أعراض التهاب فقرات أسفل الظهر: التشخيص والعلاج
يعتبر التهاب فقرات أسفل الظهر من المشكلات الصحية التي يعاني منها العديد من الأشخاص حول العالم. ويُعد هذا الالتهاب من أكثر الأسباب شيوعًا للألم المزمن في منطقة أسفل الظهر، مما يؤدي إلى تدهور جودة الحياة لدى المصابين به. يُمكن أن يتسبب التهاب فقرات أسفل الظهر في العديد من الأعراض المزعجة التي تؤثر على القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية. في هذا المقال، سيتم التطرق إلى الأعراض الرئيسية لالتهاب فقرات أسفل الظهر، الأسباب المحتملة لهذه الحالة، علاجاتها المتاحة، وطرق الوقاية منها.
1. تعريف التهاب فقرات أسفل الظهر
التهاب فقرات أسفل الظهر هو حالة صحية تتمثل في التهاب في المفاصل أو الأنسجة المحيطة بالفقرات في منطقة أسفل الظهر. وقد يحدث هذا الالتهاب نتيجة للعديد من الأسباب، منها الإصابات، التقدم في العمر، أو حالات صحية معينة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الفصال العظمي.
2. أعراض التهاب فقرات أسفل الظهر
تختلف أعراض التهاب فقرات أسفل الظهر من شخص لآخر، وقد تكون الأعراض خفيفة في بعض الحالات أو شديدة في حالات أخرى. ولكن هناك بعض الأعراض الشائعة التي قد تشير إلى وجود التهاب في هذه المنطقة، ومنها:
2.1. الألم المستمر في أسفل الظهر
يُعد الألم في منطقة أسفل الظهر من أبرز الأعراض المصاحبة لالتهاب الفقرات. قد يكون الألم حادًا أو مزمنًا، وقد يزداد سوءًا عند القيام ببعض الأنشطة مثل الانحناء أو حمل الأثقال. في بعض الحالات، قد يشعر المصاب بالألم عند الاستيقاظ من النوم أو بعد الجلوس لفترة طويلة.
2.2. تيبس المفاصل
من الأعراض الشائعة الأخرى لالتهاب فقرات أسفل الظهر هو الشعور بالتيبس في المفاصل. قد يشعر المصاب بعدم القدرة على تحريك أسفل الظهر بحرية أو قد يشعر بأن الحركة مقيدة، خاصة في الصباح بعد الاستيقاظ أو بعد فترات طويلة من الراحة.
2.3. تشنجات عضلية
قد يعاني المصاب من تشنجات في عضلات أسفل الظهر، مما يؤدي إلى شعور بالألم الشديد والمفاجئ. يمكن أن تحدث هذه التشنجات نتيجة للالتهاب الذي يؤثر على الأنسجة المحيطة بالفقرات.
2.4. تنميل أو خدر في الساقين
في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي التهاب فقرات أسفل الظهر إلى ضغط على الأعصاب التي تنتقل إلى الساقين. قد يعاني المصاب من شعور بالتنميل أو الخدر في الساقين أو القدمين، بالإضافة إلى ضعف العضلات في هذه المناطق.
2.5. صعوبة في المشي أو الوقوف لفترات طويلة
نظرًا للألم والتيبس المصاحب لالتهاب فقرات أسفل الظهر، قد يواجه المصاب صعوبة في الوقوف لفترات طويلة أو في المشي. وقد يُلاحظ الشخص المصاب بأن الحركة تصبح أكثر صعوبة، خاصة في الأنشطة اليومية البسيطة.
2.6. الألم الذي يمتد إلى الفخذين أو الأرداف
في بعض الحالات، قد يمتد الألم الناجم عن التهاب فقرات أسفل الظهر إلى الفخذين أو الأرداف. يمكن أن يكون هذا الألم مستمرًا أو يأتي على شكل نوبات، ويُشعر المصاب به خاصة عند الحركة أو تغيير الوضعية.
2.7. زيادة الألم عند السعال أو العطس
قد يزداد الألم في منطقة أسفل الظهر عند السعال أو العطس، حيث يؤدي الضغط الناتج عن هذه الأفعال إلى تفاقم الألم الموجود بالفعل.
3. أسباب التهاب فقرات أسفل الظهر
التهاب فقرات أسفل الظهر يمكن أن يحدث نتيجة لعدة أسباب، بما في ذلك:
3.1. الإصابات الحادة أو الحوادث
من الأسباب الشائعة لالتهاب فقرات أسفل الظهر الإصابات الناتجة عن الحوادث، مثل الحوادث المرورية أو السقوط المفاجئ. هذه الإصابات قد تتسبب في تمزق الأنسجة أو الأوتار المحيطة بالفقرات، مما يؤدي إلى التهاب المنطقة.
3.2. التقدم في السن
مع التقدم في العمر، تصبح الفقرات أكثر عرضة للتآكل والتلف. يؤدي هذا التآكل إلى التهابات في المفاصل بين الفقرات، مما يسبب الألم والتيبس في أسفل الظهر.
