في كتابه المميز “الفقه والاجتهاد؛ عناصر التأصيل والتجديد والمعاصرة – الجزء الثاني”، يقوم العالم والباحث علي رضا فيض بتسليط الضوء على مفهومين أساسيين يشكلان ركائز مهمة في فهم الفقه وتطوره. يتناول الكتاب بشكل متأنٍ وشامل موضوعات الفقه والاجتهاد، حيث يقدم للقارئ رؤية عميقة ومتقدمة حول كيفية استلهام القوانين والتشريعات في ضوء التجديد والمعاصرة.
في سياق يتسم بالثقافة الإسلامية، يعكس الكتاب جهداً استثنائياً قامت به الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث تمثل هذه الدولة نموذجاً فريداً برفضها الاعتماد على نقل القوانين من الدول المتقدمة، واعتمادها بدلاً من ذلك على التأصيل والاجتهاد في فقهها الخاص. وهنا يكمن جوهر الاستقلال الفكري والتحرر من التقاليد القديمة، حيث تبرز الحاجة الماسة لتطوير وتحديث الفقه بما يتناسب مع التقدم الحديث.
يبرز الكتاب أيضاً أهمية توظيف المصادر العقلية والنقلية في عملية التشريع، حيث يعكس البحث والجدل العميق حول الدلائل العقلية، بما في ذلك دلائل العقل والمصلحة وعرف العقلاء والإنسداد. يتميز الكتاب بقدرته على توجيه القارئ نحو فهم شامل لكيفية تأصيل وتجديد القوانين في ظل تطلعات المعاصرة.
من خلال 792 صفحة، يقوم الباحث علي رضا فيض بتقديم رؤية متأصلة ومتطورة حول الفقه والاجتهاد، مما يجعل هذا الكتاب مرجعاً هاماً في مجال الفقه والتشريعات الإسلامية. يتميز الكتاب بغلافه الكرتوني الفاخر الذي يعكس رونق العناية والاهتمام في النشر. وبفضل دار النفائس للنشر والتوزيع في الأردن، يصبح هذا العمل المميز متاحاً للقراء والباحثين في ميدان الكتب الإسلامية، وخاصة في فئة الفقه وأصوله، مما يسهم في إثراء المكتبة العربية بمصادر علمية ذات قيمة وأهمية فائقة.