التمور المرّة (اللوز المر): خصائصه وأهمية استخدامه في الطب والمطبخ
المقدمة
يعتبر اللوز من الأشجار المثمرة التي تمتاز بشعبيتها الكبيرة في العديد من الثقافات حول العالم. بينما يعد اللوز الحلو من أشهر أنواع اللوز المستخدم في الطعام والحلويات، فإن اللوز المرّ (أو كما يعرف علمياً Prunus amygdalus var. amara) يختلف تماماً في خصائصه الكيميائية والاستخدامات. تنتمي هذه الفاكهة إلى عائلة الوردية (Rosaceae)، وهي تعتبر نوعاً فرعياً من اللوز الحلو، ولكنها تحمل في قلبها سمية تجعلها تحمل خصائص فريدة ومختلفة تماماً عن اللوز الحلو. في هذا المقال، سنتعرف على اللوز المر، مميزاته، تركيبته الكيميائية، استخداماته في الطب التقليدي، وأهمية استهلاكه بحذر.
1. اللوز المر: نظرة عامة
اللوز المرّ هو نوع من اللوز يحتوي على مركبات سامة مثل حمض الأميغدالين، الذي يمكن أن يتحلل إلى مادة السيانيد السامة عند تعرضه للإنزيمات. يتميز اللوز المر بمذاقه الحاد والحارق، ويشمل استخداماته في صنع الزيوت والمستخلصات التي تُستخدم في الصناعات الغذائية والطبية. ومع أن هذه الأنواع من اللوز لا يتم تناولها بشكل مباشر مثل اللوز الحلو، إلا أنها تلعب دورًا هامًا في عدة مجالات طبية وصناعية.
التسمية العلمية
- الاسم العلمي: Prunus amygdalus var. amara
- الاسم الشائع: اللوز المرّ
- الرتبة التصنيفية: تحت النوع (Subspecies)
ويعود اسم “اللوز المر” إلى طعمه الحامض، وقد تم تمييزه عن اللوز الحلو بسبب تواجد المركب الكيميائي السام في لب الثمرة، وهو ما يجعل طعمه غير محبب للاستهلاك البشري في حال تناوله بكميات كبيرة.
2. الفرق بين اللوز الحلو واللوز المر
الاختلاف الأساسي بين اللوز الحلو واللوز المر يكمن في المحتوى الكيميائي. يحتوي اللوز المرّ على مركب الأميغدالين الذي يحتوي على السيانيد. هذا المركب يمكن أن يتسبب في التسمم إذا تم تناوله بكميات كبيرة. على الرغم من سمية اللوز المر، إلا أن هذا المركب يتميز بوجوده بكميات منخفضة في بعض أنواع اللوز الحلو أيضاً، ولكن بدرجة أقل بكثير.
- اللوز الحلو: يتميز بمذاقه الطيب ويتم استخدامه بشكل شائع في المأكولات.
- اللوز المر: له مذاق مر، ويتم استخدامه بشكل خاص في صناعة الزيوت أو المستخلصات التي تُستخدم في الصناعات الغذائية والعلاجية.
3. التركيب الكيميائي للوز المر
يحتوي اللوز المرّ على مجموعة من المركبات الكيميائية الفعّالة التي يمكن أن تؤثر على صحة الإنسان في حال استهلاك كميات كبيرة. أبرز هذه المركبات هي:
- حمض الأميغدالين: الذي يتحلل إلى سيانيد الهيدروجين، وهو مركب سام يسبب التسمم.
- الزيوت الأساسية: تحتوي بذور اللوز المرّ على نسبة من الزيوت التي لها خصائص علاجية وتستخدم في صناعات التجميل والعلاج البديل.
- البروتينات والدهون: مثل أي نوع من اللوز، يحتوي اللوز المر على نسبة من البروتينات والدهون غير المشبعة المفيدة.
