الليفونورجيستريل: وسيلة الطوارئ لمنع الحمل – فعالية وآراء المرضى
يعتبر دواء “الليفونورجيستريل” من الأدوية الهامة في مجال وسائل منع الحمل، خصوصاً في حالات الطوارئ بعد ممارسة الجنس غير المحمي، حيث يتم استخدامه لمنع الحمل بعد حدوث علاقة جنسية دون وسائل وقاية. يُطلق على هذا الدواء اسم “حبوب منع الحمل الطارئة” أو “حبوب اليوم التالي”، ويتميز بقدرته على منع الحمل إذا تم تناوله في غضون فترة قصيرة بعد العلاقة الجنسية. سنستعرض في هذا المقال تأثيرات الدواء، مدى فعاليته، تجارب المرضى، وتاريخ الموافقة على استخدامه.
آلية عمل دواء “الليفونورجيستريل”
الليفونورجيستريل هو شكل من أشكال هرمون البروجستيرون الاصطناعي الذي يتم استخدامه لمنع الحمل في حالات الطوارئ. يعمل هذا الدواء على عدة آليات لضمان فعاليته في منع الحمل:
- تأثير على التبويض: يمنع دواء الليفونورجيستريل عملية الإباضة (التبويض)، مما يعني أنه لا يتم إطلاق بويضة من المبيض، وبالتالي لا يمكن حدوث الإخصاب.
- تأثير على عنق الرحم: يغير الدواء طبيعة مخاط عنق الرحم ليصبح أكثر كثافة، مما يمنع وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة.
- تأثير على جدار الرحم: يمنع دواء الليفونورجيستريل انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم، وهو ما يساهم في تقليل احتمال الحمل بعد الجماع غير المحمي.
كيفية استخدام الليفونورجيستريل
ينبغي تناول حبوب الليفونورجيستريل في أقرب وقت ممكن بعد الجماع غير المحمي. يُفضل تناولها في غضون 72 ساعة من العلاقة الجنسية، لكن يوصى بأنها قد تكون فعالة حتى 120 ساعة (5 أيام) من حدوث الجماع غير المحمي. من المهم أن يتم تناول الحبة بشكل فردي أو حسب توجيهات الطبيب لتكون أكثر فعالية.
تجربة المرضى مع الليفونورجيستريل
قد تختلف تجارب المرضى مع دواء الليفونورجيستريل حسب استجابة الجسم للدواء وظروف الاستخدام. من بين التجارب التي وردت من بعض المستخدمين، نجد أن العديد منهم أبدوا رضاهم عن فعالية الدواء في منع الحمل بعد تعرضهم لمواقف طارئة. على سبيل المثال، أحد المرضى الذي تناول حبوب الليفونورجيستريل بعد مرور أقل من 24 ساعة من الجماع غير المحمي قال:
“هذه الحبة تعمل ولكن بشكل مختلف من شخص لآخر. تناولتها في غضون 24 ساعة من الجماع غير المحمي، وبعد 5 أيام شعرت بنزيف خفيف، كنت أعتقد أنه من أعراض الدواء. كنت في البداية متوترة لأنني لم ألاحظ أي علامات قد تدل على قدوم الدورة الشهرية، مثل الألم والتقلصات، مما جعلني أعتقد أنني حامل، فقمت بإجراء اختبار حمل منزلي وكان سلبياً. وبعد تأخر الدورة لمدة 10 أيام، وبالتحديد في 30 أغسطس 2017، بدأت أشعر بألم وتقلصات قوية، وفي النهاية وصلت دورتي الشهرية. أنا سعيدة ومطمئنة الآن، وأتمنى أن يكون الجميع أكثر هدوءًا إذا أخذوا الحبة في غضون 72 ساعة فهي فعالة!”
تجربة هذه المريضة تبرز نقطة مهمة حول تأثير الليفونورجيستريل؛ حيث قد يتأخر حدوث الدورة الشهرية بعد تناول الحبوب بسبب تأثيرات الهرمونات، مما قد يسبب قلقاً لدى بعض النساء. ورغم ذلك، فإن النتيجة النهائية في هذه الحالة كانت إيجابية حيث بدأت الدورة الشهرية في النهاية.
تقييم فعالية الليفونورجيستريل
حصل دواء الليفونورجيستريل على تقييم مرتفع من قبل المرضى الذين جربوه في حالات الطوارئ. وفقاً لبعض التقارير، فإن فعاليته تتراوح بين 85 إلى 95% إذا تم تناوله خلال الـ 72 ساعة من حدوث الجماع غير المحمي. وقد أكد العديد من المرضى الذين قاموا بتجربة الدواء في أوقات مختلفة أنهم شعروا بالارتياح بعد تناوله، حتى في حالة تأخر الدورة الشهرية لبعض الوقت.
من جهة أخرى، هناك بعض المرضى الذين أبدوا قلقهم من تأثيرات الدواء الجانبية، مثل الشعور بالغثيان أو حدوث نزيف غير طبيعي بعد استخدام الحبوب. ومع ذلك، فإن هذه التأثيرات تكون غالباً مؤقتة ولا تشكل تهديداً كبيراً لصحة المستخدم.
الموافقة على الدواء
تمت الموافقة على استخدام دواء الليفونورجيستريل من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 1 أكتوبر 2017، وأصبح من الأدوية المعترف بها على نطاق واسع للاستخدام في حالات منع الحمل الطارئة. وتتوفر هذه الحبوب اليوم دون الحاجة إلى وصفة طبية في العديد من البلدان، مما يسهل على النساء الحصول عليها بسرعة في الحالات الطارئة.
عدد مرات وصف الدواء
وفقاً للتقارير الطبية، يتم وصف الليفونورجيستريل بشكل متكرر في حالات الطوارئ، حيث يتم تسجيل ما يصل إلى 11 مرة وصف دواء الليفونورجيستريل لعلاج حالات الحمل غير المرغوب فيه في بعض العيادات والمستشفيات. يفضل الأطباء في معظم الحالات توجيه المرضى إلى تناول الحبوب في أسرع وقت ممكن لضمان فعالية أكبر.
التأثيرات الجانبية
مثل أي دواء آخر، قد يترافق استخدام الليفونورجيستريل مع بعض التأثيرات الجانبية. تشمل هذه التأثيرات:
- الغثيان والقيء: قد تعاني بعض النساء من شعور بالغثيان بعد تناول الحبة، وفي حالات نادرة قد يحدث القيء. لذلك، يُنصح بتناول الدواء مع الطعام لتقليل هذه الأعراض.
- نزيف مهبلي غير طبيعي: قد يحدث نزيف خفيف أو تغيرات في الدورة الشهرية بعد استخدام الحبة، وهي تأثيرات جانبية طبيعية سرعان ما تختفي.
- آلام في البطن أو الصدر: بعض المستخدمين قد يعانون من ألم خفيف في البطن أو منطقة الصدر بعد تناول الحبة.
الخلاصة
يعتبر دواء الليفونورجيستريل من الخيارات الفعالة والآمنة في حالات منع الحمل الطارئة، إذ يعمل على منع الحمل في فترة قصيرة بعد العلاقة الجنسية غير المحمية. ورغم أن بعض النساء قد يواجهن تأثيرات جانبية خفيفة مثل النزيف أو تأخر الدورة الشهرية، إلا أن فعاليته في منع الحمل بعد تناوله في غضون 72 ساعة تبقى موثوقة للغاية، وتُظهر العديد من تجارب المرضى أن هذا الدواء يُحدث فارقاً كبيراً في حالات الطوارئ.