تُعتبر كتب السياسة والعلاقات الدولية من بين الأعمال التي تثير الكثير من الجدل والتفكير، ومن بين هذه الكتب يبرز كتاب “الكفاح الصالح: لماذا الليبراليون – وفقط الليبراليون – يمكنهم الفوز في حرب الإرهاب وجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”، الذي ألفه بيتر بينارت. يقدم الكتاب رؤية جديدة لليبراليين، مبنية على مبادئ تنساها كثيراً، حيث يعتقد أن عظمة أمريكا لا يمكن أن تُفرض ببساطة، بل يجب أن تُثبت. يركز بينارت على أهمية التحالف بين الحرية والديمقراطية في تعزيز التقدم والتحرر، وكيف يمكن للولايات المتحدة تحقيق هذا التقدم عبر مواجهة التطرف وتعزيز العدالة في داخلها.
بدأ الكتاب بتحليل تاريخ الليبرالية الأمريكية، حيث كانت تُعتبر رائدة في قيم الحرية والعدالة، ولكنها فقدت هذا الروح بعد حرب فيتنام. ومع وقوع هجمات 11 سبتمبر وفشل رئاسة جورج بوش الابن، باتت الولايات المتحدة بحاجة ماسة لاستعادة هذا الروح. يدعو بينارت الليبراليين إلى إحياء هذه الروح، ويشدد على ضرورة مواجهة التطرف بكل حزم، وفهم أن الديمقراطية تبدأ من الداخل.
يتناول الكتاب أيضًا دور الليبرالية في التصدي للتطرف والتوتاليتارية في العالم، وكيف يمكن لليبراليين أن يصبحوا الرائدين في هذا المجال، وذلك من خلال نشر الأمل والعدالة في أرجاء العالم الأكثر تهميشًا. بينارت يقدم نقدًا شديد اللهجة للمحافظين الذين حكموا واشنطن منذ 11 سبتمبر، ويعتبر الكتاب خطًا عصيًا للحزب الديمقراطي الذي يعاني منذ ذلك الحين.
من خلال تأملاته العميقة والتحليل السياسي الشامل، يقدم بينارت رؤية ملهمة لمستقبل أمريكا ودور الليبرالية في تحقيق التقدم والعدالة. يتساءل الكتاب عن كيفية استعادة الأمريكيين لثقتهم في قيمهم الأساسية ودورهم في العالم، ويجعل من واجب الليبراليين النشطة إحياء هذه الروح وتعزيزها لجعل أمريكا مرة أخرى بلدًا عظيمًا.