الكالسيوم وصحة عظام الأطفال

تناول الأطفال للكالسيوم والوقاية من هشاشة العظام

يعد الكالسيوم من العناصر الغذائية الأساسية التي تلعب دورًا مهمًا في نمو الأطفال وتطورهم. حيث يشكل الكالسيوم جزءًا أساسيًا من تكوين العظام والأسنان، كما يساعد في وظائف متعددة مثل التقلصات العضلية، نقل الإشارات العصبية، وتخثر الدم. لذلك، من الضروري أن يحصل الأطفال على كمية كافية من الكالسيوم في مراحل نموهم المختلفة لتجنب مشاكل صحية لاحقًا، مثل هشاشة العظام.

في هذا المقال، سنتناول أهمية الكالسيوم في حياة الأطفال، ومصادره الغذائية، وأثره على الوقاية من هشاشة العظام، إلى جانب نصائح مهمة حول كيفية ضمان حصول الأطفال على الكمية المناسبة من الكالسيوم.

1. أهمية الكالسيوم في نمو الأطفال

يُعتبر الكالسيوم من أهم المعادن التي تحتاج إليها أجسام الأطفال لتحقيق النمو السليم. حيث يتراكم الكالسيوم في العظام خلال مرحلة الطفولة والمراهقة، ويصل إلى ذروته في سن 20 عامًا تقريبًا. في هذه المرحلة، يكتمل بناء العظام ويتم تحديد كثافتها. وتساهم العظام السليمة في الحفاظ على استقرار الجسم وحمايته من الإصابات.

تتمثل أهمية الكالسيوم في تكوين الهيكل العظمي وتوفير الدعم لأسنان الأطفال، مما يساعد على منع التقرحات أو التأثيرات السلبية على الأسنان. كما أن الكالسيوم يلعب دورًا في دعم النشاط العصبي العضلي، ويسهم في منع التشنجات العضلية وتحسين أداء الجهاز العصبي، مما يمكن الأطفال من ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي.

2. الكمية الموصى بها من الكالسيوم للأطفال

تختلف الكمية اليومية الموصى بها من الكالسيوم بحسب عمر الطفل. وفقًا لجمعية التغذية الأمريكية (ADA) والمنظمات الصحية الأخرى، تكون احتياجات الأطفال من الكالسيوم كالتالي:

• الأطفال من 1 إلى 3 سنوات: 700 ملغ يوميًا

• الأطفال من 4 إلى 8 سنوات: 1,000 ملغ يوميًا

• الأطفال من 9 إلى 18 سنة: 1,300 ملغ يوميًا

في حالات معينة، مثل النمو السريع أو وجود مشاكل صحية خاصة، قد يحتاج الأطفال إلى كميات إضافية من الكالسيوم. لذا من المهم استشارة الطبيب أو اختصاصي التغذية لتحديد الكمية المثلى.

3. مصادر الكالسيوم الغذائية للأطفال

يوجد الكالسيوم بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة التي يمكن أن يتناولها الأطفال، سواء كان ذلك من مصادر حيوانية أو نباتية. ومن أبرز هذه المصادر:

أ. منتجات الألبان

تعد منتجات الألبان من أغنى المصادر بالكالسيوم. الحليب، الزبادي، والجبن هي من أهم المصادر التي تحتوي على كميات عالية من الكالسيوم. على سبيل المثال، يحتوي كوب واحد من الحليب على حوالي 300 ملغ من الكالسيوم.

ب. الأطعمة المدعمة بالكالسيوم

بعض الأطعمة قد تحتوي على كميات إضافية من الكالسيوم بفضل عملية التخصيب. من بين هذه الأطعمة نذكر العصائر المدعمة، والحبوب، والمشروبات النباتية مثل حليب اللوز وحليب الصويا.

ج. الأطعمة النباتية

تحتوي بعض الأطعمة النباتية أيضًا على كميات جيدة من الكالسيوم. من أبرز هذه الأطعمة الخضروات الورقية مثل السبانخ، والكرنب، والبروكلي، وكذلك البذور والمكسرات مثل بذور السمسم واللوز.

د. الأسماك والمأكولات البحرية

الأسماك الغنية بالكالسيوم مثل السردين والسلمون تعد من الخيارات الجيدة للحصول على هذا المعدن. هذه الأسماك تحتوي على الكالسيوم بنسبة عالية، خاصة عندما يتم تناولها مع العظام.

هـ. الفواكه

في حين أن الفواكه لا تعتبر المصدر الرئيسي للكالسيوم، فإن بعضها يحتوي على كميات جيدة من هذا المعدن. مثل البرتقال، والتين المجفف، والمشمش.

