في هذا الكتاب الذي يحمل عنوان “الكونغرس: ركيزة المؤسسة الواشنطنية، الطبعة المنقحة (المنظورات؛ 12)” والذي كُتب بواسطة الباحث والكاتب موريس بي. فيورينا، يُقدم للقارئ رؤية مقنعة حول وجود مؤسسة واشنطن الحكومية ودور أعضاء الكونغرس في بنائها. يستعرض فيورينا بشكل موسع التشابكات الذاتية الخدمية التي نشأت بين أعضاء الكونغرس والمسؤولين الحكوميين والمواطنين ذوي المصالح الخاصة، مما يؤدي إلى استنتاجات مثيرة ومقلقة حول كيفية عمل نظامنا السياسي.
تأتي هذه الطبعة المنقحة بعد أول طبعة نُشرت في عام 1977، حيث يتناول فيها التطورات الجديدة التي حدثت خلال الاثني عشر عامًا الماضية. يقدم فيها بيانات داعمة تمتد حتى انتخابات عام 1988، مع تقديم أحدث أفكار فيورينا حول الكونغرس والسياسة الأمريكية. يعتبر الكتاب مرجعًا هامًا يسلط الضوء على الأمور التي تشغل الساحة السياسية في تلك الفترة.
تجمع استعراضات الطبعة الأولى للكتاب بين الإعجاب والإدانة، حيث يُعَدُّ اتهامًا محفزًا لدور الكونغرس في تعزيز ثلاثي النفع الذاتي: المواطنون يرغبون في الفوائد على حساب آخرين، وأعضاء الكونغرس يحاولون إرضاء الناخبين لضمان إعادة انتخابهم، في حين يسعى المسؤولون الحكوميون إلى توسيع إمكانيات وكالاتهم وتقديم الخدمات لأعضاء الكونغرس. يظهر الكتاب بوضوح كيف تخدم هذه الديناميات المصلحة العامة بشكل غير كافٍ.
يتناول الكتاب بتميز فرع العلوم السياسية تحت عنوان “العلوم السياسية الأمريكية”، حيث يسلط الضوء على دور الكونغرس وتأثيره في السلطة التشريعية، مما يجعله قراءة لا غنى عنها للمهتمين بالشؤون السياسية والحكومية في الولايات المتحدة. تُنشر هذه الطبعة برعاية دار النشر جامعة ييل في شهر سبتمبر من عام 1989، حاملةً معها رؤية فريدة وقيمة حول تشكيل السلطة وتفاعلها في هذه الفترة الزمنية.