في رواية “الفتى الغناء: رواية” التي كتبها دينيس مكفارلاند، ندخل إلى عالمٍ ينطلق من ضواحي بوسطن الهادئة، حيث يتعرض مالكولم فون، الرجل الذي يحمل في جيبه أحلامًا وطموحات، إلى حادثة مأساوية تقلب حياته رأسًا على عقب. يتم اغتياله على يد غريب، وابنه البالغ من العمر ثماني سنوات، هاري، يشاهد الحادث بكل وحشية. في هذه اللحظة الفاصلة، تحمل زوجته، سارة، جثة مالكولم في ذراعيها وتشهد تدفق الدم في الشارع.
تنطلق القصة من هنا إلى عالم مأساوي حيث يتشابك مصير مجموعة من الأفراد، يفقدون طريقهم في عالم الأحياء بسبب الصدمة والحزن. ترفض سارة، العالمة الباحثة في إحدى الجامعات الرصينة، العودة إلى العمل وتتراجع في إعادة هاري إلى المدرسة. يحاول صديق مالكولم المقرب، ديكارد جونز، مساعدتهم في التغلب على هذه الأزمة، لكنه يواجه أزمة خاصة به: موت مالكولم أعاد إليه ذكريات فترته في فيتنام.
وفي الوقت نفسه، يبدو أن هاري قد تجاوز الفقدان دون أي أثر، ولكن ديكارد يعتقد أن هناك شيئًا غير عادي في روتين الصبي الجيد الصغير. تظل سارة، محبوسة في يأسها الخاص، أرملة في المقام الأول، وأم في المقام الثاني. تتعب من نصائح ديكارد المستمرة، من كيفية التعامل مع الشرطة إلى الطريقة الصحيحة لرعاية هاري. في كثير من الأحيان، تلتقي سارة بحسن نية ديكارد بغضب، صراع يهدد بأن يبعدهما عن بعضهما. وعندما يكتشف سارة أمرًا مؤلمًا يكشف عن عمق مشاكل هاري، تُحفز لاتخاذ قرارٍ متهور بشأن مستقبلهم يتعارض مع الحكم الأفضل للجميع – بما في ذلك نفسها.
تقدم الرواية رحلة عاطفية معقدة، تختلط فيها مشاعر الفقدان والحزن بالصعوبات النفسية. تنسج مكفارلاند أحداثها بأسلوب يسحر القارئ، يعيش معه في عالم الشخصيات وتحدياتها. “الفتى الغناء: رواية” تتناول مواضيع العائلة والصداقة والتحديات النفسية بطريقة تترك انطباعًا عميقًا في أعماق القارئ، وتعيد تشكيل قضايا الحياة والموت بأسلوب يتجاوز العناصر الروائية التقليدية، مما يمنح الرواية مكانة خاصة في عالم أدب الروايات النفسية.