4. دور الكالسيوم في الوقاية من هشاشة العظام

تتأثر كثافة العظام بشكل كبير بالنظام الغذائي في مرحلة الطفولة والمراهقة. فكلما كانت العظام أكثر كثافة في سن المراهقة، كانت أقل عرضة للإصابة بهشاشة العظام في المستقبل. يعد هذا أمرًا بالغ الأهمية لأن هشاشة العظام هي حالة تتسم بضعف العظام، مما يؤدي إلى زيادة خطر الكسور والإصابات.

يسهم تناول الكالسيوم الكافي في تعزيز صحة العظام وزيادة كثافتها. يمكن أن يؤدي نقص الكالسيوم إلى مشاكل صحية خطيرة مع مرور الوقت، مثل نقص في كثافة العظام مما يعرضها للهشاشة. وفي مرحلة الطفولة، إذا لم يحصل الطفل على كمية كافية من الكالسيوم، فقد يتسبب ذلك في تطور هشاشة العظام في مرحلة لاحقة من الحياة.

5. كيفية تعزيز امتصاص الكالسيوم في الجسم

لا يقتصر الأمر على تناول الكالسيوم فقط؛ بل من الضروري أن يتم امتصاصه بشكل جيد في الجسم. لكي يتم امتصاص الكالسيوم بشكل فعال، يحتاج الجسم إلى فيتامين د. فيتامين د يساعد في تعزيز قدرة الأمعاء على امتصاص الكالسيوم، لذا يجب أن يتناول الأطفال كميات كافية من فيتامين د.

توجد مصادر عديدة لفيتامين د، مثل التعرض لأشعة الشمس المباشرة، وكذلك بعض الأطعمة المدعمة مثل حليب الأطفال، والزبدة، والبيض. في بعض الحالات، قد يوصي الأطباء باستخدام مكملات فيتامين د إذا كان الطفل يعاني من نقص فيه.

6. أسباب نقص الكالسيوم لدى الأطفال

قد يعاني بعض الأطفال من نقص في الكالسيوم لأسباب عدة، منها:

أ. النظام الغذائي غير المتوازن

إذا كان الطفل لا يتناول كميات كافية من الأطعمة الغنية بالكالسيوم أو يفتقر إلى التنوع الغذائي، فقد يؤدي ذلك إلى نقص الكالسيوم.

ب. مشاكل صحية

بعض الحالات الصحية مثل الاضطرابات الهضمية أو مشاكل في امتصاص المغذيات قد تمنع الجسم من امتصاص الكالسيوم بشكل كاف. كما أن بعض الأدوية قد تؤثر على قدرة الجسم على امتصاص هذا المعدن.

ج. انخفاض مستويات فيتامين د

كما ذكرنا، فإن نقص فيتامين د يؤدي إلى انخفاض قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم، وبالتالي يساهم في حدوث نقص في الكالسيوم.

7. نصائح لضمان تناول الكالسيوم بشكل كافٍ

من أجل التأكد من أن الأطفال يحصلون على كميات كافية من الكالسيوم، يمكن اتباع بعض النصائح العملية:

• تنويع مصادر الكالسيوم: من المهم تقديم مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بالكالسيوم. يمكن تقديم الحليب واللبن والجبن، إضافة إلى المكملات النباتية مثل حليب اللوز المدعم بالكالسيوم.

• التحقق من العادات الغذائية: تأكد من أن الطفل يتبع عادات غذائية صحية ومتوازنة. من خلال تقديم الوجبات المتوازنة التي تحتوي على مصادر غنية بالكالسيوم، يمكن ضمان حصول الطفل على الكمية الكافية.

• التقليل من المشروبات الغازية: تحتوي المشروبات الغازية على نسبة عالية من الفسفور، الذي قد يؤثر سلبًا على امتصاص الكالسيوم في الجسم. لذلك يُفضل تقليل استهلاك المشروبات الغازية.

• ممارسة النشاط البدني: النشاط البدني المنتظم يساعد على تقوية العظام ويزيد من كثافتها، مما يساهم في تحسين امتصاص الكالسيوم.

8. خاتمة

يعد الكالسيوم عنصرًا غذائيًا أساسيًا لصحة الأطفال بشكل عام، خاصة عندما يتعلق الأمر ببناء عظام وأسنان قوية وصحية. من خلال التأكد من أن الأطفال يتناولون الكمية المناسبة من الكالسيوم منذ مراحل نموهم المبكرة، يمكن الوقاية من العديد من المشاكل الصحية في المستقبل، مثل هشاشة العظام. يمكن تعزيز الامتصاص الفعال للكالسيوم من خلال تناول كميات كافية من فيتامين د، واتباع نظام غذائي متوازن، إلى جانب ممارسة الرياضة.

إن تربية الأطفال على تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم منذ الصغر هو استثمار في صحتهم المستقبلية، ويعد أحد أهم الجوانب التي تساهم في تعزيز نموهم البدني بشكل صحي وآمن.