الفرق بين تقصف وتشقق الشعر

الفرق بين تقصف الشعر وتشققه

تُعد صحة الشعر من العوامل الجوهرية التي تؤثر بشكل مباشر على المظهر العام والجاذبية الشخصية، ويشكل الاهتمام بالشعر جانباً مهماً في روتين العناية الجمالية والصحية لدى النساء والرجال على حد سواء. ومن أكثر المشكلات التي يعاني منها الشعر، والتي غالبًا ما تُسبب ارتباكاً في التمييز بينها، هما مشكلتا تقصف الشعر وتشققه. وعلى الرغم من أن المصطلحين يُستخدمان أحيانًا بشكل مترادف، إلا أن هناك فرقاً دقيقاً من حيث المظهر، والأسباب، والعلاج، وتأثير كل منهما على بنية الشعر وصحته.

في هذا المقال المفصل، سيتم تناول الفرق بين تقصف الشعر وتشققه من زوايا متعددة، بدءاً من التعريف الدقيق لكل حالة، مروراً بأسبابها وخصائصها، وصولاً إلى طرق الوقاية والعلاج، مع تسليط الضوء على الأبعاد البيولوجية والبنية الشعريّة التي تتأثر في كل منهما.

أولاً: التعريف العلمي لكل من التقصف والتشقق

1. تقصف الشعر (Hair Split Ends)

تقصف الشعر، أو ما يُعرف علميًا بـ “Trichoptilosis”، هو حالة تتعرض فيها أطراف الشعرة للتكسر والانقسام إلى جزئين أو أكثر، ما يؤدي إلى ظهور الشعرة وكأنها متشعبة الأطراف. يحدث هذا غالبًا في نهاية الشعرة، لكن في بعض الحالات المتقدمة قد يظهر التقصف في منتصف الشعرة أيضًا.

2. تشقق الشعر (Hair Cracking or Hair Fissures)

أما تشقق الشعر فهو يشير إلى ظهور تشققات أو كسور طولية أو عرضية في الشعرة نفسها، وقد تكون هذه التشققات على شكل خطوط دقيقة أو تشققات عميقة تؤدي إلى هشاشة الشعر في أماكن متفرقة من الساق الشعري، وليس بالضرورة في الأطراف فقط كما هو الحال في التقصف.

ثانياً: الاختلافات البنائية والمظهرية

ثالثاً: الأسباب والعوامل المؤدية

أسباب تقصف الشعر:

• الحرارة العالية المتكررة الناتجة عن استخدام مجففات الشعر ومكواة التمليس.

• استخدام المنتجات الكيميائية مثل صبغات الشعر، الفرد، ومزيلات اللون.

• قلة الترطيب وإهمال استخدام الزيوت والبلسم.

• التعرض المفرط لأشعة الشمس دون حماية.

• تسريح الشعر بقوة وخصوصاً وهو مبلل.

• قص الشعر غير المنتظم والذي يؤدي إلى تراكم الأجزاء التالفة.

أسباب تشقق الشعر:

• نقص البروتينات الأساسية في بنية الشعر، وخاصة الكيراتين.

• الجفاف العميق في الطبقات الداخلية لساق الشعرة، ما يضعف بنيتها.

• الاحتكاك المتكرر بالوسائد القطنية الخشنة أو الملابس.

• العوامل البيئية القاسية مثل الرياح الجافة والتعرض للملوثات.

• الخلل الهرموني أو التغذية السيئة، مما يُضعف فروة الرأس والبصيلة.

• التعرض للعوامل الميكانيكية مثل ربط الشعر بقوة أو استخدام أدوات حادة أثناء التسريح.

رابعاً: التأثيرات الصحية والجمالية

تقصف الشعر:

• يفقد الشعر مظهره الحيوي، ويبدو باهتاً ومتعباً.

• يصبح التصفيف أكثر صعوبة، وقد يتشابك الشعر بسهولة.

• قد يؤدي إلى فقدان الطول نتيجة الحاجة إلى القص المتكرر.

تشقق الشعر:

• يُضعف الشعرة من الداخل، ويجعلها عرضة للكسر التام.

