اللولب النحاسي: فعالية وأضرار

تُعتبر وسائل منع الحمل من بين أهم الخيارات التي يلجأ إليها الأزواج والنساء لضبط النسل وتحديد عدد الأبناء حسب رغبتهم وظروفهم الصحية والاجتماعية. من بين هذه الوسائل، تبرز اللولب النحاسي (Paragard) كإحدى الخيارات الشائعة التي تستخدمها النساء حول العالم لمنع الحمل. وعلى الرغم من فعالية هذا الجهاز في منع الحمل لدى الكثيرين، إلا أن هناك بعض الحالات التي قد تكون فيه النتائج غير متوقعة كما تشير بعض التجارب الشخصية.

اللولب النحاسي (Paragard) – نظرة عامة

اللولب النحاسي هو جهاز صغير يُزرع في الرحم بواسطة الطبيب ليعمل على منع الحمل بفعالية. يعتمد في عمله على إطلاق النحاس بشكل بطيء داخل الرحم، مما يجعل البيئة الرحمية غير ملائمة للحيوانات المنوية وبالتالي يمنع حدوث الحمل. من المعروف أن هذا النوع من وسائل منع الحمل يمتاز بفعاليته العالية والتي تصل إلى أكثر من 99% في منع الحمل، مما يجعله من الخيارات المفضلة لدى الكثير من النساء اللاتي لا يفضلن استخدام الوسائل الهرمونية.

تاريخ الموافقة على اللولب النحاسي

تمت الموافقة على استخدام اللولب النحاسي من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في الخامس من ديسمبر من عام 2016. وقد حظي بموافقة العديد من الدول الأخرى ليصبح واحدًا من وسائل منع الحمل المتوفرة بشكل واسع في العيادات الطبية والصيدليات حول العالم. ومن الجدير بالذكر أن اللولب النحاسي يُعد من الوسائل طويلة المدى، حيث يمكن للمرأة أن تستخدمه لمدة تتراوح من 5 إلى 10 سنوات وفقًا للحالة الطبية واحتياجاتها.

التجارب الشخصية مع اللولب النحاسي

على الرغم من فعالية اللولب النحاسي التي يتحدث عنها معظم المستخدمين، فإن هناك بعض الحالات التي تروي تجارب غير موفقة مع هذا الجهاز. واحدة من هذه التجارب كانت لمريضة استخدمته في تايوان، حيث بدأت مشكلتها عندما اكتشفت أنها حامل رغم وجود اللولب في مكانه. تحكي هذه المريضة قائلة: “لقد تم تركيب اللولب في تايوان عندما قابلت زوجي الآن. أُعطي تقييمًا نجميًا واحدًا فقط لأنني حملت، ولحسن الحظ انتهى الحمل بإجهاض، وهو أمر شائع بعد إزالة اللولب. كان وضعًا سيئًا للغاية ولن أوصي باستخدام هذا اللولب للآخرين. سألنا الطبيب كيف حدث هذا رغم أننا كنا نراجع مكانه بانتظام، وقال الطبيب أننا يجب أن نكون شديدي الخصوبة. وقد قررنا الانتقال إلى اللولب الهرموني لنرى إن كان سيكون أكثر فعالية.”

التقييم الفعلي للولب النحاسي

من خلال التجربة التي مرَّت بها هذه المريضة، يمكن أن نلاحظ أن اللولب النحاسي قد لا يكون فعالًا بنسبة 100% دائمًا. في هذه الحالة الخاصة، كان اللولب مثبتًا بشكل صحيح، ومع ذلك حدث حمل لم يكن متوقعًا، مما أثار بعض التساؤلات حول فعالية هذه الوسيلة بالنسبة للبعض. وبالتالي، يصعب الجزم بأن اللولب النحاسي هو الحل المثالي لجميع النساء. في بعض الحالات قد تكون الخصوبة العالية لدى الزوجين عاملًا في فشل الوسيلة في منع الحمل.

رغم هذا، يعتبر معظم الخبراء أن اللولب النحاسي من أكثر الوسائل فعالية في الوقاية من الحمل، لكن كما هو الحال مع أي وسيلة، فإن نسبة النجاح لا تصل إلى 100%، حيث قد تحدث بعض الحالات الاستثنائية التي تكون فيها النتيجة غير متوقعة.

تقييم فعالية اللولب النحاسي

من حيث فعاليته، يُعتبر اللولب النحاسي من بين أكثر الوسائل فعالية في منع الحمل. فعالية هذا اللولب تتجاوز 99%، مما يجعله خيارًا مفضلًا للكثير من النساء اللاتي يبحثن عن وسيلة منع حمل غير هرمونية ودائمة المفعول. لكن مع ذلك، هناك حالات استثنائية تحدث فيها حالات حمل رغم استخدام اللولب. قد تكون هذه الحالات نتيجة لعدة عوامل مثل المشاكل الصحية الخاصة بالمرأة أو نوع اللولب المستخدم.

من خلال تجربة هذه المريضة، يمكن القول أن فعالية اللولب النحاسي قد تكون أقل في بعض الحالات الخاصة. من المهم أيضًا أن نلاحظ أن اللولب النحاسي لا يحمي من الأمراض المنقولة جنسيًا، لذا فإن من الضروري أن يُستخدم جنبًا إلى جنب مع وسائل حماية أخرى مثل الواقي الذكري إذا كانت المرأة معرضة للإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا.

موانع الاستخدام والتأثيرات الجانبية

على الرغم من فعالية اللولب النحاسي، إلا أن هناك بعض الحالات التي قد يكون فيها استخدامه غير مناسب. يشمل ذلك النساء اللاتي يعانين من مشاكل في الرحم مثل الأورام الليفية أو التهابات الرحم الحادة. أيضًا، قد يعاني بعض النساء من أعراض جانبية بعد تركيب اللولب مثل آلام البطن أو نزيف غير منتظم.

من المهم استشارة الطبيب قبل اتخاذ القرار باستخدام اللولب النحاسي، خاصةً في الحالات التي قد تكون فيها المرأة عرضة لتأثيرات جانبية أو مشاكل صحية قد تؤثر على استخدام هذا النوع من وسائل منع الحمل.

العدد الإجمالي للوصفات الطبية للولب النحاسي

على الرغم من بعض التجارب السلبية التي قد تكون قد مرَّ بها بعض المستخدمين، لا يزال اللولب النحاسي يُستخدم على نطاق واسع في العديد من البلدان. تشير التقارير إلى أن هذا اللولب قد تم وصفه حوالي ثلاث مرات في العام الأول بعد حصوله على الموافقة في 2016، مما يعكس طلبًا مستمرًا على هذه الوسيلة الفعالة.

الخلاصة

يظل اللولب النحاسي من وسائل منع الحمل الفعالة، لكنه ليس خاليًا من المخاطر أو الآثار الجانبية في بعض الحالات. ينبغي على النساء استشارة الطبيب والتأكد من أن هذا الخيار مناسب لهن بناءً على حالتهن الصحية وظروفهن الشخصية. ومن الضروري أن تكون المرأة على دراية بأن فعالية اللولب النحاسي، مثل أي وسيلة منع حمل أخرى، ليست مضمونة بنسبة 100%، وقد تحدث بعض الحالات الاستثنائية كما تشير تجارب بعض المرضى.