الفرق بين الزكام والإنفلونزا

الفرق بين الزكام والإنفلونزا

تعتبر الأمراض التنفسية من أكثر المشاكل الصحية انتشارًا في فترات معينة من العام، وتُعد كل من الزكام و الإنفلونزا من أكثر الأمراض التي يعاني منها الكثير من الأشخاص، وخاصة في فصل الشتاء. وعلى الرغم من تشابه الأعراض بينهما، إلا أن هناك اختلافات كبيرة بين الزكام والإنفلونزا في العديد من الجوانب، مثل الأسباب، الأعراض، طرق العلاج، ومدى تأثيرهما على الجسم.

أولًا: تعريف الزكام والإنفلونزا

الزكام: هو مرض تنفسي خفيف ناتج عن عدوى فيروسية تُصيب الجهاز التنفسي العلوي، وتتميز الأعراض المصاحبة له بأنها أقل حدة مقارنة بالإنفلونزا. يُعرف الزكام أيضًا بالبرد أو التهاب الأنف الفيروسي، وهو من أكثر الأمراض التي يعاني منها الناس في الشتاء.

الإنفلونزا: هي عدوى فيروسية تُصيب الجهاز التنفسي وتشمل الأجزاء العليا والسفلى من الجهاز التنفسي، مثل الأنف والحلق والرئتين. عادةً ما تكون الإنفلونزا أكثر شدة من الزكام ويمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خاصةً في الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة أو الذين يعانون من أمراض مزمنة.

ثانيًا: أسباب الإصابة بالزكام والإنفلونزا

الزكام: ينتج الزكام عن الإصابة بالفيروسات المختلفة، وأشهرها هو فيروس الرينوفيروس، وهو المسؤول عن ما يقارب 50% من حالات الزكام. تنتقل العدوى بالزكام عبر القطرات التنفسية التي تُفرز عند السعال أو العطس، ويمكن أن تنتقل أيضًا من خلال لمس الأسطح الملوثة بالفيروس.

الإنفلونزا: تنجم الإنفلونزا عن الإصابة بفيروسات الإنفلونزا، وهناك ثلاثة أنواع رئيسية لهذه الفيروسات وهي A و B و C. الفيروسات من النوعين A و B هي الأكثر شيوعًا وتسبب حالات الإنفلونزا الحادة التي تتسم بأعراض شديدة. مثل الزكام، يمكن أن ينتقل الفيروس عبر السعال والعطس، وكذلك من خلال ملامسة الأسطح الملوثة.

ثالثًا: الأعراض المصاحبة لكل من الزكام والإنفلونزا

أعراض الزكام:

• احتقان الأنف: هو العرض الأكثر شيوعًا، حيث يشعر الشخص بصعوبة في التنفس بسبب انسداد الأنف.

• سيلان الأنف: يحدث بسبب زيادة الإفرازات الأنفية.

• العطس المتكرر: نتيجة للتهيج في الجهاز التنفسي.

• ألم خفيف في الحلق: يحدث نتيجة لالتهاب الحلق الخفيف.

• صداع خفيف: قد يحدث في بعض الحالات، ولكنه ليس سمة أساسية للزكام.

• إعياء عام: قد يشعر الشخص بالتعب، ولكن بشكل عام ليس شديدًا.

• درجة حرارة منخفضة أو طبيعية: الزكام عادةً لا يسبب ارتفاعًا في درجة الحرارة، وفي حال حدوثه، يكون طفيفًا.

أعراض الإنفلونزا:

• ارتفاع حاد في درجة الحرارة: حيث يمكن أن تتجاوز درجة الحرارة 38 درجة مئوية.

• ألم شديد في العضلات والمفاصل: من أبرز الأعراض التي تميز الإنفلونزا عن الزكام.

• إعياء شديد وضعف عام: يشعر الشخص بالتعب الشديد والعجز عن القيام بالأنشطة اليومية.

• صداع شديد: يرافقه في بعض الأحيان شعور بالغثيان.

• سعال جاف وشديد: يكون السعال الناتج عن الإنفلونزا أكثر حدة وألمًا مقارنة بالزكام.

