الفرق بين السكر البني والأبيض

الفرق بين السكر البني والسكر الأبيض:

يتألف السكر من مركب كيميائي يسمى السكروز، وهو نتاج طبيعي يتم استخراجه من قصب السكر أو الشمندر. على الرغم من أن السكر الأبيض والسكر البني يبدو وكأنهما منتجان متشابهان للغاية من حيث الاستخدام والطعم، إلا أنهما يختلفان في عدة جوانب تتعلق بالمحتوى الغذائي، طريقة التصنيع، وكذلك تأثيرهما على الصحة. في هذا المقال، سنستعرض الفروق الرئيسية بين السكر البني والسكر الأبيض، بدءًا من تكوينهما وصولاً إلى فوائدهما وأضرارهما المحتملة.

1. التكوين والمواد المضافة

السكر الأبيض هو الشكل الأكثر تكريرًا من السكر. يتم استخراجه من قصب السكر أو الشمندر، ثم يتم تكريره من خلال عمليات كيميائية معقدة لإزالة جميع الشوائب والأملاح المعدنية والمركبات الطبيعية الأخرى. ينتج عن هذه العملية سكر أبيض نقي وخالي من أي مواد إضافية، مما يمنحه لونه الأبيض النقي.

من ناحية أخرى، السكر البني هو ببساطة سكر أبيض مضاف إليه كمية من دبس السكر (مستخلص من عملية تكرير السكر). يعد دبس السكر مادة غنية بالمعادن مثل الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم. لذلك، يختلف السكر البني عن السكر الأبيض بوجود دبس السكر الذي يمنحه لونه البني وطعمه المميز.

2. طرق التصنيع

كما ذكرنا سابقًا، السكر الأبيض يتم تصنيعه من خلال عملية تكرير معقدة، حيث يتم التخلص من جميع العناصر الطبيعية غير المرغوب فيها، مثل الدبس. ونتيجة لذلك، يبقى السكر الأبيض عبارة عن بلورات نقية من السكروز، وهي مادة لا تحتوي على أي مركبات أخرى.

أما السكر البني، فيتم تصنيعه إما من خلال إضافة دبس السكر مباشرة إلى السكر الأبيض أو من خلال عملية تكرير غير كاملة، حيث يحتفظ السكر البني بنسبة من دبس السكر في تركيبته. تتفاوت درجة اللون والنكهة في السكر البني بناءً على كمية الدبس المضاف. السكر البني قد يأتي بألوان متفاوتة من البني الفاتح إلى البني الداكن، حسب كمية الدبس المضافة.

3. المحتوى الغذائي والفوائد الصحية

يعتبر السكر الأبيض من الناحية الغذائية مصدرًا منخفضًا جدًا للعناصر الغذائية المفيدة، حيث إنه يحتوي على كميات ضئيلة للغاية من الفيتامينات أو المعادن، ولذلك فإنه يُعتبر بمثابة “غذاء فارغ” (Empty calorie food). على الرغم من أن السكر الأبيض يوفر طاقة سريعة للجسم، إلا أن قيمته الغذائية ضئيلة جدًا.

في المقابل، يحتوي السكر البني على بعض المعادن مثل الحديد والكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم، وذلك بفضل وجود دبس السكر. ولكن، لا يمكن الاعتماد على السكر البني كمصدر رئيسي لهذه المعادن نظرًا لأن الكمية الموجودة فيه تكون ضئيلة جدًا. وعليه، يمكن القول أن السكر البني يوفر بعض الفوائد الصحية الطفيفة مقارنة بالسكر الأبيض، ولكنه لا يعتبر بديلاً صحيًا بشكل كامل.

4. التأثير على مستويات السكر في الدم

بناءً على تأثير السكر على مستويات السكر في الدم، يمكن القول أن الفرق بين السكر البني والسكر الأبيض ليس كبيرًا. كلا النوعين يحتويان على نفس القدر من السكروز الذي يتحول إلى جلوكوز في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة مستوى السكر في الدم.

