اللولب النحاسي (Copper IUD) هو أحد وسائل منع الحمل التي تعتمد على جهاز صغير يتم إدخاله في الرحم لمنع الحمل. ويعد هذا النوع من وسائل منع الحمل فعّالاً للغاية ويعتمد بشكل رئيسي على التأثير السام الذي يُحدثه النحاس على الحيوانات المنوية، مما يمنعها من الوصول إلى البويضة. على الرغم من كونه خياراً شائعاً وفعّالاً، إلا أن تجربة المستخدمين قد تختلف بشكل كبير من شخص لآخر، ويعتمد ذلك على عدة عوامل مثل التحمل الشخصي للألم، التفاعل مع الجسم، والتغيرات الشهرية التي قد تطرأ نتيجة لاستخدامه.
تاريخ الموافقة وفعالية اللولب النحاسي
تمت الموافقة على اللولب النحاسي من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 31 يوليو 2015، وهو أحد الخيارات الأكثر شيوعاً لمنع الحمل على مستوى العالم. يعتمد اللولب النحاسي على النحاس لتوفير وسيلة فعالة لمنع الحمل لمدة طويلة، تصل إلى عشر سنوات تقريباً في بعض الحالات، ما يجعله من الخيارات المثالية للأشخاص الذين يبحثون عن منع حمل طويل الأمد.
من ناحية الفعالية، تعتبر فعالية اللولب النحاسي مرتفعة جداً، حيث يقدر معدل فشله بنسبة أقل من 1% سنوياً، مما يجعله واحداً من أكثر وسائل منع الحمل أماناً وفعالية.
تجارب المرضى مع اللولب النحاسي
تختلف تجارب النساء اللواتي استخدمن اللولب النحاسي، وهناك من يجدن أنه خيار مثالي بالنسبة لهن، بينما يواجه آخرون بعض المشاكل والتحديات. أحد هذه التجارب يتضح من خلال مراجعة من قبل إحدى المستخدمين التي استخدمت جهاز “باراجارد” (Paragard)، وهو نوع من اللولب النحاسي.
تقول المريضة: “لقد استخدمت الباراجارد مرتين الآن. المرة الأولى كانت بعد ولادة طفلتي بشهر أو نحو ذلك. بالطبع كانت عملية إدخال اللولب مؤلمة للغاية، حتى أنني أصبت بضيق في التنفس بسبب الألم. رغم ذلك، كان الجهاز فعّالاً ولم أحمل طوال فترة استخدامي له. كانت فترات دورتي الشهرية منتظمة، لكنها كانت أثقل وأكثر ألماً من المعتاد. مع مرور الوقت، زادت آلام الدورة الشهرية بشكل كبير، وبدأت أعاني من آلام شديدة في أسفل الظهر. كانت هذه التشنجات القاسية تزداد سوءاً مع كل دورة شهرية، وفي النهاية لم أستطع تحمّل المزيد من الألم فقررت إزالة اللولب. استخدمت الواقيات الذكرية لبعض الوقت بعد ذلك. ولكن بعد بضع سنوات قررت أن أعطيه فرصة أخرى. تجربتي كانت متماثلة مرة أخرى، لذلك قررت إزالته مرة أخرى.”
تُظهر هذه التجربة بعض التحديات التي قد تواجه النساء عند استخدام اللولب النحاسي، مثل الألم أثناء الإدخال وزيادة شدة الألم أثناء الدورة الشهرية. يعاني البعض من آلام شديدة قد تشمل التقلصات الحادة في أسفل الظهر، والتي يمكن أن تؤدي إلى قرار إزالة اللولب. لكن بالرغم من هذه الصعوبات، فإن فعالية اللولب في منع الحمل كانت إيجابية للغاية بالنسبة لهذه المستخدم.
معدل الفعالية والتكرار في الوصف الطبي
تُعتبر فعالية اللولب النحاسي من الأعلى بين جميع وسائل منع الحمل، ولكن قد تواجه بعض النساء بعض الأعراض الجانبية مثل زيادة النزيف أو الألم خلال الدورة الشهرية.
فيما يخص التكرار في الوصف الطبي، فإنه من الممكن أن يتم وصف اللولب النحاسي بشكل متكرر للنساء اللواتي يبحثن عن وسيلة فعالة وطويلة الأمد. وعلى الرغم من أن هذه الطريقة تتمتع بفعالية عالية، إلا أن البعض قد يجدونها غير مناسبة بسبب الأعراض الجانبية التي قد تظهر، كما هو الحال مع بعض النساء اللواتي يعانين من آلام شديدة بعد الاستخدام.
التأثيرات الجانبية والآلام المصاحبة لاستخدام اللولب النحاسي
تتمثل بعض التأثيرات الجانبية الأكثر شيوعاً في:
- زيادة حجم النزيف: قد تعاني بعض النساء من نزيف أكثر كثافة خلال الدورة الشهرية في الأشهر الأولى من استخدام اللولب النحاسي.
- آلام شديدة أثناء الدورة الشهرية: قد تصبح التقلصات أكثر حدة وتستمر لفترات أطول.
- آلام الظهر: قد تشعر بعض النساء بآلام في أسفل الظهر، وهو ما تم ذكره في مراجعة المريضة السابقة.
- تقلصات في البطن: قد تشعر بعض النساء بتقلصات شديدة في أسفل البطن بعد إدخال اللولب، وقد تستمر لبعض الأيام.
الخلاصة
يعتبر اللولب النحاسي من الخيارات الموثوقة والفعالة في منع الحمل على المدى الطويل، ويتميز بقدرته على العمل لأكثر من عشر سنوات. ومع ذلك، يجب على النساء أن يكونوا مستعدين لتحمل بعض الأعراض الجانبية مثل الألم أثناء الدورة الشهرية أو التقلصات. لذلك، من الضروري أن تقوم المرأة بالتشاور مع طبيبها قبل اتخاذ قرار استخدامها للتأكد من أنه الخيار الأنسب لها وفقاً لاحتياجاتها الصحية وتاريخها الطبي.
إذا كانت المرأة غير مرتاحة لاستخدام اللولب النحاسي بسبب الألم أو الأعراض الجانبية الأخرى، فإنه من الأفضل البحث عن وسائل منع حمل أخرى قد تكون أكثر ملاءمة لها.