الفرق بين السنة الميلادية والهجرية

الفرق بين السنة الميلادية والهجرية

تعتبر السنة الميلادية والسنة الهجرية نظامين تقويميين رئيسيين يستخدمهما العديد من الشعوب حول العالم، ويعتمد كل منهما على أسس ومبادئ مختلفة لتحديد مرور الزمن. يعكس كل من التقويمين، الميلادي والهجري، نوعاً من التنظيم الزمني الذي يتوافق مع الظروف الثقافية والدينية والبيئية لمختلف المجتمعات. في هذا المقال، سيتم تسليط الضوء على الفرق بين هذين التقويمين، مع شرح تفصيلي للكيفية التي يتم بها حساب كل منهما، وكيف أثرت هذه الأنظمة على العالم الإسلامي والعالمي على حد سواء.

أولاً: التقويم الميلادي

التقويم الميلادي، الذي يُعرف أيضًا بالتقويم الغريغوري نسبة إلى البابا غريغوريوس الثالث عشر الذي قام بإصلاحه في عام 1582م، هو التقويم الأكثر استخداماً في معظم دول العالم اليوم. يعتمد هذا التقويم على الدورة الشمسية للأرض حول الشمس، حيث يتكون من 365 يوماً في السنة، مع إضافة يوم في السنة الكبيسة (كل أربع سنوات) ليصبح عدد الأيام 366 يوماً. وهذا التعديل يعوض عن الفرق الزمني الذي يحدث نتيجة لاختلافات دقيقة في الحركة المدارية للأرض.

تاريخ بداية التقويم الميلادي:

التقويم الميلادي يعتمد على تاريخ ميلاد السيد المسيح (عليه السلام)، ويبدأ من السنة التي يُعتقد أن المسيح وُلِد فيها. ولكن بداية استخدام هذا النظام كانت متأخرة عن ميلاد المسيح بوقت طويل. بدأ استخدام التاريخ الميلادي بشكل رسمي في العصور الوسطى، حيث اقترح راهب يُدعى “ديونيسيوس إكسيغوس” في القرن السادس الميلادي هذا النظام كوسيلة لتحديد التاريخ.

الأشهر في السنة الميلادية:

السنة الميلادية تتكون من 12 شهراً، وهي على النحو التالي:

1. يناير (31 يوم)

2. فبراير (28 أو 29 يوم)

3. مارس (31 يوم)

4. أبريل (30 يوم)

5. مايو (31 يوم)

6. يونيو (30 يوم)

7. يوليو (31 يوم)

8. أغسطس (31 يوم)

9. سبتمبر (30 يوم)

10. أكتوبر (31 يوم)

11. نوفمبر (30 يوم)

12. ديسمبر (31 يوم)

تضاف الأيام التي تختلف في شهري فبراير (إضافة يوم في السنة الكبيسة) لجعل السنة تتناسب مع الدورة الشمسية.

ثانياً: التقويم الهجري

في المقابل، يعتمد التقويم الهجري على الدورة الشهرية للقمر حول الأرض، حيث يتكون من 12 شهراً قمرية. وعلى عكس السنة الميلادية، لا تعتمد السنة الهجرية على الدورة الشمسية، وإنما على حركة القمر، وهو ما يعني أن السنة الهجرية تكون أقصر من السنة الميلادية بنحو 11 إلى 12 يوماً تقريباً. وتتراوح عدد أيام السنة الهجرية بين 354 و355 يوماً.

تاريخ بداية التقويم الهجري:

التقويم الهجري يبدأ من الهجرة النبوية، حيث انتقل النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة في عام 622م. وعليه، فإن بداية السنة الهجرية تمثل بداية هذه الهجرة، وتُعتبر نقطة فاصلة في تاريخ الأمة الإسلامية. كان الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) هو الذي أمر ببدء استخدام هذا التقويم في عام 638م.

