يعتبر الكتاب “الفكر الهيلنستي: مذاهب وشخصيات” للكاتب حمادة علي، إضافة قيمة ومثيرة لعالم الفلسفة، حيث يقدم موضوعات وشخصيات لم تطرقها الدارسون السابقون في الفلسفة اليونانية، وبخاصة فيما يتعلق بالفكر الهيلنستي. يستعرض الكتاب بنية الفكر الهيلنستي بشكل شامل، حيث يسعى لعرض الخيوط الرئيسية لمدارس هذا العصر.
ويبرز الكتاب تصوراً جديداً لمفهوم الأخلاق في الفلسفة الرواقية، مع التركيز على عاملين أساسيين. الأول يتمثل في رؤية جديدة تقوم على نظرية النزوع، التي تؤكد على أن الحيوان يولد ولديه مبدأً للحفاظ على ذاته. أما العامل الثاني، فيتعلق بعرض لشخصيات فلسفية مهمة مثل هيراكليس، الذي كان فيلسوفاً رواقياً يتبع الفلسفة الرواقية الرومانية في النصف الأول من القرن الثاني الميلادي، بالإضافة إلى عرض فلسفة ديوجين أوينوندا الأبيقوي، الذي لم يكن معروفاً للباحثين الغربيين حتى عام 1884.
ومن بين المواضيع التي يتطرق إليها الكتاب، قضية الموت عند الإمبراطور ماركوس أوريليوس، التي صاغها في كتابه “التأملات” خلال زمن الحرب. كما يسلط الكتاب الضوء على مفهوم المواطنة العالمية في الرواية الرومانية، باعتباره رداً فعلًا على مفهوم الجلوبالية الذي ابتدعته القوى الغربية المعاصرة.
باحثاً في الفلسفة المعاصرة سيجدون في هذا الكتاب مادة ثرية للتفكير والنقاش، حيث يتيح لهم استكشاف أفكار جديدة وتصورات مختلفة لفهم الفلسفة الهيلنستية وتأثيرها على التفكير الحديث. ومع توافر الكتاب بغلاف ورقي، يسهل الوصول إليه واستخدامه كمرجع مهم في دراسة هذا الفترة الفلسفية المهمة.