الفرق بين الكيراتين والبروتين والكولاجين

الفرق بين الكيراتين والبروتين والكولاجين للشعر: دراسة تحليلية مفصّلة لأشهر علاجات الشعر التجميلية

تطورت صناعة العناية بالشعر في العقود الأخيرة تطوراً ملحوظاً، حيث ظهرت تقنيات ومركّبات متعددة تهدف إلى إعادة إحياء الشعر التالف ومنحه لمعاناً ونعومة، ومن أبرز هذه المركبات الكيراتين والبروتين والكولاجين. ورغم أن هذه المصطلحات تُستخدم كثيراً في مراكز التجميل وبين المستهلكين، فإن الكثيرين لا يدركون الفروق الدقيقة بينها، مما قد يؤدي إلى استخدام غير مناسب أو توقّعات غير واقعية من هذه العلاجات. يتناول هذا المقال توضيحاً علمياً مفصلاً وشاملاً للفرق بين الكيراتين والبروتين والكولاجين في مجال العناية بالشعر، مبيناً مكونات كل منها، وآلية تأثيرها على الشعر، ودورها في استعادة صحته وجماله، ومتى يُنصح باستخدام كل منها.

أولاً: الكيراتين (Keratin)

التعريف والتركيب الكيميائي

الكيراتين هو بروتين طبيعي صلب يوجد في تركيب الشعر والأظافر والطبقة الخارجية من الجلد. يتكون أساساً من الأحماض الأمينية، ولا سيما السيستين الذي يحتوي على الكبريت، ما يمنحه القوة والمرونة. يمثل الكيراتين ما يقارب 90% من تركيب الشعرة، ويعتبر المكون الأساسي المسؤول عن صلابة الشعر ومتانته.

آلية عمل الكيراتين في علاجات الشعر

عند تطبيق علاج الكيراتين على الشعر، يتم ملء الفجوات والتشققات التي تحدث نتيجة العوامل البيئية أو التصفيف الحراري أو المعالجة الكيميائية. يُستخدم الكيراتين الصناعي على شكل سائل أو كريم يُطبّق على الشعر، ثم يُثبّت بواسطة الحرارة باستخدام المكواة الحرارية. يعمل هذا العلاج على تغليف الشعرة بطبقة واقية تمنحها مظهراً ناعماً ولامعاً وتقلل من التقصف والهيشان.

مزايا علاج الكيراتين

• تنعيم الشعر وتقليل التجعد

• تسهيل تصفيف الشعر وتقليل الحاجة للحرارة العالية

• إعطاء لمعان طبيعي للشعر

• تقوية الخصلات الهشة

• تقليل التقصف والتكسر

العيوب والملاحظات

• قد تحتوي بعض علاجات الكيراتين على مادة الفورمالدهيد، وهي مادة كيميائية مثيرة للجدل نظراً لاحتمال ارتباطها بمشاكل صحية عند استخدامها بكثرة أو في أماكن مغلقة دون تهوية.

• لا يعالج الشعر من الداخل بقدر ما يمنحه مظهراً صحياً مؤقتاً.

• يحتاج إلى إعادة تطبيق كل 2 إلى 4 أشهر حسب نوع الشعر.

ثانياً: البروتين (Protein Treatment)

التعريف والتركيب الكيميائي

البروتين في علاجات الشعر هو مزيج من البروتينات الطبيعية التي تُستخدم لترميم الألياف الشعرية التالفة. قد تحتوي هذه العلاجات على الكيراتين، الكولاجين، الحرير، القمح، أو بروتينات الحليب، وتُضاف إليها زيوت طبيعية مثل زيت الأرجان أو جوز الهند لتعزيز التأثير.

آلية عمل البروتين

يعتمد العلاج بالبروتين على ترميم البنية الداخلية للشعرة، حيث يتغلغل البروتين إلى داخل الشعرة لسد الفجوات وإعادة بناء الأجزاء التالفة. هذا يختلف عن الكيراتين الذي يركز أكثر على المظهر الخارجي. البروتين له قدرة على إعادة مرونة الشعر المفقودة، وتحسين كثافته، وتعزيز قوته ومقاومته للتكسر.

الفروق الجوهرية عن الكيراتين

رغم أن الكيراتين يعتبر نوعاً من البروتين، فإن علاجات البروتين تتضمن تركيبات أوسع وأعمق تأثيراً من مجرد الكيراتين وحده. البروتين يعمل بتركيز أعلى في الطبقات الداخلية من الشعرة ويعيد التوازن البروتيني الذي يفقده الشعر نتيجة التعرض للمواد الكيميائية والحرارة المفرطة.

