عدد عظام جمجمة الإنسان

عدد عظام جمجمة الإنسان: تركيبة معقدة تلعب دورًا حيويًا في دعم وحماية الدماغ

تعد الجمجمة من أبرز الهياكل العظمية في جسم الإنسان، إذ تتمتع بدور بالغ الأهمية في حماية الدماغ والأعضاء الحساسة في الرأس. لا تقتصر وظيفة الجمجمة على الحماية فقط، بل تعد أساسًا لدعم الوجه والفك، فضلاً عن كونها أحد العوامل الحاسمة في ملامح الإنسان.

تتكون جمجمة الإنسان من مجموعة معقدة من العظام التي تعمل معًا لتحقيق التوازن المثالي بين الحماية والمرونة. وفي هذا المقال، سنستعرض عدد عظام جمجمة الإنسان وتفاصيل تركيبها المعقد، وأهمية هذه العظام في حماية الدماغ ووظائفها الحيوية.

ما هي الجمجمة؟

الجمجمة هي الهيكل العظمي الذي يحيط بالدماغ والأعضاء الحسية الرئيسية مثل العينين والأذنين والأنف. وتُعدّ الجمجمة من أولى الأجزاء العظمية التي تتكون في الجسم البشري خلال مراحل النمو الجنيني، إذ تبدأ العظام في التكون حول الدماغ وتساعد في الحفاظ على شكله وحجمه. تتكون الجمجمة من مجموعة من العظام التي تتصل ببعضها عن طريق مفاصل ثابتة تُسمى “الغرز” (Sutures)، وتلعب هذه الغرز دورًا مهمًا في السماح بالمرونة أثناء نمو الدماغ في مراحل الطفولة.

عدد عظام الجمجمة البالغ

تتكون الجمجمة البالغة من 22 عظمة، وهذه العظام تقسم إلى قسمين رئيسيين:

1. العظام القحفية (Cranial bones)

2. العظام الوجهية (Facial bones)

أولاً: العظام القحفية (Cranial bones)

تتكون العظام القحفية من 8 عظام تُحيط بالدماغ وتحميه. وهذه العظام هي:

1. العظم الجبهي (Frontal bone):
   هو العظم الذي يشكل الجزء الأمامي من الجمجمة ويمتد من الجبهة إلى الحافة العليا من العينين. وهو يشكل عظمة الجبهة بالكامل.

2. العظمين الجداريين (Parietal bones):
   يقع كل عظم جداري على جانب من جانبي الجمجمة ويشكل الجزء العلوي من الجمجمة. هذه العظام تُغطي منطقة الجانبين العلويين من الرأس.

3. العظمين الصدغيين (Temporal bones):
   تقع هذه العظام في أسفل الجمجمة على جانبي الرأس، بالقرب من الأذنين. تحتوي العظام الصدغية على الأذن الداخلية وهي أساسية في عملية السمع.

4. العظم القفوي (Occipital bone):
   يقع في الجزء الخلفي السفلي من الجمجمة ويشكل قاعدة الجمجمة. يتصل مع الفقرات العنقية عبر مفصل يسمى المفصل القاعدي.

5. العظم الوتدي (Sphenoid bone):
   يعد العظم الوتدي من العظام العميقة في الجمجمة ويقع في منتصف الجمجمة. يتمتع بتعقيد هيكلي ويشكل جزءًا من قاعدة الجمجمة.

6. العظم الأنفي (Ethmoid bone):
   يقع العظم الأنفي في الجزء الأمامي من الجمجمة، ويشكل جزءًا من تجويف الأنف وقاعدة العينين. كما يلعب دورًا في عملية التنفس والحفاظ على التوازن بين مكونات الجمجمة.

ثانياً: العظام الوجهية (Facial bones)

تتكون العظام الوجهية من 14 عظمة تشكل الهيكل العظمي للوجه وتساهم في تشكيل الملامح الوجهية. هذه العظام هي:

1. العظام الفكية العلوية (Maxillae):
   تشكل العظام الفكية العلوية الجزء العلوي من الفك وتشكل قاعدة الأنف.