الأشهر في السنة الهجرية:

تشمل السنة الهجرية أيضًا 12 شهراً، ولكن هذا التقويم يعتمد على الدورة القمرية، وهو ما يختلف عن الدورة الشمسية التي يعتمد عليها التقويم الميلادي. أشهر السنة الهجرية هي كالتالي:

1. مُحرّم

2. صفر

3. ربيع الأول

4. ربيع الآخر

5. جمادى الأول

6. جمادى الآخر

7. رجب

8. شعبان

9. رمضان

10. شوال

11. ذو القعدة

12. ذو الحجة

تختلف بداية كل شهر هجري عن بداية الشهر الميلادي، حيث أن الأشهر الهجرية لا تتزامن مع أشهر السنة الميلادية في أغلب الأحيان، بسبب الفارق بين السنة الهجرية والسنة الميلادية.

الفروق الأساسية بين السنة الميلادية والهجرية

1. الأساس الفلكي:

   • التقويم الميلادي يعتمد على الدورة الشمسية للأرض حول الشمس، ويبلغ عدد أيام السنة فيه 365 يوماً في العام العادي و366 في السنة الكبيسة.

   • التقويم الهجري يعتمد على الدورة القمرية حول الأرض، ويبلغ عدد أيام السنة فيه حوالي 354 يوماً، وهي أقل من السنة الميلادية بحوالي 10 إلى 12 يوماً.

2. الاختلاف في طول السنة:

   • السنة الميلادية أطول من السنة الهجرية بنحو 11 يوماً تقريباً، وهذا هو السبب في أن التاريخ الهجري يتقدم على الميلادي بحوالي 10 إلى 12 يوماً كل عام.

3. عدد الأيام في الأشهر:

   • في التقويم الميلادي، تكون الأشهر إما 30 أو 31 يوماً باستثناء شهر فبراير الذي يحتوي على 28 يوماً في السنوات العادية و29 يوماً في السنوات الكبيسة.

   • في التقويم الهجري، يحتوي بعض الأشهر على 29 يوماً وبعضها على 30 يوماً، ويُحدد عدد الأيام في الشهر بناءً على رؤية الهلال، مما يؤدي إلى تفاوت بسيط في عدد الأيام.

4. بداية السنة:

   • السنة الميلادية تبدأ في 1 يناير، وهو تاريخ يُعتبر رمزياً لميلاد السيد المسيح.

   • السنة الهجرية تبدأ في 1 مُحرّم، وهو بداية العام الذي شهد الهجرة النبوية.

5. التأثير الديني:

   • التقويم الميلادي يُستخدم في معظم دول العالم في الحياة اليومية وفي الأعمال التجارية والأنشطة الاجتماعية.

   • التقويم الهجري هو التقويم الرسمي في بعض الدول الإسلامية ويستخدم في تحديد المناسبات الدينية مثل شهر رمضان، عيد الفطر، وعيد الأضحى.

استخدامات التقويم الميلادي والهجري

1. التقويم الميلادي:

   • يُستخدم بشكل أساسي في معظم دول العالم في الحياة اليومية والأنشطة الاقتصادية والتعليمية.

   • يعتمد عليه في تحديد الفصول الأربعة (الربيع، الصيف، الخريف، الشتاء)، كما يتم حسابه في معظم المناسبات العالمية.

2. التقويم الهجري:

   • يُستخدم بشكل أساسي في الدول الإسلامية لتحديد الأعياد والمناسبات الدينية مثل شهر رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى.

   • يعتمد عليه في تحديد بداية الأشهر الهجرية والعديد من الأحداث الدينية الهامة في حياة المسلمين.

في الختام

إن الفرق بين السنة الميلادية والهجرية يبرز التباين الكبير في كيفية قياس الوقت بناءً على الفلك والتقاليد. يُعتبر كل من التقويمين جزءاً لا يتجزأ من هوية الأمة التي تستخدمه، سواء كانت حضارة غربية تستخدم التقويم الميلادي أو حضارة إسلامية تعتمد على التقويم الهجري. هذه الأنظمة الزمانية تعكس التفاعل بين الإنسان وبيئته من جهة، وبين ثقافاته وتقاليده من جهة أخرى، وكل منهما له تأثير كبير في تنظيم الحياة اليومية وتحديد المناسبات الدينية والاجتماعية في مختلف المجتمعات.