مزايا علاج البروتين

• إصلاح الشعر التالف من الداخل

• تقوية بصيلات الشعر وتقليل تساقطه

• تحسين مرونة وكثافة الشعر

• إعادة بناء بنية الشعرة المتهالكة

• مناسب جداً للشعر المتقصف أو المعالج كيميائياً

العيوب والملاحظات

• قد يؤدي الإفراط في استخدام البروتين إلى تيبّس الشعر وتكسره نتيجة التشبّع بالبروتين (Protein Overload)

• يحتاج إلى تشخيص دقيق لنوع الشعر ودرجة التلف لتحديد نوع البروتين المناسب

• تتفاوت نتائجه من شخص لآخر وقد يحتاج إلى تكرار العلاج للحصول على أفضل نتائج

ثالثاً: الكولاجين (Collagen)

التعريف والتركيب

الكولاجين هو بروتين ليفي يُنتج طبيعياً في الجسم ويوجد في الأنسجة الضامة، الجلد، والأربطة. في علاجات الشعر، يتم استخدام الكولاجين المُتحصل عليه من مصادر بحرية أو حيوانية، حيث يتم تحليله إلى جزيئات أصغر ليسهل امتصاصه عبر الشعر وفروة الرأس.

آلية عمل الكولاجين

عند تطبيق الكولاجين على الشعر، يعمل على تغذية فروة الرأس أولاً، ما يؤدي إلى تحفيز إنتاج بروتينات الشعر وتعزيز نموه الصحي. كما يغلف الشعر بطبقة مرطبة تحميه من الجفاف والتكسر. يساعد الكولاجين أيضاً على الحفاظ على شباب الشعر عبر مقاومة الأضرار الناتجة عن الجذور الحرة التي تسبب شيخوخة مبكرة للخلايا.

مزايا علاج الكولاجين

• ترطيب الشعر بعمق وتحسين ليونته

• تقوية فروة الرأس وتعزيز الدورة الدموية بها

• تحسين نمو الشعر وزيادة كثافته مع الوقت

• حماية الشعر من العوامل البيئية المؤذية مثل الشمس والتلوث

• تقليل ظهور الشيب المبكر بفضل خصائصه المضادة للأكسدة

العيوب والملاحظات

• نتائجه تتطلب وقتاً أطول للظهور مقارنة بالكيراتين والبروتين

• تأثيره لا يتضمن فرد الشعر كما في الكيراتين أو البروتين

• يتطلب انتظاماً في الاستخدام لتحقيق أفضل فائدة طويلة الأمد

مقارنة تفصيلية بين الكيراتين والبروتين والكولاجين

متى يُفضل استخدام كل نوع؟

• الكيراتين يُفضل في الحالات التي يكون فيها الشعر مجعداً جداً ويصعب تصفيفه، ويرغب المستخدم بنتائج ملموسة وفورية في المظهر الخارجي للشعر.

• البروتين مثالي للشعر التالف بسبب الصبغات المتكررة أو الفرد الكيميائي، حيث يعمل على إعادة بناء الشعرة من الداخل.

• الكولاجين يناسب الأفراد الباحثين عن تحسين صحة فروة الرأس والنمو الطبيعي للشعر على المدى الطويل، خاصةً لمن يعانون من ضعف الكثافة أو بداية الشيب.

تأثير الاستخدام الخاطئ أو المفرط

الاستخدام غير السليم لأي من هذه العلاجات قد يؤدي إلى نتائج عكسية. على سبيل المثال، الإفراط في استخدام البروتين دون حاجة فعلية قد يسبب تقصف الشعر، بينما التعرض المتكرر للفورمالدهيد في الكيراتين قد يؤذي فروة الرأس والجهاز التنفسي. كما أن تجاهل نوع الشعر واحتياجاته يؤدي غالباً إلى اختيارات غير مناسبة، لذلك ينصح بالرجوع إلى مختص تجميل معتمد لتقييم حالة الشعر بدقة قبل اختيار العلاج المناسب.

الخلاصة

يمثل كل من الكيراتين والبروتين والكولاجين خيارات فعالة لعلاج مشاكل الشعر المتنوعة، ولكل منها دور محدد وتأثير مختلف يتناسب مع نوع واحتياجات الشعر. الفهم الدقيق للفروقات بين هذه المواد يتيح للمستخدمين اتخاذ قرارات واعية تحقق أفضل النتائج دون التعرض لمخاطر جانبية أو نتائج غير مرضية. وفي ظل توافر هذه العلاجات في الأسواق وصالونات التجميل، تظل النصيحة الاحترافية والتقييم الشخصي لكل حالة شعر من أهم الركائز لاختيار العلاج الأنسب.

المراجع:

1. Cosmetic Science and Technology: Theoretical Principles and Applications. Edited by Kazutami Sakamoto, Robert Lochhead et al. (2017).

2. International Journal of Trichology, “Hair Fiber Structural Damage from Chemical Treatment”, Vol. 5, Issue 2, 2013.