الـ “فريغان” هو مصطلح يشير إلى الأشخاص الذين يعتمدون على تجميع الطعام من مصادر غير تقليدية، مثل النفايات الغذائية التي يتم التخلص منها من قبل المحلات التجارية أو المطاعم. ورغم أن الفريغانين ليسوا فاكهة بشكل حرفي، بل يشيرون إلى نمط حياتهم وعاداتهم الغذائية، إلا أن هناك مغالطة قد تحدث في فهم المصطلحات. وبالتالي، سأقدم لك مقالاً يوضح هذا المفهوم وتاريخه وأثره الاجتماعي.
الفريغان: نمط حياة مستدام يواجه هدر الطعام
في عالمنا اليوم، يتم التخلص من كميات ضخمة من الطعام بشكل يومي، سواء بسبب انتهاء صلاحية المنتجات أو لأن الطعام لا يلقى قبولًا في الأسواق. هذه الظاهرة تمثل تحديًا بيئيًا كبيرًا، ولكن هناك من يختار التعامل مع هذا الهدر بشكل مختلف: هم الفريغان.
تعريف الفريغان
الفريغان هو شخص يتبع نمط حياة يرتكز على تجنب شراء الطعام من المتاجر والمطاعم، ويعتمد بدلاً من ذلك على جمع الطعام الذي تم التخلص منه بسبب أسباب مثل انتهاء تاريخ الصلاحية أو تلف التغليف. يتم جمع هذا الطعام من النفايات التي تتخلص منها المحلات التجارية أو المطاعم أو حتى الأماكن العامة. الفريغانون يعارضون هدر الطعام ويبحثون عن طرق مبتكرة للاستهلاك بشكل مستدام من خلال الاستفادة من هذه المصادر.
الجذور الاجتماعية والحركة البيئية
بدأت حركة الفريغان في الولايات المتحدة الأمريكية خلال التسعينيات، حيث ارتبطت بالأفكار البيئية وحركات الوعي الاجتماعي. كانت الحركة تهدف إلى تقليل استهلاك الموارد الطبيعية والحد من هدر الطعام. كان الناشطون في هذا المجال يعتقدون أن الهدر الكبير للطعام في العالم يمثل أزمة بيئية وأخلاقية، إذ أن مليارات الأطنان من الطعام يتم التخلص منها سنويًا في حين يعاني ملايين البشر من الجوع.
المبادئ الأساسية للفريغانية
تقوم الفريغانية على عدة مبادئ أساسية، أهمها:
-
الحد من الاستهلاك: الفريغانون يفضلون استخدام ما هو متاح لهم بدلاً من شراء المنتجات الجديدة، ويشمل ذلك جمع الطعام الملقى في النفايات.
-
إعادة الاستخدام والتدوير: يهتم الفريغانون باستخدام المواد الغذائية المتاحة لديهم بشكل ذكي لتجنب الإسراف. يتم تناول الطعام الذي لا يزال صالحًا للاستهلاك رغم أنه قد تم التخلص منه.
-
الاعتماد على المجتمعات المحلية: العديد من الفريغانين يعتمدون على شبكات محلية لجمع الطعام من المصادر غير التقليدية مثل الأسواق المحلية أو المتاجر التي توفر الطعام غير المباع.
-
الاستدامة: تعتبر الحركة جزءًا من الجهود الأكبر لحماية البيئة من خلال تقليل النفايات والمساهمة في تقليل الاستهلاك غير المستدام للموارد.
الفريغانية: جلب الوعي الاجتماعي والبيئي
تمثل الفريغانية نوعًا من التحدي الاجتماعي والاقتصادي ضد ثقافة الاستهلاك المفرط التي أصبحت سائدة في المجتمعات الحديثة. يمكن اعتبارها حركة تهدف إلى مواجهة تراكم النفايات وتوزيع الطعام بشكل أكثر عدلاً. في العديد من الأماكن، يتم التخلص من الطعام الجيد بسبب تفاصيل بسيطة مثل تلف في العبوة أو قرب انتهاء تاريخ الصلاحية، وهو ما يؤدي إلى هدر موارد كبيرة.
الفوائد البيئية والفردية للفريغانية
-
الحد من النفايات: الفريغانون يساهمون بشكل كبير في الحد من النفايات الغذائية، مما يساعد في تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن معالجة الطعام وإيصاله إلى مكبات النفايات.
-
حماية الموارد الطبيعية: عندما يتم جمع الطعام المهدر، فإن ذلك يساهم في تقليل الطلب على المنتجات الجديدة، مما يعني تقليل استهلاك الموارد الطبيعية مثل الماء والأراضي الزراعية.
-
توفير المال: بالإضافة إلى الفوائد البيئية، يساهم نمط الحياة الفريغاني في توفير المال. الفريغانون لا يدفعون ثمن الطعام، مما يساعد في التوفير الشخصي.
التحديات والمخاطر
رغم الفوائد التي تقدمها الفريغانية، إلا أن هناك أيضًا تحديات ومخاطر مرتبطة بهذا النمط من الحياة. بعض الطعام الذي يتم العثور عليه قد لا يكون آمنًا للاستهلاك بسبب التلف أو سوء التخزين. قد يكون هناك أيضًا مشاكل صحية ناجمة عن تناول الطعام الذي تم التخلص منه بطرق غير مناسبة.
الخلاصة
في النهاية، فإن حركة الفريغانية هي جزء من حركة أكبر تهدف إلى تحسين الطريقة التي نستهلك بها الطعام والموارد. هي دعوة للوعي الاجتماعي والبيئي، حيث يسعى الأفراد إلى تقليل الفاقد، والحفاظ على الموارد، والمساهمة في مجتمع أكثر استدامة.