الفرق بين الليزر والليزك

الفرق بين الليزر والليزك: إقرأ قبل أن تتخلص من النظارة!

في السنوات الأخيرة، أصبح الحديث عن عمليات تصحيح النظر باستخدام التقنيات الحديثة شائعاً بين العديد من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الرؤية، مثل قصر النظر وطول النظر والاستجماتيزم. ومن بين هذه التقنيات، يتردد كثيرًا اسم “الليزر” و”الليزك” كحلول لمشاكل النظر، ولكن ما الفرق بين هذين المصطلحين؟ وكيف يساهم كل منهما في تحسين الرؤية؟ في هذا المقال، سنقوم بشرح الفرق بين الليزر والليزك، مع التطرق إلى مزايا وعيوب كل تقنية، بالإضافة إلى تطورات هذه الإجراءات وكيف يمكن أن تساعدك في اتخاذ القرار الأفضل بشأن العلاج.

أولاً: ما هو الليزر؟

الليزر هو اختصار لعبارة “تضخيم الضوء بواسطة الانبعاث المحفز للإشعاع”. هذه التقنية تعتمد على استخدام أشعة ضوء مركزة وعالية الطاقة لتعريض الأنسجة لمستوى معين من الحرارة والضغط بهدف تغيير خصائص هذه الأنسجة. في مجال تصحيح النظر، يستخدم الليزر لتعديل شكل القرنية – وهي الجزء الأمامي من العين الذي يعمل كعدسة لتركيز الضوء. والهدف من هذه التقنية هو تصحيح الانكسار الضوئي في العين، وبالتالي تحسين الرؤية.

الليزر المستخدم في جراحات تصحيح النظر، مثل “الليزك” أو “الليزر السطحي”، يختلف عن غيره من أنواع الليزر في أن له طيفًا محددًا من الأشعة التي تمكّنه من اختراق القرنية وتغيير شكلها بشكل دقيق. وهو يعتبر خيارًا فعالًا لعلاج العديد من مشاكل الرؤية مثل قصر النظر، طول النظر، والاستجماتيزم.

ثانياً: ما هو الليزك؟

أما الليزك (LASIK) فهو نوع متخصص من تقنيات جراحة العيون التي تعتمد على الليزر. والاختصار LASIK هو اختصار لعبارة “Laser-Assisted in Situ Keratomileusis”، أي “إعادة تشكيل القرنية باستخدام الليزر”. في عملية الليزك، يتم استخدام نوع خاص من الليزر يُعرف بالليزر فمتوثانية (Femtosecond Laser) لفتح شريحة رقيقة جدًا من سطح القرنية (الغشاء السطحي) ليتم رفعها بشكل مؤقت. بعد ذلك، يتم استخدام ليزر آخر (عادة ليزر الإكزايمر) لتشكيل القرنية وإعادة تعديل انحنائها، مما يسمح للضوء بالتركيز بشكل صحيح على الشبكية، وبالتالي تحسين الرؤية.

تتميز عملية الليزك بأنها دقيقة جدًا وتوفر نتائج سريعة مع فترة نقاهة قصيرة. كما أن هذه العملية يتم إجراؤها عادة تحت تأثير التخدير الموضعي، مما يعني أن المريض لا يشعر بألم أثناء العملية.

الفرق الرئيسي بين الليزر والليزك

بينما يتشابه مصطلح “الليزر” و”الليزك” في كونهما يتعلقان باستخدام أشعة ليزر لتصحيح الرؤية، إلا أن هناك فرقاً جوهريًا بينهما في طريقة العلاج وتنفيذه:

1. التقنية المستخدمة:

   • الليزر: هو مصطلح عام يُستخدم للإشارة إلى أي نوع من العمليات التي تعتمد على الليزر في التصحيح، ويمكن أن يشمل ذلك عمليات مثل الليزر السطحي أو الليزر العميق. هذه العمليات تتضمن فقط استخدام شعاع ليزر لتعديل شكل القرنية أو لمعالجة مشاكل أخرى في العين.

   • الليزك: هو نوع محدد من جراحة العين يعتمد على الليزر ولكنه يتضمن شقًا بسيطًا للقرنية في البداية ثم إعادة تشكيلها باستخدام ليزر فمتوثانية لإزالة الأنسجة الزائدة. وتعد هذه التقنية واحدة من أشهر جراحات تصحيح النظر.

2. إجراء العملية:

   • الليزر السطحي (PRK): هو أحد أنواع الليزر التي تستخدم لتصحيح مشاكل الرؤية بدون الحاجة إلى شق القرنية، حيث يتم إزالة الطبقة الخارجية للقرنية باستخدام شعاع ليزر، ويتم تعديل شكل القرنية ثم إعادة بناء الطبقة الخارجية. هذه الطريقة قد تحتاج إلى فترة نقاهة أطول مقارنةً بالليزك.