بالرغم من ذلك، نظرًا لوجود دبس السكر في السكر البني، قد يؤدي ذلك إلى تأخير طفيف في امتصاص السكر من الجهاز الهضمي مقارنة بالسكر الأبيض، ولكن هذا التأثير لا يكون كبيرًا بما يكفي ليجعله خيارًا أفضل لمرضى السكري أو لأولئك الذين يسعون للحد من تناول السكر. في النهاية، يُعتبر كلا النوعين من السكر مصادر سريعة للطاقة ويؤديان إلى زيادة مستويات السكر في الدم بنفس الطريقة تقريبًا.

5. الطعم والاستخدامات في الطهي

يتمتع السكر البني بنكهة غنية ودسمة قليلاً بفضل دبس السكر المضاف إليه. هذه النكهة تعطيه طابعًا مميزًا يجعله مثاليًا في العديد من الوصفات، خاصة تلك التي تتطلب طعماً أغنى وأكثر عمقاً مثل الحلويات التي تحتوي على الشوكولاتة أو الكعك. كما أن السكر البني يستخدم في الطهي لتحسين اللون والنكهة في بعض الأطعمة والمشروبات مثل الشاي والقهوة.

من ناحية أخرى، يعتبر السكر الأبيض هو المعيار الأساسي في أغلب الوصفات التقليدية. وهو يتناسب مع مجموعة متنوعة من الأطعمة ويعطي حلاوة نقية دون التأثير على النكهة الأساسية للطعام. يُستخدم السكر الأبيض في الحلويات، العصائر، والمشروبات الساخنة بشكل أكثر شيوعًا، نظرًا لقدرته على إعطاء حلاوة دون أن يغير طعم المنتج النهائي.

6. التخزين والاحتفاظ بالجودة

يتميز السكر الأبيض بأنه سهل التخزين ولا يتأثر بالبيئة المحيطة به، حيث يبقى ثابتًا لفترة طويلة دون أن يتغير لونه أو طعمه. يمكن تخزينه لفترات طويلة في أماكن جافة وباردة دون القلق من تغير جودته.

أما السكر البني، فقد يكون أكثر عرضة للتكتل بسبب وجود الرطوبة الناتجة عن دبس السكر. لذلك، يوصى بتخزين السكر البني في حاويات محكمة الإغلاق للحفاظ على جودته ومنع تكوّن الكتل. في حال حدوث ذلك، يمكن تفتيت الكتل بسهولة باستخدام شوكة أو تركه لفترة قصيرة في الميكروويف.

7. التأثيرات الصحية على المدى الطويل

بالرغم من أن كلا من السكر البني والسكر الأبيض يحتويان على نفس القدر من السكروز، فإن السكر الأبيض يعتبر أكثر ضررًا على المدى الطويل نظرًا لافتقاره إلى أي قيمة غذائية. يُعتبر تناول السكر الأبيض بشكل مفرط أحد العوامل المساهمة في زيادة خطر الإصابة بعدد من الأمراض المزمنة مثل السمنة، أمراض القلب، السكري من النوع 2، وأمراض الأسنان.

أما السكر البني، ورغم احتوائه على بعض المعادن، لا يُعد بديلاً صحيًا مثاليًا. إن الإفراط في تناوله يمكن أن يؤدي إلى نفس المشاكل الصحية المرتبطة بالسكر الأبيض. لذا، في النهاية، يُنصح بتقليل تناول السكر من كلا النوعين والاعتماد على مصادر طبيعية أخرى للتحلية مثل العسل أو السكر المستخلص من النباتات.

8. الاستنتاج

في الختام، لا يعد السكر البني بديلاً صحيًا حقيقيًا للسكر الأبيض، على الرغم من احتوائه على بعض المعادن والمواد المغذية. كلا النوعين يحتويان على نفس القيمة الحرارية تقريبا، ولهما تأثير مشابه على مستويات السكر في الدم. إذا كان الهدف هو تحسين الصحة، فإن الحد من تناول السكر بشكل عام سيكون الخيار الأمثل، واختيار بدائل طبيعية وصحية قد يكون أفضل بكثير من الاعتماد على أي من النوعين.

المصادر:

• مجلة “العلوم الغذائية والصحة” (Journal of Food Science & Nutrition)

• “مركز مراقبة الأمراض والوقاية منها” (CDC)