الفرق بين الحيوانات المجترة وغير المجترة

الفرق بين الحيوانات المجترة وغير المجترة:

الحيوانات المجترة وغير المجترة تمثل فئات بيولوجية هامة في مملكة الحيوانات، وتلعب كل منهما دورًا مختلفًا في النظام البيئي وفي سلسلة الغذاء. لتفهم الفرق بين هاتين الفئتين من الحيوانات، من الضروري أن نستعرض خصائصهما في مجالات متعددة مثل الجهاز الهضمي، وأنماط التغذية، والسلوك، والبيئة التي تعيش فيها. من خلال هذا المقال، سنتناول الاختلافات الجوهرية بين الحيوانات المجترة وغير المجترة.

1. التعريف بالحيوانات المجترة وغير المجترة

أ. الحيوانات المجترة:

الحيوانات المجترة هي تلك الحيوانات التي تعتمد في عملية هضم الطعام على عملية “الترجيع” أو “الرجوع”. هذا يعني أن هذه الحيوانات تقوم بمضغ الطعام أولًا بشكل سريع ثم تقوم بابتلاعه، وعندما يصل الطعام إلى معدتها الأولى (المعدة الأولى هي الكرش)، يعود جزء من الطعام إلى الفم ليتم مضغه مرة أخرى بشكل أكثر دقة قبل أن يمر عبر باقي أجزاء جهازها الهضمي.

يشمل هذا النوع من الحيوانات العواشب التي تملك القدرة على هضم الألياف النباتية بكفاءة أكبر مقارنة بغيرها. وتتمثل هذه الحيوانات بشكل رئيسي في الماشية مثل الأبقار، والغنم، والماعز، وكذلك بعض الأنواع الأخرى مثل الغزلان والجاموس.

ب. الحيوانات غير المجترة:

من ناحية أخرى، الحيوانات غير المجترة هي تلك التي لا تمتلك القدرة على إعادة الطعام إلى فمها بعد بلعه. وبمجرد أن يتم ابتلاع الطعام، يمر عبر جهازها الهضمي ليتم هضمه بشكل مباشر دون أي رجوع أو عملية مضغ إضافية. هذه الحيوانات قد تكون آكلة لحوم، أو آكلة نباتات، أو حتى آكلة لحوم ونباتات معًا. الأمثلة على هذه الحيوانات تشمل الحيوانات البرية مثل القطط، والكلاب، وكذلك البشر.

2. التفاصيل الفسيولوجية للجهاز الهضمي

أ. الجهاز الهضمي في الحيوانات المجترة:

يتكون الجهاز الهضمي في الحيوانات المجترة من أربع معدَّات رئيسية، وهي:

1. الفم: حيث تبدأ عملية المضغ الأولي.

2. الكرش: وهي المعدة الأولى حيث يتم تخمير الطعام بواسطة بكتيريا ومجموعة من الأنزيمات الخاصة.

3. المرتجع: حيث يتم إعادة جزء من الطعام إلى الفم ليتم مضغه مرة أخرى بشكل أكثر دقة.

4. المعدة الثانية والثالثة والرابعة: حيث يتم امتصاص الغذاء وامتصاص العناصر الغذائية الأخرى.

هذه العملية المعقدة تمكن الحيوانات المجترة من هضم الألياف الصعبة الموجودة في النباتات بكفاءة، وبالتالي تستطيع الحصول على طاقة ومغذيات من مصادر غذائية كانت لتكون غير قابلة للهضم إذا تم تناولها بالطريقة التقليدية.

ب. الجهاز الهضمي في الحيوانات غير المجترة:

الجهاز الهضمي في الحيوانات غير المجترة، على النقيض من ذلك، يحتوي عادةً على معدة واحدة فقط. هذا النوع من الحيوانات لا يملك جهازًا معقدًا يتضمن الكرش أو المراحل المتعددة للهضم. بدلاً من ذلك، يقوم الجهاز الهضمي بتكسير الطعام في المعدة الواحدة، حيث تحدث عملية الهضم بواسطة الأحماض والإنزيمات الهاضمة دون الحاجة إلى إعادة الطعام للمضغ.

في الحيوانات غير المجترة، يتم هضم الأطعمة بسرعة أكبر، ولكن غالبًا ما يكون لديها قدرة أقل على هضم الألياف النباتية مقارنة بالحيوانات المجترة.

3. أنماط التغذية

أ. التغذية في الحيوانات المجترة:

نظرًا لطبيعة عملية الهضم في الحيوانات المجترة، فإنها تعتمد بشكل أساسي على النباتات كغذاء. وتعتبر العواشب المجترة مثل الأبقار والغنم والماعز من الكائنات التي تأكل الأعشاب والأوراق الخضراء، وتستفيد من الألياف النباتية التي تحتوي على السيلولوز. بفضل الجهاز الهضمي المتكيف، يمكن لهذه الحيوانات هضم المواد النباتية التي تكون صعبة الهضم لدى الحيوانات الأخرى.