• يزيد من هشاشة الشعر بشكل عام، ما يؤدي إلى ترقق الشعر الكلي.

• يعرقل نمو الشعر بشكل صحي، حيث تصبح الشعرة غير قادرة على الاحتفاظ بالزيوت والبروتينات.

خامساً: الفروقات في العلاج والوقاية

طرق علاج تقصف الشعر:

• قص الأطراف التالفة بانتظام كل 6-8 أسابيع.

• استخدام الزيوت الطبيعية مثل زيت الأرغان وزيت الجوجوبا.

• تطبيق ماسكات ترميم الشعر التي تحتوي على الكيراتين والبروتينات.

• تقليل الحرارة أثناء تصفيف الشعر.

• استخدام مشط بأسنان واسعة والابتعاد عن التسريح العنيف.

طرق علاج تشقق الشعر:

• العناية بالبنية العميقة للشعرة عبر البروتينات العلاجية.

• تجنب أي منتجات تحتوي على كحول أو كبريتات.

• تغذية الشعر من الداخل عبر مكملات مثل البيوتين والزنك والحديد.

• الاستعانة بالبلسم العميق والترطيب الأسبوعي.

• التوقف المؤقت عن استخدام الصبغات ومواد الفرد.

الوقاية المشتركة:

• اختيار منتجات خالية من المواد الضارة مثل السلفات والسيليكون الصناعي.

• استخدام غطاء حريري أثناء النوم لتقليل الاحتكاك.

• الحرص على تناول غذاء متوازن يحتوي على فيتامينات A، E، وB-complex.

• شرب كميات كافية من الماء لترطيب الجسم والشعر داخليًا.

• الابتعاد عن تسريحات الشد القوية التي تؤثر على جذور الشعر وتسبب التشققات.

سادساً: العوامل المرتبطة بنوع الشعر

إن طبيعة الشعر تلعب دوراً حاسماً في مدى قابليته للتقصف أو التشقق:

• الشعر المجعد والجاف أكثر عرضة للتقصف بسبب ميله لفقدان الرطوبة.

• الشعر الناعم والرفيع أكثر عرضة للتشقق لأنه لا يتحمل الضغط والاحتكاك.

• الشعر المصبوغ أو المعالج كيميائياً يُعاني من كلا المشكلتين بسبب تدهور البنية البروتينية.

سابعاً: الجدول التفصيلي للفروق بين التقصف والتشقق

ثامناً: أوجه التشابه بين التقصف والتشقق

• كلا الحالتين تعكسان ضعفاً في بنية الشعرة.

• تؤديان إلى مظهر شعري غير صحي وخشن.

• تتفاقمان عند الإهمال أو الاستخدام المفرط للحرارة والمواد الكيميائية.

• كلاهما يتطلب عناية مركزة ومستمرة، تختلف باختلاف سبب الحالة.

• التغذية السليمة والروتين الصحي لهما دور مشترك في الوقاية والعلاج.

تاسعاً: الجانب البيولوجي لبنية الشعر وتأثرها بالحالتين

الشعرة تتكون من ثلاث طبقات رئيسية:

• الطبقة الخارجية (القشرة أو الكيوتكل): وهي الطبقة الواقية، وتكون أول ما يتضرر في التقصف.

• الطبقة الوسطى (القشرة الداخلية أو الكورتكس): تتأثر غالباً في حالة التشقق، مما يؤدي إلى تكسير داخلي.

• الطبقة المركزية (النخاع أو الميدولا): نادراً ما تتأثر، ولكن في الحالات المتقدمة من التشقق قد تصل الضرر إليها.

في التقصف، التلف يبدأ من الكيوتكل نتيجة العوامل الخارجية، بينما في التشقق، الكورتكس يتعرض للضعف الداخلي، وغالبًا ما يكون نتيجة لتغذية غير متوازنة أو خلل داخلي في توزيع البروتين.

المصادر والمراجع

• Mayo Clinic – Hair damage causes and care

• International Journal of Trichology – Structural Hair Analysis (2019)