4. الاستخدامات الطبية للوز المر
رغم سمية اللوز المر في حال تناوله بكميات كبيرة، فإنه قد يحتوي على فوائد علاجية إذا تم استخدامه بحذر وفي الجرعات الصحيحة. تُستخدم مستخلصات اللوز المر في العديد من التطبيقات الطبية:
4.1. في الطب التقليدي
في بعض الثقافات، يُستخدم اللوز المر كمكمل طبيعي لعلاج مجموعة من الحالات الصحية. على سبيل المثال، يمكن استخدامه لتحسين الهضم أو كعلاج لعدة أنواع من الآلام مثل آلام المفاصل. كما يُستخدم في تقوية الجهاز المناعي.
4.2. زيت اللوز المر
يُستخرج زيت اللوز المر عن طريق ضغط بذور اللوز المرّة ويُستخدم في عدة مجالات، أبرزها:
- الطب البديل: يُستخدم زيت اللوز المر كعلاج طبيعي لمشاكل الجلد مثل الأكزيما والطفح الجلدي.
- التجميل: يساعد زيت اللوز المر في ترطيب البشرة ومحاربة علامات الشيخوخة، كما يُستخدم في تدليك الجسم وتخفيف التوتر العضلي.
4.3. كمضاد للالتهابات
تشير الدراسات إلى أن بعض المركبات في زيت اللوز المر قد تكون فعّالة في تخفيف الالتهابات. على سبيل المثال، يستخدم البعض زيت اللوز المرّ في تخفيف آلام العضلات والمفاصل.
5. الاستخدامات الغذائية للوز المر
رغم الطعم المر اللاذع للوز المر، فإن هناك استخدامات له في صناعة الأغذية والمشروبات. يتم استخدامه بشكل أساسي في صناعة مستخلصات اللوز التي تُضاف إلى الحلويات، الكعك، والمشروبات المختلفة. يتم استخراج زيت اللوز المر واستخدامه في صنع اللوز الحلو المذاق الذي يُستعمل في الحلويات والمنتجات الغذائية الأخرى. كما يتم استخدامه في صنع مشروبات مثل “اللبن باللوز” في بعض الثقافات.
6. محاذير تناول اللوز المر
على الرغم من الفوائد التي قد يتمتع بها اللوز المر عند استخدامه بشكل مدروس، يجب أن يتم استهلاكه بحذر. تحتوي بذور اللوز المرّ على الأميغدالين، وعند تعرضه لبعض الظروف المعينة في الجسم قد يتحول إلى مركب السيانيد السام الذي يسبب التسمم. لذلك، يجب على الأفراد ألا يتناولوا كميات كبيرة من اللوز المر، خصوصاً الأطفال والحوامل.
محاذير الاستخدام:
- التسمم بالسيانيد: قد يؤدي تناول كميات كبيرة من اللوز المر إلى التسمم بالسيانيد، وهو أمر شديد الخطورة.
- الحذر عند استخدام الزيت: يجب التأكد من أن الزيت المشتق من اللوز المر لا يحتوي على كميات عالية من الأميغدالين.
7. الإنتاج والتوزيع
الوز المر يتم زراعته في بعض المناطق من العالم مثل جنوب أوروبا، الشرق الأوسط، وبعض مناطق آسيا. وعادة ما يتم حصاده واستخراج زيت اللوز المر منه عن طريق تقنيات خاصة لضمان السلامة والجودة. يعتبر زيت اللوز المرّ من الزيوت التي يتم تصديرها بكميات كبيرة إلى أسواق التجميل والعلاج الطبيعي.
8. الخلاصة
التمور المرّة أو اللوز المرّ هي فاكهة مثيرة للاهتمام نظرًا لاستخداماتها المتنوعة في الطب والتجميل. رغم فوائدها المحتملة، من المهم جداً التعامل معها بحذر شديد بسبب المركبات السامة التي تحتوي عليها. يتم استخراج الزيوت من بذور اللوز المرّ واستخدامها في العديد من الصناعات بما في ذلك العناية بالبشرة والعلاج التقليدي. مثل أي مادة تحتوي على مركبات سامة، يجب استهلاك اللوز المر بشكل حذر وفي الجرعات الصحيحة لتجنب المخاطر الصحية.
المراجع: