اللولب النحاسي (Copper IUD) كوسيلة لمنع الحمل: تقييم شامل
تُعد وسائل منع الحمل من المواضيع الهامة التي تهم العديد من النساء في مختلف مراحل حياتهن. من بين هذه الوسائل، يُعتبر اللولب النحاسي أو “الباراجارد” من أشهر وأهم الخيارات غير الهرمونية المتاحة. في هذا المقال، سنتناول اللولب النحاسي بشكل مفصل، مع التركيز على تقييماته من قبل المرضى، ومدى فعاليته، تاريخ موافقته من قبل الجهات الطبية، وأسباب استخدامه بشكل شائع.
ما هو اللولب النحاسي (Copper IUD)؟
اللولب النحاسي هو جهاز صغير على شكل حرف “T” يتم إدخاله داخل الرحم كوسيلة لمنع الحمل. يعتمد على استخدام النحاس لمنع الحمل، حيث يُفرز النحاس بشكل مستمر في الرحم، مما يعيق حركة الحيوانات المنوية ويُمنع من تخصيب البويضة. بالإضافة إلى ذلك، يعمل النحاس على إحداث تغيرات في بطانة الرحم تجعل من غير الممكن أن تلتصق البويضة المُخصبة بالرحم.
يُعد اللولب النحاسي خيارًا شائعًا بين النساء اللواتي يفضلن تجنب استخدام الهرمونات، ويُعد أكثر وسائل منع الحمل فعالية حيث تصل فعاليته إلى 99%. كما أن اللولب النحاسي يستمر في العمل كوسيلة لمنع الحمل لمدة تصل إلى 10 سنوات، مما يجعله خيارًا طويل الأمد.
كيف يعمل اللولب النحاسي؟
يعمل اللولب النحاسي عن طريق إطلاق كميات صغيرة من النحاس في الرحم بشكل مستمر. هذا النحاس له تأثير سمي على الحيوانات المنوية، مما يجعلها غير قادرة على السباحة والتخصيب. كما أنه يغير بيئة الرحم الداخلية ليصبح غير صالح لزرع البويضة، مما يمنع حدوث الحمل.
تاريخ موافقة اللولب النحاسي من قبل الجهات الطبية
تمت الموافقة على اللولب النحاسي كوسيلة فعالة وآمنة لمنع الحمل في العديد من البلدان. في الولايات المتحدة، تم الموافقة على اللولب النحاسي تحت اسم “Paragard” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 11 يونيو 2017. ومنذ ذلك الحين، أصبح اللولب النحاسي من الخيارات المفضلة لدى العديد من النساء، خاصة لأولئك اللواتي لا يرغبن في استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية.
فعالية اللولب النحاسي
تُعتبر فعالية اللولب النحاسي واحدة من أعلى النسب بين وسائل منع الحمل المختلفة. وفقًا للدراسات الطبية، تتراوح فعالية اللولب النحاسي ما بين 99% إلى 99.9%، ما يعني أن احتمال حدوث الحمل عند استخدامه منخفض جدًا. هذه النسبة تعني أن واحدًا من كل 100 امرأة قد يحدث لها حمل خلال السنة الأولى من الاستخدام، مما يجعله من بين أفضل الوسائل لمنع الحمل.
تقييم المرضى للولب النحاسي
تتمتع اللولب النحاسي بتقييمات إيجابية من قبل العديد من النساء اللواتي جربنه. ومن بين المراجعات الشائعة، نلاحظ أن الكثير منهن يُقدّرن إمكانية استخدامه كوسيلة فعالة وطويلة الأمد لمنع الحمل، دون الحاجة إلى القلق بشأن التأثيرات الجانبية المرتبطة بالهرمونات.
على سبيل المثال، إحدى المراجعات التي تم نشرها مؤخرًا على الإنترنت كانت من امرأة في الثالثة والثلاثين من عمرها، أم لطفلين، تقول:
“لقد قمت بتركيب اللولب النحاسي منذ شهرين، وأنا في الدورة الشهرية الثانية له. لا أستطيع تحمل الهرمونات لأنني أتعرض لتغيرات مزاجية حادة ويصبح الجماع مؤلمًا. حتى الآن، أحببت اللولب النحاسي. كنت قلقة بعد قراءة العديد من المراجعات عن عملية الإدخال، لكنني تحدثت مع إحدى الممرضات في العيادة وقالت لي أنها قامت بتركيب اللولب الهرموني “ميرينا” أثناء استراحة الغداء الخاصة بها وأنها لم تشعر بألم شديد. أخبرتني أنه طالما تناولت مسكنات مثل “أليف”، فإن العملية ستكون غير مؤلمة. وبالفعل، كانت عملية الإدخال سلسة وغير مؤلمة، وعلى الرغم من أن دورتي الشهرية أصبحت أكثر كثافة، إلا أنها ليست أطول، ولم أتعرض لأي آثار جانبية أخرى.”
