“الكاذبون واللصوص” هو عنوان الرواية التي أبدع في كتابتها ستيفن كونتس، والتي تمثل تحولاً ملحوظاً في مسيرته الأدبية، حيث يقدم قصة مثيرة للرعب بقدر ما هي لا تُنسى. تظهر الرواية شخصية تومي كارميليني، العميل في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، الذي لا يخشى المشي على حافتي القانون لتحقيق أهدافه، حيث يكتشف مؤامرة ظلامية تصل إلى أعلى مستويات الحكومة الأمريكية، وإلى مُدبّر رحيم لا يتوانى عن فعل أي شيء للحفاظ على سر دام أعواماً عدة.
تبدأ أحداث الرواية بإرسال كارميليني لحراسة منزل في جبال أليغيني النائية في وست فرجينيا، حيث يتم إيفاد أبرز العملاء الحكوميين لاستجواب منشق كبير: الخبير الأعظم في الكي جي بي، الرجل الذي يحمل سجلات كل عملية وكل خدعة قذرة نفذتها الوكالة الاستخباراتية الغامضة منذ عهد لينين وحتى بوتين. يصل كارميليني ليجد الحراس مقتولين وفريق من الكوماندوز – الكوماندوز الأمريكيين – يقتلون كل من في المكان ثم يضرمون النار في المنزل. ينجو من هجوم رصاص متهور مع ما يبدو أنها الناجية الوحيدة، مترجمة جذابة بشكل مذهل تسرق سيارته لاحقاً بعد مطاردة خطيرة في الجبال.
لكن شخصاً آخر نجا من المجزرة: الرجل الذي تحتوي ذاكرته المشوشة على أكثر أسرار الكي جي بي إحراجاً، بما في ذلك شيء ما يستحق الموت من أجل إبقائه طي الكتمان. يتحد كارميليني مع مرشده، الأدميرال جيك جرافتون، ومعاً يسعيان لتعقب العميل المصاب بفقدان الذاكرة. من هنا، تبدأ الرحلة المثيرة حيث يصبحان هدفاً لفرقة قتلة مميتة يجب أن تأخذ توجيهاتها من شخص مقرب جداً من الرئيس. من كمين دموي في مقر فخم بفرجينيا، إلى اغتيالات في شوارع واشنطن الداخلية المتدهورة، إلى مأوى مؤقت في منزل صيفي لجرافتون في ديلاوير، لا يوجد مكان خارج متناول المؤامرة الشرسة.
يجب على كارميليني وجرافتون أن يتعلما التمييز بين الصديق والعدو وهما يشقان طريقهما عبر غابة مليئة بالمكائد، وصولاً إلى مؤتمر رئاسي في مدينة نيويورك، وإلى الكشف المفاجئ عن هوية شخص ما على أعتاب السلطة المطلقة، الذي قد جازف بأمان الأمة بأكملها لمنع سر داكن من رؤية النور اليوم.
نشرت هذه الرواية لأول مرة في مايو 2004، وهي من نشر دار سانت مارتنز برس. تصنف الرواية ضمن أدب الخيال، وتحديداً ضمن فئات الإثارة والتشويق، ما يجعلها محط اهتمام للقراء المهتمين بتلك النوعية من الأدب التي تقدم تشويقاً يتسم بالعمق والغموض، مع الاحتفاظ بخط سردي يحافظ على التشويق والإثارة.