في كتابه الرائع بعنوان “الفن والإعلام الدعوي”، يقدم الكاتب عبد الله عدوي دراسة ممتعة وشاملة حول دور الفن في الإعلام الدعوي. يستعرض الكتاب ببراعة استخدام الخطاب الإسلامي للفن في العصور القديمة، حيث استفاد من تقنيات الخطاب الفني المتاحة في زمانه. يتجلى هذا الاستفادة بشكل خاص في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ويبرز التوجه الإيجابي لعلماء المسلمين ومفكريهم نحو التقنيات الفنية وضرورة الاستفادة منها في الدعوة، مما يعطي الإسلام صورة جديدة ومتجددة.
يستعرض الكتاب بعناية فائقة دور الفن في الإعلام الدعوي المعاصر، حيث يلقي الضوء على مكانة الإسلام وأخلاقه وقيمه وتوجيهاته في سياق جذاب يخدم الرسالة الإعلامية ويؤثر في الجمهور. يشدد الكتاب على أهمية استخدام الفن في تقديم الإسلام بطريقة مبتكرة وملهمة، مما يسهم في توصيل الرسالة الدينية بشكل أكثر فعالية في وقتنا الحاضر.
وفي سياق واقعنا المعاصر، يرى الكتاب أن الاستفادة من الأدوات الترفيهية في الدعوة أمر ضروري لا يمكن تجاهله، نظرًا للتحديات الكبيرة التي تواجه وسائل الإعلام والتي تتطلب تكامل الجهود لجذب الانتباه. يلمس الكتاب الحاجة الملحة للاستفادة من التطورات التقنية الحديثة في مجال الإعلام الدعوي، مع إبراز أهمية تقديم نماذج درامية وفنية تتناسب مع طموحات المجتمع الإسلامي الحديث.
يبلغ عدد الصفحات في هذا الكتاب 52 صفحة، وقد صدر عن دار الثقافة للنشر والتوزيع في عام 2015. يأتي الكتاب بغلاف كرتوني يضيف له لمسة جمالية تعزز قيمته الفنية والثقافية. يندرج الكتاب تحت فئة الصحافة والإعلام، حيث يسلط الضوء بشكل خاص على الإعلام كوسيلة فعالة لنشر الدعوة الإسلامية.
باختصار، يعتبر هذا الكتاب إضافة قيمة لفهم دور الفن في الإعلام الدعوي، ويقدم رؤية شاملة ترتبط بتقنيات الخطاب الفني في الماضي وكيف يمكن تكاملها بشكل مبتكر في العصر الحديث لخدمة الدعوة الإسلامية.