“السنوات الفضائية”
“السنوات الفضائية” هو عمل فني استثنائي يأخذنا في رحلة ملحمية إلى عوالم مجهولة، يتجلى فيها إبداع الكاتب روبرت سيلفربرغ. وصدرت هذه الرواية الرائعة تحت عنوان “الكائنات”، حيث تحكي قصة وصول كائنات فضائية غامضة إلى أرضنا، تاركةً وراءها أثراً لا يُنسى في نفوس البشر.
تجلب “الكائنات” معها لغزاً لا يمكن حلاً، إذ ظهرت فجأة في مدننا، من لوس أنجلوس إلى لندن، نيويورك إلى بكين. يتميز هؤلاء الكائنات بارتفاعهم الذي يبلغ خمسة عشر قدمًا، وجمالهم الذي لا يمكن وصفه بالكلمات – أو بقبح لا يُصدق، اعتمادًا على وجهة نظر الراوي. وبطريقة لا تُصدق، قاموا بمعاملة البشر بأسوأ طريقة يمكن تصورها.
لم يكن لديهم أدنى محاولة للتواصل معنا. بل جعلوا أنفسهم محصنين في محابس لا يمكن اختراقها، يستعبدون بعض المتعاونين الراغبين باستخدام قدراتهم النفسية، وبلا رحمة أو شفقة، غمروا بقية الأرض في عصر مظلم جديد خارج نطاق الكهرباء. وكانت محاولاتنا البائسة للمقاومة نتيجة لأوبئة قاتلة وإعدامات جماعية، مما أقنعنا سريعًا بأن المقاومة كانت عبثية.
كانت الرسالة الصامتة للكائنات واضحة: سُمح لنا بالبقاء على قيد الحياة، ولكن لم يعد لنا الحق في أن نكون السلالة السائدة. ومع ذلك، رفض قلة قليلة هذا الاعتقاد. ومن بينهم عائلة كارميشايل، عائلة من الطيارين والجنود والغرباء والمحتالين، والذين، وسط تدهور العالم من حولهم، اجتمعوا في محاصرهم في تلال سانتا باربرا، بقيادة كولونيل والذي تعلم أن يكره الحرب في فيتنام، وجد نفسه يكرس حياته، وحياة ذريته، للحفاظ على فكرة المقاومة.
تستمر إرث الكولونيل على يد فريق غير متوقع: هيبي قديم، وقاتل مسلم بارد القلب، وابن ضال، وهاكر متمرد، جميعهم متحدين في روح واحدة، سيخترقون القاعات الداخلية للفضاء الإلكتروني لقتل الكيان الرئيسي الغامض وتحرير الكوكب الذي قد نسينا جميعًا كيف نحبه.
تعتبر “السنوات الفضائية” عملاً استثنائيًا يدمج بين الخيال العلمي والحركة والمغامرة بطريقة لا تُضاهى. وقد أبدع روبرت سيلفربرغ في إيجاد عالم ملحمي يجمع بين الغموض والإثارة والتحديات الأخلاقية. يعد هذا العمل أحد تحف الأدب العلمي الذي يترك أثرًا لا يمحى في أذهان القراء، مثبتًا أن الخيال يمكنه أن يكون أقوى من الواقع، حتى في أصعب الظروف.