خلال الحرب العالمية الثانية، تعرضت يوغوسلافيا إلى مأساة لا تضاهى، حيث تأثرت بشكل كبير بالعمليات العسكرية والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت خلال تلك الفترة الدامية. بحسب الإحصائيات الواردة، فإن السكان اليوغوسلافيين في العام 1939 بلغوا حوالي 15،490،000 نسمة، ولكن مع سريان الحرب، فقد بلغت حصيلة الوفيات بشكل مأساوي.
فقد بلغ عدد الوفيات العسكرية نتيجة لجميع الأسباب ما بين 300،000 إلى 446،000، في حين توفي نحو 581،000 إلى 1،400،000 مدني بسبب النشاط العسكري والجرائم ضد الإنسانية. وبذلك ارتفع إجمالي عدد الوفيات إلى ما بين 1،027،000 إلى 1،700،000 شخص، وهو ما يمثل نسبة تتراوح ما بين 6.63 إلى 10.97٪ من السكان في عام 1939.
وإذا نظرنا إلى متوسط الوفيات كنسبة من السكان في عام 1939، فإنه يبلغ حوالي 8.8٪، وهو رقم يجسد بوضوح حجم الكارثة التي حلت بالبلاد خلال تلك الفترة الصعبة.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد تعرض نحو 425،000 فرد من الجيش اليوغوسلافي لإصابات مختلفة خلال هذه الفترة، مما يؤكد على الدمار الهائل الذي لحق بالبلاد والشعب خلال الحرب العالمية الثانية، والتي لا تزال آثارها تؤثر على الذاكرة الجماعية للشعب اليوغوسلافي حتى يومنا هذا.
في النهاية، فإن الأرقام التي تم تقديمها توثق للكارثة الإنسانية الضخمة التي شهدتها يوغوسلافيا خلال فترة الحرب العالمية الثانية، والتي ستظل محفورة في تاريخ البلاد إلى الأبد كذكرى مؤلمة للتضحيات والخسائر الفادحة التي تكبدها شعبها الشجاع.