“الكتاب لأولئك الذين يفعلون الكثير”، هو عمل يضمن بصمة مميزة في عالم الكتب الذاتية، صاغه المؤلف الأسترالي الشهير برادلي تريفور جريف، المعروف أيضًا باسم “بي تي جي”. يعتبر جريف من أشهر الكتّاب الذين استطاعوا تحويل الفلسفة البسيطة إلى كنز للحكمة الحياتية.
تأليف “الكتاب لأولئك الذين يفعلون الكثير” جاء بعد نجاح جريف في كتابته لعمله الكلاسيكي الحديث “كتاب اليوم الأزرق”، الذي أصبحت على إثره اسمًا مألوفًا في أكثر من 30 دولة حول العالم. يقدم جريف في هذا الكتاب رؤية فكاهية وعميقة في آن واحد حول ثقافة العمل الحديثة وضغوطاتها.
في ظل اعتقاد متجذر في الثقافة الشعبية يقول “العمل الشاق لم يقتل أحدًا”، يقف جريف بشكل فكاهي ليعارض هذا الافتراض. يبرز المؤلف بشكل ممتع ومحترم أن العمل الشاق قد أودى بحياة الكثيرين، وأدى إلى شيخوخة مبكرة وتساقط الشعر، وحتى مشاكل هضمية متفجرة، ويعزو إلى العمل الشاق الكثير من الظواهر الفاضحة في عالم الموضة.
يوجه جريف نقدًا مباشرًا للأشخاص الذين يدفعون أنفسهم إلى حدود غير معقولة للقيام بالمزيد، وامتلاك المزيد، والوصول إلى المزيد. بطريقة ساخرة وذكية، يشير جريف إلى أن هؤلاء الأشخاص في الواقع ينتهون بأقل مما كانوا يأملون في الحصول عليه. يعتبر الكاتب أن الوصول إلى النجاح والتقدم في الحياة يتطلب أحيانًا الجرأة على قول “لا”، وتعلم استخدام هذه الكلمة التي تحرر بطريقة تكون مسلية ومُمكّنة، ولكن دون أن تكون مسيئة. فقط من خلال قول “لا”، يمكن للفرد أن يوفر الوقت الكافي للاستمتاع بالحياة ومتابعة شغفه الحقيقي، وبالتالي سيكون لديه المزيد من الوقت والطاقة ليقدمها لأولئك الذين يعتبرونهم أهم الأشخاص في حياتهم.
تتميز كتابات جريف بتوازنها المثالي بين الفكاهة والرؤى العميقة، حيث يمزج بين صور الحيوانات المشوقة، والفكاهة اللطيفة، والتحفيز القيم، مما يجعل قراءتها تجربة ممتعة ومفيدة للقارئ. بالنهاية، يشير جريف إلى أهمية تحديد الأولويات والحفاظ على التوازن بين العمل والحياة الشخصية، ويقدم نصائح عملية وفعّالة للتخلص من ضغوط الحياة اليومية.
صدر “الكتاب لأولئك الذين يفعلون الكثير” عن دار النشر أندروز ماكميل بابليشنغ في أبريل من عام 2004، وحظي بإقبال كبير من القراء الباحثين عن طرق لإدارة الضغوطات والتحكم في حياتهم بشكل أكثر فعالية وسعادة.