• احتقان الحلق: يمكن أن يكون أكثر حدة ويسبب ألمًا ملحوظًا.

• احتقان الأنف وسيلانه: يمكن أن تكون هذه الأعراض حاضرة في حالة الإنفلونزا أيضًا، لكنها ليست بنفس الشدة مقارنة بالزكام.

رابعًا: مدة الإصابة والتعافي

الزكام: عادة ما تستمر أعراض الزكام من 3 إلى 7 أيام، وقد تكون أقل حدة، ويمكن للشخص أن يتعافى بسرعة إذا اتبع الراحة الكافية وطرق العلاج المنزلية مثل تناول السوائل الدافئة، واستخدام محاليل الأنف الملحية.

الإنفلونزا: تستمر أعراض الإنفلونزا من 7 إلى 14 يومًا وقد تستمر لفترة أطول في حال حدوث مضاعفات. يحتاج الأشخاص المصابون بالإنفلونزا إلى الراحة التامة وتناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب مثل أدوية مضادة للفيروسات لتسريع التعافي والحد من المضاعفات.

خامسًا: المضاعفات

الزكام: في العادة، لا يُسبب الزكام مضاعفات خطيرة. ومع ذلك، قد يؤدي إلى مشاكل بسيطة مثل التهاب الأذن الوسطى أو التهاب الجيوب الأنفية في حالات نادرة.

الإنفلونزا: على عكس الزكام، قد تتسبب الإنفلونزا في مضاعفات خطيرة مثل التهاب الرئة، العدوى الثانوية، أو التسمم الدموي، خاصة إذا كانت الأعراض غير معالجة أو إذا أصيب بها الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو ضعيفي المناعة.

سادسًا: الوقاية والعلاج

الوقاية من الزكام:

• غسل اليدين بانتظام: يعتبر من أفضل الطرق للوقاية من العدوى.

• تجنب ملامسة الأشخاص المصابين: يجب تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين بالزكام.

• استخدام المناديل عند السعال والعطس: للحد من انتشار الفيروس.

الوقاية من الإنفلونزا:

• التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا: يُعد من أكثر وسائل الوقاية فعالية ضد هذا المرض.

• غسل اليدين بانتظام: يساهم في تقليل خطر الإصابة.

• تجنب الأماكن المزدحمة: خاصةً خلال فترات تفشي المرض.

علاج الزكام:

• الأدوية التي تخفف من الأعراض مثل مضادات الهيستامين.

• استخدام محاليل الأنف الملحية لتخفيف الاحتقان.

• الراحة والراحة التامة.

علاج الإنفلونزا:

• مضادات الفيروسات مثل الأوسيلتاميفير، التي يُوصي بها الأطباء إذا تم تناولها في بداية ظهور الأعراض.

• مسكنات الألم مثل الباراسيتامول لتخفيف الأعراض.

• الراحة التامة والابتعاد عن العمل أو المدرسة لتجنب نقل العدوى للآخرين.

سابعًا: التشخيص والعلاج الطبي

الزكام: لا يتطلب الزكام في الغالب علاجًا طبيًا، حيث يمكن أن يشفى المريض بشكل تلقائي في غضون أيام قليلة. ولكن في حالات معينة مثل الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة أو كبار السن، قد ينصح الطبيب بتناول أدوية لتخفيف الأعراض.

الإنفلونزا: قد يحتاج المريض إلى التشخيص الطبي وخاصة إذا كانت الأعراض شديدة أو استمرت لفترة طويلة. يمكن للطبيب أن يصف مضادات الفيروسات أو أدوية لتخفيف الأعراض بناءً على شدة المرض والمضاعفات المحتملة.

الخلاصة

على الرغم من التشابه الكبير بين الزكام والإنفلونزا في بعض الأعراض، إلا أن هناك العديد من الاختلافات الجوهرية بينهما. يعد الزكام مرضًا أكثر خفة في الأعراض والمضاعفات، بينما قد تكون الإنفلونزا أكثر حدة ويمكن أن تتسبب في مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بشكل مناسب. لذا، من المهم التمييز بين المرضين للحصول على العلاج المناسب واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للحفاظ على الصحة العامة.