اللعب والتعلم للطفل بين 8-12 شهر: كيف تساهم الأنشطة في تنمية مهاراته؟
تعد مرحلة 8-12 شهرًا من أكثر المراحل تطورًا في حياة الطفل، حيث تبدأ ملامح شخصيته في الظهور، وتتنوع قدراته الحركية والمعرفية بشكل ملحوظ. في هذه الفترة، يصبح الطفل أكثر تفاعلًا مع محيطه، ويبدأ في استكشاف الأشياء من خلال اللعب. لا يقتصر اللعب في هذه المرحلة على التسلية فقط، بل يعد من الوسائل الرئيسية لتعلم الطفل واكتساب المهارات الأساسية التي تشكل قاعدة لنموه المستقبلي.
أهمية اللعب في مرحلة 8-12 شهر
اللعب في هذه الفترة لا يسهم فقط في قضاء وقت ممتع، بل له دور محوري في تنمية القدرات الحركية والمعرفية والعاطفية للطفل. فهو يمثل وسيلة للتعلم عن العالم من حوله، ويساعده في:
- تعزيز المهارات الحركية: يساعد اللعب الطفل في تطوير مهاراته الحركية مثل الجلوس، الزحف، الوقوف، والمشي، مما يساهم في تنسيق حركاته.
- تطوير الذاكرة واللغة: من خلال التفاعل مع الألعاب أو المحيطين به، يبدأ الطفل في تقوية ذاكرته والتعرف على الأصوات والكلمات، مما يسهم في تطور لغته.
- تعزيز المهارات الاجتماعية والعاطفية: يساهم التفاعل مع الأهل أو الأطفال الآخرين في تعلم مهارات مثل التعاون والتواصل والتعبير عن المشاعر.
أنواع الألعاب المناسبة للطفل في هذه المرحلة
بينما يتطور الطفل جسديًا ومعرفيًا في هذه المرحلة، يفضل استخدام ألعاب وأنشطة تحفز تطوره وتواكب تطور قدراته. وفيما يلي بعض الألعاب التي تعزز التعلم للطفل من 8 إلى 12 شهرًا:
1. الألعاب التي تشجع على التحرك والزحف
ألعاب مثل الكرات الملونة، أو الألعاب التي تصدر أصواتًا عندما يتحرك الطفل نحوها، تشجع الطفل على الزحف وتحفيزه لاكتشاف محيطه. وهذه الأنشطة تساعد على تنمية المهارات الحركية الدقيقة مثل استخدام اليدين والأصابع.
2. ألعاب البناء البسيطة
الكتل الصغيرة أو المكعبات المصنوعة من الخشب أو البلاستيك الآمن تعد مثالية في هذه المرحلة. يمكن للطفل أن يحاول ترتيب الكتل أو سحبها، مما يساعد في تطوير التنسيق بين اليد والعين.
3. الألعاب الموسيقية
الأدوات الموسيقية البسيطة مثل الأجراس الصغيرة أو البيانو المخصص للأطفال تعزز مهارات السمع والتركيز. كما تساعد الطفل على التفاعل مع الأصوات والإيقاع، مما يدعم تطور اللغة والنطق.
4. الألعاب التعليمية التي تحتوي على ألوان وأشكال
ألعاب تحتوي على ألوان وأشكال مختلفة تعمل على تنمية الحواس لدى الطفل. كما تساعده في تعلم التمييز بين الألوان والأشكال. هذه الأنشطة تساهم في تطوير الفهم البصري والمكاني للطفل.
5. الكتب التفاعلية
الكتب المصنوعة من القماش أو الورق المقوى، والتي تحتوي على صور كبيرة وألوان زاهية، تعد من الوسائل الرائعة لتشجيع الطفل على اكتشاف الكلمات والأشياء من خلال التفاعل مع الصفحات، حتى وإن لم يكن قادرًا على القراءة بعد.
6. الألعاب المائية
اللعب بالماء أو الألعاب التي تتضمن عناصر مائية (مثل الأحواض الصغيرة أو الألعاب التي تطفو) تعتبر من الأنشطة الممتعة التي تساهم في تعزيز المهارات الحركية الدقيقة. كما أن الماء يوفر تحفيزًا حسيًا يعزز تفاعل الطفل مع محيطه.