2. العظام الوجنية (Zygomatic bones):
   تقع العظام الوجنية على جانبي الوجه وتشكل الخدين. تلعب هذه العظام دورًا في تحديد ملامح الوجه.

3. العظام الأنفية (Nasal bones):
   هذه العظام صغيرة وتشكل جسر الأنف.

4. العظام الدمعية (Lacrimal bones):
   توجد هذه العظام في الزوايا الداخلية للعينين، وهي تساعد في تكوين جزء من الحاجز الذي يفصل بين العين وتجويف الأنف.

5. العظام السفلى للفك (Mandible):
   العظم الفكي السفلي هو العظم الوحيد في الجمجمة الذي يتحرك. يشكل الجزء السفلي من الفك ويسمح بالحركة الضرورية للعض عند التحدث أو الأكل.

6. العظام الصغيرة للأسنان (Palatine bones):
   تقع هذه العظام في قاع التجويف الأنفي وتشكل جزءًا من الحنك الصلب.

7. العظام السمعية (Auditory ossicles):
   هذه مجموعة من العظام الصغيرة التي توجد داخل الأذن الوسطى وتُسمى “المطرقة” (Malleus) و”السندان” (Incus) و”الركاب” (Stapes). هذه العظام مسؤولة عن نقل الصوت من الأذن الخارجية إلى الأذن الداخلية.

أدوار ووظائف العظام الجمجمية

تتعدد وظائف العظام الجمجمية في الجسم البشري، فهي لا تقتصر على مجرد تشكيل حماية للدماغ، بل تشمل عدة أدوار أخرى:

1. حماية الدماغ:
   أولى وأهم وظائف الجمجمة هي حماية الدماغ والأعضاء الحيوية الأخرى مثل العينين والأذنين. توفر الجمجمة حاجزًا صلبًا ضد الإصابات والضغوط الخارجية التي قد تتعرض لها هذه الأعضاء الحساسة.

2. دعم الملامح الوجهية:
   العظام الوجهية تشكل الأساس الذي يعتمد عليه الإنسان في تكوين ملامحه الوجهية. فهي تعطي شكل الوجه وتساعد على تحديد الأبعاد والتفاصيل مثل الأنف والفم والخدين.

3. حماية الأعضاء السمعية:
   العظام السمعية، رغم صغر حجمها، تلعب دورًا حيويًا في عملية السمع من خلال نقل الإشارات الصوتية من الأذن الخارجية إلى الأذن الداخلية.

4. الدور في التنفس:
   العظام مثل الأنف والفك العلوي تساهم في عمليات التنفس والتواصل بين الجسم والعالم الخارجي.

5. التحكم في حركة الفم:
   الفك السفلي (Mandible) يسمح بحركة الفم لأغراض مثل الأكل والكلام.

6. إعطاء الشكل العام للرأس:
   إضافة إلى الحماية، العظام في الجمجمة تساهم في إعطاء الإنسان شكله الفريد، حيث أن كل شخص يمتلك شكلًا خاصًا لرأسه ووجهه بناءً على تركيب هذه العظام.

التغيرات في عدد العظام مع تقدم العمر

عندما يولد الإنسان، تحتوي جمجمته على حوالي 45 عظمة. ولكن مع مرور الوقت، تتحد بعض هذه العظام لتشكل هيكلًا أكثر صلابة، ويحدث ذلك من خلال عملية تعرف بـ”التحام العظام”. على سبيل المثال، فإن العظام التي تُشكل الجزء العلوي من الجمجمة، مثل العظام الجدارية، تتحد مع بعضها لتصبح عظمة واحدة مع مرور الوقت. وفي النهاية، يصل عدد العظام في الجمجمة البالغة إلى 22 عظمة.

الخلاصة

تتكون جمجمة الإنسان من 22 عظمة تُقسم إلى عظام قحفية وعظام وجهية. هذه العظام تعمل بشكل متكامل لحماية الدماغ وتوفير الدعم للأعضاء الحساسة مثل الأذنين والعينين. كما أنها تساهم في تشكيل ملامح الوجه وتوفير مرونة الحركة اللازمة لوظائف مختلفة مثل الأكل والكلام.