في “Dirty Little Secrets: The Persistence of Corruption in American Politics”، يلقي الكتاب الضوء على جوانب غامضة ومشينة في المشهد السياسي الأمريكي. يقدم الكتاب تحقيقًا دقيقًا حول عدة حقائق صادمة تكشف عن التلاعب السياسي والفساد في النظام الانتخابي الأمريكي، ويكشف عن كواليس مثيرة للجدل تحيط بالسياسيين والقرارات السياسية.
من بين الحقائق المذهلة التي يطرحها الكتاب، يتعامل مع توجيه الاتهامات إلى الكتلة المسيحية عام 1994، حيث يظهر أن دليل الناخبين الذي أعدته الكتلة كان محسوبًا لصالح المرشحين الجمهوريين في الانتخابات الكونغرسية الرئيسية، مما يتناقض مع القانون الانتخابي الفيدرالي.
وفي سياق متصل، يكشف الكتاب عن استخدام “استطلاعات” وهمية قبل انتخابات عام 1994 في ولاية ويسكنسن، حيث اتصل “استطلاعون” زائفون بآلاف الناخبين ليسألوهم عما إذا كانت قراراتهم الانتخابية ستتأثر إذا علموا أن أحد المرشحين كان مثليًا جنسيًا. وهنا يظهر تناقض بين رغبة السياسيين في فعل الصواب وبين رغبتهم في إعادة انتخابهم، حيث يكون النظام أقوى من أي إنسان أمين.
وفي عام 1994، شهدت ألاباما انتخابات محلية تم تحديدها بفارق أقل من ثلاثمائة صوت. ومن بين الكوارث، تم قبول ألف وسبعمائة ورقة اقتراع غيابية غير قانونية، بعضها تم تقديمها بواسطة أشخاص متوفين. هذه القصص الحقيقية تكشف عن الفساد والتكتيكات غير القانونية التي استخدمتها كل الأطراف السياسية لعقود لحماية وتعزيز سلطتها.
الكتاب لا يكتفي بتسليط الضوء على تفاصيل الفساد في النظام السياسي، بل يقدم أيضًا خطة جديدة وفريدة للإصلاح تعرف باسم “Deregulation Plus”، والتي قد تكون مفزعة لكل الأحزاب السياسية وتجعل الناخبين الأمريكيين يبتسمون للمرة الأولى منذ سنوات.
معلومات هذا الكتاب تأتي من تقارير حديثة وبحث خلفي ضخم قام به ساباتو وسيمبسون، والذي يشمل مقابلات مع سياسيين مؤثرين ومستشارين ومشغلين سياسيين، فضلاً عن طلبات قانون حرية المعلومات وآلاف الصفحات من التقارير الحملة الانتخابية. يبرهنون على أن الفساد ليس مجرد قضية فردية بل هو نتيجة لنظام سياسي فاسد، ويقدمون خطة جديدة تفتح الباب أمام إصلاح حقيقي.