العملية التي تتبعها الحيوانات المجترة في هضم الطعام تمنحها القدرة على استخلاص أكبر قدر ممكن من المغذيات من الأطعمة ذات المحتوى الألياف العالية مثل الأعشاب والحشائش. تتسم هذه الحيوانات بقدرتها على البقاء على قيد الحياة باستخدام مواد غذائية قد تكون غير قابلة للاستهلاك بالنسبة للعديد من الحيوانات الأخرى.

ب. التغذية في الحيوانات غير المجترة:

الحيوانات غير المجترة يمكن أن تكون آكلة لحوم أو آكلة نباتات أو حتى كلاهما. هذه الحيوانات لا تمتلك القدرة على هضم الألياف النباتية بكفاءة مثل الحيوانات المجترة. لذلك، لا تقتصر غذائها على الأطعمة النباتية ذات المحتوى العالي من الألياف، بل غالبًا ما يتنوع نظامها الغذائي ليشمل اللحوم أو الفواكه أو المواد الغنية بالبروتينات.

على سبيل المثال، الكلاب والقطط تعتبر من الحيوانات آكلة اللحوم التي تعتمد في تغذيتها بشكل أساسي على اللحوم ومواد أخرى غنية بالبروتين، بينما بعض الحيوانات مثل الخيول تعتبر حيوانات غير مجترة ولكنها تتغذى على الأعشاب والنباتات الطرية.

4. الاختلافات السلوكية بين الحيوانات المجترة وغير المجترة

أ. سلوك الحيوانات المجترة:

تتميز الحيوانات المجترة بسلوك مميز في تناول الطعام، حيث تقضي وقتًا طويلًا في الرعي أو البحث عن الغذاء وتناول كميات كبيرة من الأعشاب والنباتات. كما أن عملية المضغ المتكرر تساعدها في هضم الأطعمة بشكل أكثر فاعلية. غالبًا ما نراها تقضي ساعات في الرعي، وذلك لضمان حصولها على كميات كافية من الغذاء الذي يحتوي على الألياف.

ب. سلوك الحيوانات غير المجترة:

الحيوانات غير المجترة تتميز بتناول الطعام بشكل أسرع، حيث تستهلك وجباتها في وقت قصير نسبيًا، ولا تحتاج إلى قضاء ساعات طويلة في مضغ الطعام. في حين أن بعض الحيوانات غير المجترة قد تستفيد من أطعمة تحتوي على ألياف، فإنها لا تمتلك القدرة على هضمها بنفس الكفاءة مثل الحيوانات المجترة.

5. أهمية الحيوانات المجترة وغير المجترة في النظام البيئي

أ. الحيوانات المجترة:

تعد الحيوانات المجترة مثل الأبقار والغنم من العناصر الحيوية في النظام البيئي الزراعي، حيث تقوم بتوفير اللحوم والألبان التي تشكل جزءًا أساسيًا من غذاء الإنسان. كما أن وجود هذه الحيوانات يسهم في تجديد الأراضي الزراعية عبر تحسين خصوبة التربة، حيث تساهم فضلاتها في تخصيب الأرض.

ب. الحيوانات غير المجترة:

من ناحية أخرى، تقوم الحيوانات غير المجترة بدور هام في النظام البيئي من خلال تحكمها في أعداد الحشرات أو الحيوانات الأخرى في بيئتها، بالإضافة إلى دورها في النظام الغذائي عبر توفير البروتينات واللحوم. تعتبر هذه الحيوانات أيضًا حيوانات مفترسة تساهم في موازنة أعداد الفرائس.

6. الاختلافات في الهياكل الجسدية

أ. الهيكل الجسدي في الحيوانات المجترة:

تتمتع الحيوانات المجترة بهياكل جسمانية متكيفة مع حياتها العشبية، حيث يكون لديها أسنان مسطحة قادرة على طحن الألياف القاسية، بالإضافة إلى أمعاء طويلة تساعد على امتصاص العناصر الغذائية بشكل فعال.

ب. الهيكل الجسدي في الحيوانات غير المجترة:

الحيوانات غير المجترة عادة ما تكون لديها أسنان حادة إذا كانت آكلة للحوم، أو أسنان مسطحة ولكن أصغر في الحجم مقارنة بالمجترات إذا كانت آكلة نباتات، ما يعكس احتياجاتها الغذائية المختلفة.

7. أمثلة على الحيوانات المجترة وغير المجترة

أ. أمثلة على الحيوانات المجترة:

• الأبقار

• الغنم

• الماعز

• الجاموس

• الغزلان

ب. أمثلة على الحيوانات غير المجترة:

• الكلاب

• القطط

• البشر

• الدببة

• الخيول

8. خلاصة

الحيوانات المجترة وغير المجترة تمثل اختلافًا بيولوجيًا مهمًا في مملكة الحيوانات، ويظهر هذا الاختلاف بوضوح في طريقة هضم الطعام، والسلوك الغذائي، والهيكل الجسدي، وكذلك في البيئة التي تعيش فيها. من خلال هذه الفروق، يتبين أن كلا النوعين لهما أهمية كبيرة في النظام البيئي، حيث تساهم الحيوانات المجترة في توفير المواد الغذائية الأساسية للبشر وتحسين خصوبة التربة، بينما تساهم الحيوانات غير المجترة في موازنة الأنواع البيئية والحفاظ على استقرار النظام الغذائي الحيواني.