3.3. الفصال العظمي
يعتبر الفصال العظمي من الأسباب الرئيسية لالتهاب فقرات أسفل الظهر. في هذا المرض، تتدهور الغضاريف الواقية بين الفقرات، مما يؤدي إلى التهاب المفاصل والشعور بالألم.
3.4. التهاب المفاصل الروماتويدي
يعد التهاب المفاصل الروماتويدي أحد الأمراض المناعية التي تؤثر على المفاصل، ويمكن أن يتسبب في التهاب مفاصل أسفل الظهر. هذا الالتهاب ينتج عن هجوم الجهاز المناعي على الأنسجة السليمة في المفاصل.
3.5. الضغط على الأعصاب
في بعض الأحيان، قد يؤدي الضغط على الأعصاب في منطقة أسفل الظهر نتيجة لمشاكل في الأقراص الفقرية إلى حدوث التهاب. وقد ينتج عن ذلك ألم شديد يمتد إلى الساقين.
3.6. الوزن الزائد وعدم ممارسة الرياضة
يعد الوزن الزائد من العوامل التي تضع ضغطًا إضافيًا على فقرات أسفل الظهر، مما يؤدي إلى التهابات وآلام مزمنة. كما أن عدم ممارسة الرياضة يؤدي إلى ضعف العضلات التي تدعم العمود الفقري، مما يزيد من احتمال الإصابة بالتهاب فقرات أسفل الظهر.
4. تشخيص التهاب فقرات أسفل الظهر
تشخيص التهاب فقرات أسفل الظهر يعتمد على الأعراض التي يعاني منها المريض، بالإضافة إلى الفحوصات الطبية اللازمة. من بين الوسائل المستخدمة في التشخيص:
4.1. الفحص السريري
يعتمد الطبيب في البداية على الفحص السريري للمريض، حيث يتم تقييم حركة أسفل الظهر، وفحص أي مناطق حساسة أو مؤلمة في الجسم. قد يُطلب من المريض إجراء بعض الحركات التي قد تساعد في تحديد مكان الألم ومدى تأثيره.
4.2. الأشعة السينية (X-ray)
قد يطلب الطبيب إجراء أشعة سينية للكشف عن أي تغييرات في بنية الفقرات أو الأقراص الفقرية، مثل التآكل أو الانزلاق الفقري.
4.3. الرنين المغناطيسي (MRI)
في الحالات الأكثر تعقيدًا، قد يوصي الطبيب بإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن مشاكل داخلية في الأنسجة والأعصاب المحيطة بالفقرات.
4.4. فحوصات الدم
يمكن أن تساعد فحوصات الدم في الكشف عن علامات الالتهاب أو وجود أمراض مناعية قد تكون سببًا في التهاب فقرات أسفل الظهر.
5. علاج التهاب فقرات أسفل الظهر
يعتمد علاج التهاب فقرات أسفل الظهر على شدة الأعراض وسبب الالتهاب. يتراوح العلاج بين العلاج الدوائي والعلاج الفيزيائي وحتى التدخل الجراحي في الحالات المتقدمة.
5.1. العلاج الدوائي
يتم علاج التهاب فقرات أسفل الظهر عادةً باستخدام مسكنات الألم مثل الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) لتقليل الالتهاب والألم. في الحالات الشديدة، قد يصف الطبيب أدوية أقوى أو مسكنات للألم.
5.2. العلاج الفيزيائي
يمكن أن يساعد العلاج الفيزيائي في تحسين مرونة حركة أسفل الظهر وتقوية العضلات التي تدعم العمود الفقري. يشمل ذلك تمارين تقوية، وتمارين للتمدد، بالإضافة إلى العلاج بالحرارة أو البرودة لتخفيف الألم.
5.3. الجراحة
في حالات نادرة، قد يتطلب الأمر التدخل الجراحي إذا كان الالتهاب شديدًا أو إذا كان هناك ضغط على الأعصاب يسبب مشاكل في الحركة أو التنميل.
6. الوقاية من التهاب فقرات أسفل الظهر
6.1. ممارسة الرياضة بانتظام
ممارسة الرياضة تساعد في تقوية العضلات التي تدعم الظهر، مما يقلل من فرصة الإصابة بالتهاب فقرات أسفل الظهر. يفضل اختيار تمارين تقوي العمود الفقري مثل السباحة والمشي.
6.2. الحفاظ على وزن صحي
يساهم الحفاظ على وزن صحي في تقليل الضغط على فقرات الظهر، مما يقلل من احتمالية الالتهابات.
6.3. استخدام تقنيات سليمة في رفع الأثقال
عند رفع الأشياء الثقيلة، يجب الانحناء من الركبتين بدلًا من ثني الظهر، لتجنب تحميل الفقرات مزيدًا من الضغط.
6.4. الراحة عند الشعور بالألم
من المهم الراحة عند الشعور بألم في أسفل الظهر لتجنب تفاقم المشكلة.
