاملاً! تناولت الحبة بعد حوالي 30 دقيقة من فشله في سحب العضو، وتأكدت من تناول الطعام وشرب الماء معها. بعد قراءتي للتعليقات، أصبحت أكثر قلقًا بشأن الآثار الجانبية بدلاً من القلق حول حدوث حمل. شعرت بصداع خفيف خلال اليومين التاليين، ثم بدأت دورتها الشهرية بعد خمسة أيام، التي كانت مبكرة بأسبوعين. كانت الدورة غير معتادة ومؤلمة، وعاد هرموني ودورتي الشهرية إلى حالتهما المعتادة بعد فترة، ولكن كانت التجربة أسهل مما توقعت.”
هذه التجربة تسلط الضوء على بعض الآثار الجانبية الطفيفة التي قد تحدث بعد تناول الليفونورجيستريل، مثل الصداع أو اضطرابات في الدورة الشهرية، لكنها تؤكد في نفس الوقت على فعالية الدواء في منع الحمل.
الآثار الجانبية
على الرغم من أن الليفونورجيستريل يعتبر آمنًا للعديد من النساء عند استخدامه بشكل صحيح، إلا أن بعض الآثار الجانبية قد تحدث. تشمل هذه الآثار:
-
التغيرات في الدورة الشهرية: قد تؤدي حبوب الليفونورجيستريل إلى حدوث تغييرات في مواعيد الدورة الشهرية، مثل الدورة المبكرة أو المتأخرة، وأحيانًا قد تكون أكثر ألمًا.
-
الغثيان والقيء: يشعر بعض المستخدمين بالغثيان بعد تناول الحبوب، وهو عرض شائع للعديد من وسائل منع الحمل الطارئة. في حال حدوث القيء خلال ساعتين من تناول الحبة، يجب تناول حبة أخرى.
-
الصداع: يعتبر الصداع من الآثار الجانبية المعتادة، وقد يكون خفيفًا أو متوسطًا.
-
الدوار والتعب: بعض النساء قد يشعرن بالتعب أو الدوار، لكن هذه الأعراض غالبًا ما تكون مؤقتة.
-
آلام في البطن أو الثدي: بعض النساء قد يعانين من شعور بعدم الراحة في منطقة البطن أو الثدي بعد تناول الحبة.
توقيت الاستخدام
يجب تناول الليفونورجيستريل في أقرب وقت ممكن بعد حدوث العلاقة الجنسية غير المحمية. يمكن أن تُؤخذ الحبة حتى 72 ساعة بعد الحادثة، ولكن فعالية الدواء تتناقص مع مرور الوقت. يُنصح بتناول الحبة خلال أول 12 ساعة من الحادثة لضمان أقصى فعالية.
موافقة إدارة الغذاء والدواء
حصل الليفونورجيستريل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 29 سبتمبر 2017، ما يعني أنه قد تم إثبات فعاليته وسلامته في الاستخدام وفقًا للمعايير الطبية المعتمدة.
عدد المرات التي يتم فيها وصف الدواء
عادةً ما يتم وصف الليفونورجيستريل للأشخاص الذين تعرضوا لحادثة حمل طارئة ولا يرغبون في الحمل. يمكن أن يُوصف هذا الدواء عدة مرات، لكن من المهم أن لا يُستخدم كوسيلة لمنع الحمل بشكل منتظم، بل فقط في حالات الطوارئ.
الاحتياطات والتحذيرات
قبل استخدام الليفونورجيستريل، يجب على النساء التأكد من عدم وجود حمل قبل تناول الحبة. لا يُعتبر هذا الدواء وسيلة لمنع الحمل المنتظم ولا يجب الاعتماد عليه بشكل متكرر. كما أنه لا يوفر أي حماية ضد الأمراض المنقولة جنسيًا.
من المهم أيضًا استشارة الطبيب أو الصيدلي إذا كانت هناك أي حالة صحية معروفة، مثل الأمراض القلبية أو الكبدية، حيث قد يكون لهذه الحالات تأثير على تأثير الدواء.
التأثير على الوزن
تشير بعض الدراسات إلى أن الوزن قد يؤثر على فعالية حبوب منع الحمل الطارئة، مثل الليفونورجيستريل. النساء اللواتي يعانين من زيادة الوزن قد يواجهن فعالية أقل، ولكن لا توجد أدلة قاطعة تشير إلى أن الوزن له تأثير كبير على فعالية الدواء.
النقاط الأساسية
- الفعالية: يعمل الليفونورجيستريل بشكل فعال لمنع الحمل في حالات الطوارئ إذا تم تناوله بسرعة بعد الحادثة.
- الآثار الجانبية: قد تشمل الصداع، والغثيان، والتغيرات في الدورة الشهرية.
- التوقيت: يجب تناوله في أقرب وقت ممكن بعد الحادثة للحصول على أفضل فعالية.
- الموافقة: حصل الدواء على موافقة إدارة الغذاء والدواء في 29 سبتمبر 2017.
- الاستخدام: يُستخدم في حالات الطوارئ فقط ولا ينبغي الاعتماد عليه كوسيلة أساسية لمنع الحمل.
الختام
الليفونورجيستريل هو خيار فعال وآمن للنساء اللواتي تعرضن لحادثة حمل طارئة، ولكنه لا يخلو من بعض الآثار الجانبية. من المهم أن يتم استخدامه بشكل حكيم وتحت إشراف طبي إذا لزم الأمر.