تحليل وظائف الكلى وأهميته

تحاليل وظائف الكلى: فهم التحاليل وأنواعها وأهمية تشخيص الأمراض الكلوية

تعد الكلى من الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، حيث تعمل على تنقية الدم من الفضلات والسموم، وتنظيم مستويات السوائل والمعادن في الجسم، والحفاظ على توازن الهرمونات. تساهم الكلى أيضًا في إنتاج بعض الهرمونات المهمة مثل إريثروبويتين، الذي يحفز إنتاج خلايا الدم الحمراء، والرينين الذي يلعب دورًا في تنظيم ضغط الدم. لذلك، فإن الحفاظ على صحة الكلى أمر بالغ الأهمية.

من أجل تقييم وظيفة الكلى وتشخيص الأمراض الكلوية، يتم استخدام العديد من التحاليل المخبرية التي تساعد الأطباء في مراقبة صحة الكلى واتباع العلاجات المناسبة. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل مختلف أنواع تحاليل وظائف الكلى، كيفية إجراء هذه التحاليل، وأهمية نتائجها في تشخيص أمراض الكلى.

1. تحليل مستوى الكرياتينين في الدم

الكرياتينين هو منتج ناتج عن تكسير البروتينات في العضلات، ويتم إفرازه بشكل ثابت نسبيًا في البول. ومن ثم يعتبر قياس مستوى الكرياتينين في الدم أداة هامة لتقييم وظيفة الكلى. في الحالة الطبيعية، تقوم الكلى بتصفية الكرياتينين بشكل منتظم. إذا كانت الكلى لا تعمل بشكل جيد، فإن مستوى الكرياتينين في الدم يرتفع، مما يشير إلى وجود مشكلة في وظيفة الكلى.

تتفاوت مستويات الكرياتينين في الدم بناءً على العمر والجنس وكتلة العضلات، حيث يكون لدى الرجال عادةً مستويات أعلى من النساء. ولكن ارتفاع الكرياتينين عن المعدلات الطبيعية قد يشير إلى وجود اضطراب في الكلى.

المعدل الطبيعي للكرياتينين في الدم عادة ما يكون:

• للرجال: من 0.6 إلى 1.2 ملغم/ديسيلتر.

• للنساء: من 0.5 إلى 1.1 ملغم/ديسيلتر.

2. تحليل معدل الترشيح الكلوي (GFR)

معدل الترشيح الكلوي (GFR) هو مقياس يستخدم لتحديد قدرة الكلى على تصفية الفضلات من الدم. يتم حساب GFR بناءً على مستوى الكرياتينين في الدم، وكذلك العمر والجنس والعرق، وهو يعتبر من المؤشرات الأكثر دقة لتقييم صحة الكلى.

ينخفض GFR مع تدهور وظيفة الكلى، مما يشير إلى أن الكلى لم تعد قادرة على تصفية الدم بكفاءة. إذا كان GFR أقل من 60 مل/دقيقة/1.73 متر² لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر، فإن هذا يشير إلى وجود مرض كلوي مزمن.

المعدل الطبيعي لـ GFR هو عادة أكثر من 90 مل/دقيقة/1.73 متر²، وأي قيمة أقل من ذلك قد تكون دليلاً على وجود مشكلة في الكلى.

3. تحليل البروتين في البول (اختبار الألبومين)

البروتين في البول، وخاصة الألبومين، يمكن أن يكون علامة على تلف الكلى. في الوضع الطبيعي، لا يحتوي البول على كميات كبيرة من البروتين، لكن إذا كانت الكلى تالفة أو لا تعمل بشكل جيد، قد تتسرب كميات كبيرة من البروتين إلى البول.

يتم إجراء اختبار الألبومين في البول للكشف عن وجود الألبومين في البول وتحديد مدى خطورة المرض الكلوي. يمكن إجراء هذا الاختبار باستخدام عينة من البول في وقت محدد (مثل بول الصباح) أو باستخدام اختبار “نسبة الألبومين إلى الكرياتينين” في البول.

المعدل الطبيعي للألبومين في البول هو أقل من 30 ملغم في اليوم. إذا كانت النتيجة أعلى من ذلك، فقد يكون ذلك علامة على وجود مرض في الكلى.

4. تحليل نيتروجين اليوريا في الدم (BUN)

نيتروجين اليوريا في الدم (BUN) هو منتج ناتج عن تكسير البروتين في الجسم، ويتم التخلص منه عبر الكلى. يعتبر تحليل BUN من التحاليل الشائعة لتقييم وظيفة الكلى. لكن من المهم أن نلاحظ أن مستوى BUN قد يرتفع لأسباب أخرى مثل الجفاف أو تناول كميات كبيرة من البروتين أو بعض الأمراض الأخرى مثل النزيف الداخلي.

