اللولب النحاسي ومنع الحمل

النحاس: وسيلة فعّالة لمنع الحمل ولكن مع بعض التحديات

تُعد وسيلة النحاس (أو اللولب النحاسي) واحدة من أشهر وسائل منع الحمل التي يعتمد عليها الكثير من النساء حول العالم، حيث يتم تركيبها داخل الرحم لتوفير حماية طويلة المدى ضد الحمل. وفي هذا المقال، سنستعرض تجربة إحدى السيدات مع اللولب النحاسي، بالإضافة إلى فعاليته وتقييماته، ومدى قبول المجتمع الطبي لهذه الوسيلة.

مقدمة حول النحاس كوسيلة لمنع الحمل

يُعتبر اللولب النحاسي، المعروف تجاريًا باسم “باراغارد”، وسيلة غير هرمونية لمنع الحمل. يتميز عن وسائل منع الحمل الأخرى التي تحتوي على هرمونات مثل الحبوب أو الحقن، حيث يعتمد على التأثير الميكانيكي للنحاس في منع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة، مما يؤدي إلى منع الحمل.

تمت الموافقة على استخدام اللولب النحاسي من قبل الهيئات الصحية، مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، في عام 2016، وهو يعد من الخيارات المناسبة للنساء اللواتي يفضلن تجنب الهرمونات. وتستمر فعاليته لمدة تصل إلى 10 سنوات في بعض الحالات، مما يجعله من الخيارات المفضلة للكثيرات، حيث إنه يوفر حماية مستمرة من دون الحاجة لتكرار الجرعات أو الزيارات المتكررة للطبيب.

تجربة شخصية مع اللولب النحاسي

تشارك إحدى السيدات تجربتها مع تركيب اللولب النحاسي بعد ولادة طفلها الأول في مارس 2015. كانت هذه السيدة تبحث عن وسيلة فعّالة لمنع الحمل دون التأثيرات الجانبية التي عانت منها مع الحبوب الهرمونية المختلفة. وبالرغم من أن فكرة الوسيلة غير الهرمونية كانت جذابة بالنسبة لها، فقد تسببت هذه التجربة في بعض التحديات التي استعرضتها في مراجعتها.

تمت عملية تركيب اللولب النحاسي بنجاح في مايو 2015، حيث وصفت السيدة الشعور أثناء التركيب بأنه كان غير مؤلم بشكل مفرط، مع بعض التقلصات الخفيفة التي سرعان ما اختفت. ولكن بعد العودة إلى المنزل، بدأت تعاني من تقلصات شديدة استمرت لبضعة أيام، وهو ما قد يكون من الآثار الجانبية التي يعاني منها البعض بعد تركيب اللولب النحاسي. على الرغم من هذه الأعراض، كانت السيدة مطمئنة لأنه كان يثبت في مكانه بشكل جيد.

ومع مرور الوقت، بدأت السيدة تشعر بأن اللولب النحاسي لم يكن الخيار المثالي لها، حيث كانت تعاني من فترات غير منتظمة وشديدة أكثر من أي وقت مضى، وهو ما لم تكن قد عانته سابقًا. كما تصف الألم الناتج عن التقلصات أثناء الدورة الشهرية بأنه أصبح غير محتمل في بعض الأحيان. وفي تقييمها العام، أعطت اللولب النحاسي تقييمًا منخفضًا، حيث اعتبرت أنه لم يكن الخيار الأنسب لها بسبب التغيرات التي طرأت على دورة الحيض والألم المصاحب لها.

تقييم فعالية اللولب النحاسي

من حيث الفعالية، يُعد اللولب النحاسي من أكثر وسائل منع الحمل أمانًا وفعالية. تشير الدراسات إلى أن فعاليته تصل إلى 99% في منع الحمل، مما يجعله خيارًا موثوقًا للعديد من النساء. وعلى الرغم من كونه وسيلة غير هرمونية، إلا أن تأثيره طويل الأمد يعد ميزة إضافية، حيث لا يحتاج إلى استبدال إلا بعد مرور 10 سنوات تقريبًا.

لكن، كما يظهر في تجربة هذه السيدة، فإن بعض النساء قد يعانين من آثار جانبية غير مرغوب فيها، مثل زيادة في غزارة الدورة الشهرية والتقلصات الشديدة. هذه الآثار قد تكون نتيجة التفاعل الطبيعي للجسم مع اللولب النحاسي، ويجب على المرأة أن تكون على دراية بهذه التحديات قبل اتخاذ القرار.

الموافقة على اللولب النحاسي من قبل الهيئات الصحية

تمت الموافقة على اللولب النحاسي من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 27 مارس 2016. ومنذ ذلك الحين، أصبح يُستخدم على نطاق واسع في العديد من الدول كوسيلة آمنة وفعّالة لمنع الحمل. وتُظهر الدراسات التي أجريت على هذه الوسيلة أن نسبة فشلها ضئيلة جدًا مقارنة بالعديد من الوسائل الأخرى، مما يجعلها خيارًا مفضلًا للكثير من النساء اللاتي يرغبن في وسيلة طويلة الأمد.

عدد المرات التي يتم وصف اللولب النحاسي

وفقًا للإحصائيات، يتم وصف اللولب النحاسي لأعداد كبيرة من النساء حول العالم، حيث يُقدّر أن هناك حوالي مليون امرأة في الولايات المتحدة فقط يستخدمون هذه الوسيلة. يتم توصية النساء بهذا الخيار خاصة عندما يكون لديهن رغبة في وسيلة طويلة الأمد وغير هرمونية لمنع الحمل. ولكن، من المهم أن يتم فحص النساء بشكل دوري بعد تركيب اللولب للتأكد من أنه لا يوجد أي تغييرات قد تؤثر على صحتهن، خاصة في حال حدوث آلام غير مبررة أو نزيف غير طبيعي.

التقييم العام: إيجابيات وسلبيات

على الرغم من أن اللولب النحاسي يعد من أكثر وسائل منع الحمل فعالية، إلا أنه قد لا يكون مناسبًا للجميع. تشمل الإيجابيات:

1. الفعالية العالية: يعتبر من أكثر الوسائل فعالية في منع الحمل.
2. الطول الزمني: يمكن أن يستمر لمدة تصل إلى 10 سنوات.
3. خالي من الهرمونات: الخيار المثالي للنساء اللاتي يرغبن في تجنب الهرمونات.

أما السلبيات التي قد تواجهها بعض النساء فتشمل:

1. التقلصات والألم: قد يعاني البعض من تقلصات شديدة خلال الدورة الشهرية.
2. زيادة غزارة الدورة الشهرية: قد تصبح الدورة الشهرية أكثر كثافة وأطول.
3. عدم ملاءمته لبعض الحالات الصحية: قد لا يكون مناسبًا للنساء اللواتي يعانين من بعض الأمراض أو الحالات الصحية.

الخلاصة

اللولب النحاسي يُعتبر وسيلة فعّالة وآمنة لمنع الحمل، لكن لا يمكن الجزم بأنها الخيار المثالي لجميع النساء. قد تكون تجربة كل امرأة مختلفة بناءً على حالتها الصحية وجسدها. من الضروري أن تستشير المرأة طبيبها قبل اتخاذ القرار بشأن تركيب اللولب النحاسي، والتأكد من فهم كافة الفوائد والآثار الجانبية المحتملة لهذه الوسيلة.