   • الليزك: يعتمد على تقنية أكثر دقة، حيث يتم إجراء شق في الطبقة الخارجية للقرنية، ثم إعادة تشكيل القرنية باستخدام ليزر الإكزايمر. بعد ذلك، يتم إرجاع الشريحة القرنية إلى مكانها، مما يسمح بعلاج أسرع وألم أقل مقارنة بالليزر السطحي.

3. الفترة الزمنية للتعافي:

   • في حالة الليزر السطحي، قد يحتاج المريض إلى فترة شفاء تتراوح بين أسبوعين إلى شهر قبل استعادة الرؤية الطبيعية.

   • بينما في الليزك، تكون فترة التعافي أسرع، حيث يمكن للمريض العودة إلى الأنشطة اليومية بعد يوم أو يومين فقط من العملية.

4. الراحة والألم:

   • في الليزر السطحي، قد يشعر المريض ببعض الألم في الأيام الأولى بعد العملية بسبب إزالة الطبقة الخارجية للقرنية.

   • في الليزك، يشعر المرضى عادةً براحة أكبر وألم أقل بعد العملية.

5. النتائج النهائية:

   • في الليزر السطحي، قد يكون الشفاء أبطأ لكن النتائج النهائية قد تكون مماثلة لتلك التي يتم تحقيقها باستخدام الليزك.

   • في الليزك، تعتبر النتائج سريعة وفعّالة، مع تحسن واضح في الرؤية خلال ساعات قليلة.

مزايا وعيوب كل تقنية

مزايا الليزك:

1. نتائج سريعة: تظهر التحسينات في الرؤية خلال ساعات قليلة من إجراء العملية.

2. قليل من الألم: بما أن العملية لا تتطلب فتح الجفن بشكل كامل، فإن الشعور بالألم أو التورم بعد العملية يكون ضئيلًا.

3. نسبة نجاح عالية: تعد جراحة الليزك واحدة من العمليات الأكثر شيوعًا ونجاحًا في مجال تصحيح النظر.

4. فترة نقاهة قصيرة: يتمكن المريض عادة من العودة إلى الأنشطة اليومية بسرعة بعد العملية.

عيوب الليزك:

1. مخاطر على القرنية: إذا لم يتم إجراء الجراحة بشكل دقيق، قد يتسبب فتح الطبقة السطحية للقرنية في حدوث مشاكل.

2. قد يتطلب تصحيحًا إضافيًا: في بعض الحالات، قد لا يحقق المريض الرؤية المثالية بعد العملية وقد يحتاج إلى إجراء تصحيحات إضافية.

مزايا الليزر السطحي (PRK):

1. لا يتطلب شقًا في القرنية: لا يتم إنشاء شق في القرنية، مما يقلل من مخاطر حدوث تعقيدات في بعض الحالات.

2. مناسب لمرضى القرنية الرقيقة: هذه التقنية يمكن أن تكون خيارًا أفضل للأشخاص الذين يعانون من قرنية رقيقة أو مشاكل في هيكل القرنية.

عيوب الليزر السطحي (PRK):

1. فترة نقاهة أطول: يحتاج المرضى إلى فترة شفاء أطول مقارنة بالليزك.

2. ألم أثناء الشفاء: قد يشعر المريض بألم أكبر بعد العملية مقارنة بالليزك.

هل يمكن إجراء عملية الليزك أو الليزر للجميع؟

على الرغم من أن الليزك يعتبر آمنًا وفعالًا لمعظم الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الرؤية، إلا أن هناك بعض الحالات التي قد لا تكون مناسبة لهذا النوع من العلاج. من بين العوامل التي قد تؤثر على ملاءمة المريض للعملية هي:

• سمك القرنية.

• وجود أمراض معينة في العين مثل الجلوكوما أو الساد.

• الحمل أو الرضاعة.

• مشكلات صحية أخرى قد تؤثر على العين.

الخلاصة

عند التفكير في إجراء عملية تصحيح النظر باستخدام الليزر أو الليزك، من الضروري أن يفهم المريض الفروق بين التقنيتين والتأثيرات المحتملة لكل منهما. يساعد التشخيص الدقيق من قبل طبيب العيون المتخصص في تحديد الخيار الأنسب بناءً على الحالة الصحية للعين واحتياجات المريض. من المؤكد أن كلا الخيارين يوفران حلولًا فعّالة للمشاكل البصرية، ولكن كل منهما يملك مزايا وعيوب تختلف وفقًا لكل حالة فردية.

إجراء عملية تصحيح النظر باستخدام الليزر أو الليزك قد يكون خطوة هامة نحو التخلص من النظارات أو العدسات اللاصقة، ولكنه يتطلب معرفة دقيقة بالمخاطر والنتائج المتوقعة، بالإضافة إلى الحرص في اختيار الطبيب المختص.