تُظهر هذه المراجعة إيجابية استخدام اللولب النحاسي كوسيلة لمنع الحمل، خاصة بالنسبة للنساء اللواتي لا يرغبن في استخدام الهرمونات. كما أن هذه المراجعة تبرز تجربتها الشخصية التي تُظهر أن الإدخال كان أكثر راحة مما كان متوقعًا، وهو ما يعكس تجارب العديد من النساء اللاتي شعرن بارتياح بعد تركيب اللولب.
الآثار الجانبية الشائعة للولب النحاسي
رغم فعاليته العالية، قد يعاني بعض النساء من بعض الآثار الجانبية بعد تركيب اللولب النحاسي. تشمل الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا:
- زيادة كثافة الدورة الشهرية: قد تزداد فترة الدورة الشهرية أو تصبح أكثر كثافة عند بعض النساء. هذه من الآثار الجانبية الشائعة التي قد تستمر لبضعة أشهر بعد تركيب اللولب.
- آلام الحوض أو التقلصات: بعض النساء قد يشعرن ببعض التقلصات أو الآلام في منطقة الحوض بعد تركيب اللولب.
- التغييرات في الإفرازات المهبلية: قد يعاني بعض النساء من تغييرات في طبيعة الإفرازات المهبلية.
- الإصابة بالعدوى: في بعض الحالات، قد يتعرض الرحم للعدوى بعد تركيب اللولب، مما يستدعي العناية الطبية الفورية.
ومع ذلك، يلاحظ العديد من النساء أن هذه الآثار الجانبية تكون مؤقتة وغالبًا ما تختفي مع مرور الوقت. ويجب على النساء استشارة الطبيب في حال حدوث أي مشاكل غير متوقعة أو إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة.
عدد مرات وصف اللولب النحاسي
اللولب النحاسي يُعتبر من الخيارات المتاحة في العديد من العيادات الطبية والجمعيات الصحية كوسيلة فعّالة لمنع الحمل. وفي التقارير الطبية، يظهر أن اللولب النحاسي قد تم وصفه لعدد من المرضى في عدة حالات. وفقًا للبيانات المتوفرة، تم وصف اللولب النحاسي (Paragard) لعدد كبير من النساء بلغ 7 مرات فقط من قبل الأطباء في بعض العيادات والمستشفيات.
الفوائد الأخرى للولب النحاسي
بالإضافة إلى كونه وسيلة فعالة لمنع الحمل، هناك بعض الفوائد الأخرى التي قد تجعل النساء يفضلن استخدام اللولب النحاسي. تشمل هذه الفوائد:
- عدم الحاجة إلى تذكير يومي: على عكس الحبوب أو وسائل منع الحمل الأخرى، يمكن للولب النحاسي أن يوفر حماية طويلة الأمد دون الحاجة إلى تذكير يومي.
- المرونة في الاستخدام: يُمكن للمرأة أن تختار إزالة اللولب النحاسي في أي وقت، مما يتيح لها فرصة الحمل إذا قررت التوقف عن استخدامه.
- عدم تأثيره على الرغبة الجنسية: على عكس بعض وسائل منع الحمل الهرمونية، لا يؤثر اللولب النحاسي على الرغبة الجنسية أو المزاج بشكل ملحوظ.
الخاتمة
يُعد اللولب النحاسي (Paragard) خيارًا فعالًا وآمنًا لمنع الحمل للنساء اللواتي يبحثن عن وسيلة غير هرمونية وطويلة الأمد. رغم أنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية في البداية، إلا أن العديد من النساء يُقرّرن باستخدامه بسبب فعاليته العالية وفوائده العديدة، بما في ذلك عدم الحاجة إلى تذكير يومي، وعدم التأثير على الرغبة الجنسية. وفي المجمل، يُعتبر اللولب النحاسي من أفضل الخيارات المتاحة لمنع الحمل، خاصة بالنسبة للنساء اللواتي لا يرغبن في استخدام الهرمونات.