في كتابها المثير بعنوان “القاعدة: بحثٌ في الشبكة الإرهابية التي تهدد العالم” الصادر عن دار ناشيون بوكس، تقدم جين كوربن، الصحفية الدولية الحائزة على جوائز عديدة، نظرة مثيرة وشاملة حول تطورات وأحداث العقد الأخيرة للقرن الماضي. يتناول الكتاب فترة الثمانينيات والتسعينيات ويسلط الضوء على سلسلة من الهجمات التي استهدفت المؤسسات العسكرية والحكومية الأمريكية، بما في ذلك تفجيرات السفارت الأمريكية في أفريقيا عام 1998.
تأخذنا كوربن في رحلة تاريخية مفصلة، حيث تسلط الضوء على الحدث الذي غيّر مجرى الصراع بشكل جذري في 11 سبتمبر 2001. وكما كان الحال في عام 1998، كانت الجماعة الإرهابية المسؤولة عن هذه الحملة المدمرة هي القاعدة، التي قادها الرجل البارز أسامة بن لادن. إن القاعدة تمثل شبكة فوضوية من المتطرفين، كثيرون منهم على استعداد لتقديم التضحية النهائية من أجل قضيتهم، وهي تعزز التيار الإسلامي المتشدد وتسعى لتدمير الغرب.
تتناول كوربن في حسابها الواقعي عملية “أناكوندا” والهجوم الأمريكي على جبل طورة بورا، حيث يظهر روايتها بوضوح كمختلفة تمامًا عن الإصدارات الملونة الصادرة عن وزارة الدفاع ووزارة الخارجية الأمريكيتين. يستند كتابها إلى العديد من الرحلات التي قامت بها إلى باكستان وأفغانستان عقب أحداث 11 سبتمبر، وعلى العديد من المقابلات مع الشهود الرئيسيين والمحققين وضباط الاستخبارات في المنطقة.
وفي رصدها للأحداث، تظهر كوربن بوصفها صحفية ذات منظور أوروبي غير مقيد، حيث تقدم رؤية موضوعية وعميقة لتفاصيل تلك الفترة الحاسمة. تؤكد أن القاعدة لم تكن “قد تم دفعها إلى الخروج”. يقوم الكتاب بإلقاء الضوء على مجموعة واسعة من الجوانب السياسية والاجتماعية والدينية التي شكلت خلفية تلك الفترة الصعبة، ويقدم للقارئ فهمًا أعمق حول الجذور والتحديات التي تواجهها المجتمعات المعاصرة في مواجهة التطرف والإرهاب.
يُصنف الكتاب ضمن فئة علوم السياسة والإرهاب، وهو إصدار لدار النشر بولد تايب بوكس، صدر في أكتوبر 2003. إن هذا العمل البارع يمثل مرجعًا هامًا لكل من يسعى إلى فهم أعمق للأحداث التي سبقت وأعقبت الهجمات الإرهابية المأساوية في سبتمبر 2001.