كيف يساعد اللعب في تنمية مهارات الطفل؟
1. تنمية المهارات الحركية
خلال هذه الفترة، يكتسب الطفل القدرة على الجلوس والوقوف والمشي تدريجيًا. يمكن للألعاب أن تساعده في تعزيز هذه المهارات. على سبيل المثال، الألعاب التي تتطلب الزحف أو التحرك نحو شيء معين تحفز الطفل على تحسين التنسيق بين يديه وذراعيه وأقدامه.
2. تعزيز التواصل واللغة
الألعاب مثل تقليد الأصوات أو الألعاب التي تتضمن التفاعل مع الأهل، مثل الغناء أو التحدث مع الطفل، تساعده في فهم الأصوات والكلمات. في هذه المرحلة، يبدأ الطفل في اكتساب الكلمات الأولى وتطوير مهارات التواصل.
3. تنمية الإدراك الحسي
تساعد الألعاب التي تتضمن مواد وألوان متنوعة في تنمية حواس الطفل. فالتفاعل مع الألوان المختلفة، والأشكال، والمواد المتنوعة (مثل الخشب أو البلاستيك الناعم) يساهم في تعزيز الإدراك الحسي وتحفيز الفضول.
4. تعليم حل المشكلات والتفكير
الألعاب التي تشمل التكديس أو الترتيب أو استخدام الفتحات المختلفة تساعد الطفل في فهم الأسباب والنتائج. على سبيل المثال، عندما يحاول الطفل إدخال كرة في فتحة صغيرة أو ترتيب المكعبات، يتعلم مبدأ السببية والأنماط.
كيف يمكن للآباء تعزيز اللعب والتعلم؟
للآباء دور رئيسي في تعزيز عملية التعلم من خلال اللعب. إليك بعض الطرق التي يمكن للوالدين من خلالها المساهمة في تنمية الطفل في هذه المرحلة:
1. التفاعل المستمر مع الطفل
يتعلم الطفل بشكل أساسي من خلال التفاعل مع الأهل. يمكن للأم أو الأب مشاركة اللعب مع الطفل عبر تقليد الأصوات أو تقديم الألعاب التي تتطلب تفاعلًا. على سبيل المثال، يمكن تقليد حركات أو أصوات الحيوانات، مما يعزز التواصل.
2. إنشاء بيئة آمنة للاستكشاف
في هذه المرحلة، يصبح الطفل أكثر فضولًا، ويسعى لاكتشاف محيطه. لذلك يجب التأكد من أن البيئة المحيطة بالطفل آمنة ومجهزة بالألعاب والأنشطة التي تشجع على الحركة والاكتشاف.
3. تقديم الألعاب التي تدعم المهارات المتنوعة
من المهم تقديم ألعاب متعددة تجمع بين التسلية والتعليم، مثل الألعاب التي تحفز حواس الطفل وتطوّر قدراته الحركية والعقلية على حد سواء.
4. الاهتمام بالتشجيع والمكافأة
يشعر الطفل بالتحفيز عندما يلاحظ التقدير والاهتمام من والديه. لذلك، يجب تشجيع الطفل على اللعب والإبداع، مع تقديم مكافآت صغيرة مثل العناق أو الابتسامة عندما يتقن نشاطًا جديدًا.
5. القراءة مع الطفل
رغم أن الطفل في هذه المرحلة قد لا يفهم كل شيء في الكتاب، إلا أن القراءة له تساعد على تعزيز مهارات الاستماع والتفاعل، مما يساهم في تطوير قدراته اللغوية.
خلاصة
اللعب في مرحلة 8-12 شهرًا ليس مجرد تسلية، بل هو أساس رئيسي لتطوير المهارات الحركية والعقلية واللغوية لدى الطفل. من خلال الألعاب التفاعلية والمناسبة لهذه المرحلة، يمكن للطفل أن يكتسب المهارات التي ستمهد الطريق لنموه في المستقبل. كما أن الدور النشط للأهل في توفير بيئة محفزة وتفاعلية يساهم بشكل كبير في تعزيز تعلم الطفل من خلال اللعب.