في كتابه الموسوم بعنوان “الفساد السياسي في العراق: آثاره وسبل مواجهته”، يقوم الكاتب موسى فرج بتسليط الضوء على إحدى أكثر المشاكل الحيوية التي تواجه العراق، وهي الفساد السياسي الذي يمثل عقبة كبيرة أمام بناء دولة قائمة على المؤسسات القوية والحكم الرشيد. يستعرض الكتاب واقع العراق، الذي يحتل المرتبة التاسعة عالمياً في الثروة الطبيعية، مع إشارة إلى مكانته كواحد من أكبر منتجي ومصدري النفط في العالم.
تتناول صفحات الكتاب العديد من الجوانب الشاملة للمشكلة، حيث يركز الكاتب على تحليل تأثيرات الفساد السياسي على جميع جوانب الحياة في العراق. يُسلط الكتاب الضوء على التحديات المتزايدة التي تعصف بالمجتمع العراقي، سواء في المجالات المعيشية، الخدمية، الاجتماعية، الأمنية، أو السياسية. يظهر الكتاب أن هذا الفساد ليس مجرد مشكلة إدارية، بل يعد الجذر الرئيسي للكثير من المعضلات التي يواجهها الشعب العراقي.
وفي إطار تحليله الشامل، يبرز الكاتب أهمية الفساد السياسي كنقطة تفاعل رئيسية، خاصةً عندما يتعلق الأمر بتفاقم وتوسع باقي أنماط الفساد. يُسلط الضوء على فساد الطبقة الحاكمة من مسؤولين حكوميين وسياسيين، ويشدد على خطورته كعامل رئيسي في تشويه صورة العراق وتأزيم حياة الشعب.
تتسع الدراسة لتحديد سبل مواجهة هذا الفساد، حيث يقدم الكتاب تحليلاً نقدياً للمشكلة ويستعرض مجموعة من الحلول المقترحة لإعادة بناء نظام سياسي نزيه يخدم مصلحة الشعب. يتألق الكتاب بأسلوبه العميق والمحكم، مع تقديمه لروؤية فاحصة لتحليل السياق السياسي في العراق.
تستند هذه الدراسة الشاملة إلى معلومات ومؤشرات دولية تدعم إجماع الشعب على أن الفساد السياسي يشكل العائق الرئيسي أمام التقدم والاستقرار في العراق. يأتي هذا الكتاب ليساهم في توجيه الضوء نحو الحاجة الماسة لمواجهة هذا الظاهرة الخطيرة وتطوير استراتيجيات فعّالة لبناء مستقبل أفضل للعراق وشعبه.