المعدل الطبيعي لـ BUN في الدم هو عادة من 7 إلى 20 ملغم/ديسيلتر. زيادة BUN قد تشير إلى ضعف وظيفة الكلى، لكن لا ينبغي أن يكون ارتفاعه بمفرده دليلًا قاطعًا على وجود مرض كلوي.

5. تحليل الكالسيوم في الدم

الكالسيوم هو معدن أساسي في الجسم، ويلعب دورًا مهمًا في وظائف العظام والأعصاب والعضلات. تساهم الكلى في تنظيم مستويات الكالسيوم في الدم من خلال التخلص من الكميات الزائدة. عندما تتضرر الكلى، قد تتأثر هذه القدرة، مما يؤدي إلى تراكم الكالسيوم في الدم.

المعدل الطبيعي للكالسيوم في الدم هو عادة من 8.5 إلى 10.2 ملغم/ديسيلتر. يمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم إلى تكوين حصوات الكلى أو إلى مشاكل صحية أخرى.

6. تحليل حمض اليوريك في الدم

حمض اليوريك هو منتج ناتج عن تحلل البيورينات (الموجودة في الأطعمة مثل اللحوم وبعض الأطعمة الأخرى) في الجسم. يتم إفراز حمض اليوريك عبر الكلى. إذا كانت الكلى لا تعمل بشكل صحيح، يمكن أن تتراكم مستويات عالية من حمض اليوريك في الدم.

يُستخدم تحليل حمض اليوريك في الدم لتحديد ما إذا كانت هناك مشاكل في إخراج حمض اليوريك، والذي قد يؤدي إلى مرض يسمى “النقرس” أو إلى تكوين حصوات الكلى.

المعدل الطبيعي لحمض اليوريك في الدم هو عادة من 3.5 إلى 7.2 ملغم/ديسيلتر.

7. تحليل الفوسفور في الدم

الفوسفور هو معدن آخر يتم تنظيمه بواسطة الكلى. عندما تكون الكلى غير قادرة على التخلص من الفوسفور الزائد، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تراكمه في الدم. ارتفاع مستويات الفوسفور في الدم يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية مثل ضعف العظام.

المعدل الطبيعي للفوسفور في الدم هو عادة من 2.5 إلى 4.5 ملغم/ديسيلتر.

8. تحليل الأنسولين والهرمونات الأخرى

تلعب الكلى دورًا في تنظيم مستويات بعض الهرمونات مثل إريثروبويتين (EPO) الذي يحفز إنتاج خلايا الدم الحمراء. في بعض الحالات، مثل الفشل الكلوي المزمن، يمكن أن تتأثر مستويات هذه الهرمونات.

9. تحاليل إضافية للكشف عن أمراض الكلى المزمنة

بالإضافة إلى التحاليل السابقة، قد يتطلب الطبيب إجراء اختبارات أخرى لتشخيص الأمراض الكلوية بشكل أدق. هذه الاختبارات قد تشمل:

• الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): لتقييم حجم الكلى، شكلها، واكتشاف أي تشوهات أو حصوات.

• الأشعة المقطعية (CT scan): لفحص الكلى بشكل أكثر تفصيلًا.

• خزعة الكلى: في بعض الحالات قد يتم أخذ عينة من نسيج الكلى لتحليلها تحت المجهر.

أهمية تشخيص أمراض الكلى

تتمثل أهمية تحاليل وظائف الكلى في أنها توفر معلومات حيوية حول صحة الكلى، مما يساعد الأطباء في تشخيص العديد من الأمراض الكلوية مثل:

• الفشل الكلوي الحاد: الذي يحدث بسرعة وقد يكون ناتجًا عن صدمة أو جفاف أو التهاب.

• الفشل الكلوي المزمن: الذي يتطور ببطء على مدى سنوات ويؤدي في النهاية إلى فقدان وظيفة الكلى.

• حصوات الكلى: التي قد تكون نتيجة لتراكم المواد الكيميائية في الكلى.

• التهاب الكلى: مثل التهاب كبيبات الكلى الذي قد يؤدي إلى تدهور الوظيفة الكلوية.

تساعد هذه التحاليل أيضًا في مراقبة تأثير بعض الأدوية على الكلى، مثل أدوية معالجة السرطان أو الأدوية التي قد تسبب ضررًا للكلى على المدى الطويل.

الخاتمة

إن تحاليل وظائف الكلى تلعب دورًا أساسيًا في الكشف المبكر عن مشاكل الكلى وتشخيص العديد من الأمراض التي قد تؤثر على صحة هذه الأعضاء الحيوية. من خلال فهم أنواع هذه التحاليل وكيفية تفسير نتائجها، يمكن للأطباء اتخاذ التدابير اللازمة لتشخيص وعلاج الأمراض الكلوية، مما يساهم في تحسين صحة المرضى ورفع مستوى الرعاية الصحية بشكل عام.